الاثنين، 17 يوليو 2017

الخاتمة

الخاتمة

أما وقد أمد الله في عمري لأنهي هذا الكتاب أو هذه التجربة الإغترابية فإنني أحمده جلَ و علا على نعمائه، وأسأله أن يمد في عمري لأخرجه إلى حيز الوجود ليكون بين يدي القارىء  في وقت قريب.

وهنا وفي هذه الخاتمة أكرر شكري الخاص لكل من تشرفت بمعرفته بسلطنة عُمان عموما وصلالة تحديداً من عمانيين ووافدين (مغترين) من الجنسيات الأخرى عرباُ وغير عرب.  أشكرهم على دفء صداقتهم و على معونتهم لنا ببداية مشوار الاغتراب وخصوصاً الإخوة الذين ذكرتهم بالكتاب بأمكان متفرقة.  أما من أشرت اليهم ولم أذكر أسماءهم فهو من باب حتى لا أتهم بأنني ذكرت هذا ولم أذكر ذاك؛ فدفعاً للإحراج لم نذكر الأسماء.

وقديماً قيل بأن كل مراجعة لعمل ينتهتي بالقول لو أنني وضعت هذا مكان هذا، أو ليتني لم أذكر هذه الحادثة أو تلك، أو كيف نسيت هذا؟ .  نعم هذا شأن كل الأعمال.  ولأنه لا يوجد عمل كامل، ولا يوجد عمل لا تطل شخصية كاتبه بين السطور مهما حاول صاحبه أن يكون موضوعياً، فأنني أرجو المعذرة وكما يقول أهل صلالة : أعذورنا أو سامحونا على القصور.

وماذا  بعد؟

ربما يبرز سؤال ختامي هنا وهو " هل قلنا كل شيء؟ الجواب قطعاً لا؛ فالسوالف بين المحبين يا كثرها كما قلت بمقالي عن العلاقة بين السلطنة والأردن والذي افتتحت فيه هذا الكتاب.

لكن بقي هناك جانب اكتشتفه مؤخراً في صلالة وهو الحياة الخفية في الشوارع الخلفية ( ما شاء الله يصلح عنوان كتاب)؛ وأقصد به تلك المناطق التي يسمونها بصلالة (المقاصيص) التي لا تظهر بالشوارع العامة؛ كلها أسرار وغموض. فمن أراد أن يكتب عنها فليفعل.

أستدرك أيضا للقول بأنه ليست فقط المساجد والمصليات هي التي تجدها أين ما ذهبت بصلالة، لكن هذا ينطبق أيضا على المطاعم الصغيرة والخياطين ومحلات غسيل وكي الملابس إضافة للدكاكين الصغيرة والمقاهي طبعاً التي تنتشر بين البيوت.

ولأهل عمان وصلالة أقول سامحونا عالقصور واجعلونا بحِل

25/5/2015


الأحد، 16 يوليو 2017

تابع النصائح

على صعيد العمل

1)     لا يوجد شيء زيادة عن تلك الواجبات التي كنت تقوم بها ببلدك بوظيفتك مع الفارق أنهم هنا ملتزمون بتوقيت الحضور والانصراف؛  لا يسمحون بالتزويغ إلا إن استطعت إلى ذلك سبيلا دون أن ينكشف أمرك؛ لكن حتى لو كشف الأمر فلا إجراء  بحقك؛ فهؤلاء الجماعة من المؤمنين صدقا بمقولة قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق كما قلتها بمكان آخر من هذا الكتاب، فلا يلجأون للحسم والاقتطاع من الراتب وكثيراً ما كنا نسمع عبارة حرام اش ذنب عياله.
2)     عندما تغضب من موقف معين حدث لك مع رئيسك أو من واجبات إضافية في العمل تذكر وضعك ببلدك؛ فربما مررت بما هو أسوأ من ذلك.  اصبر ودائماً انظر للجانب  الحسن من أي موقف.  
3)     و في الندوات واللقاءات ربما يطلبون رأيك  فيما يجري؛ وهنا يجب لفت انتباهك إلى أنهم يسمعون للتوجيه والعمل أكثر مما يسمعون للنقد ويرفضون النقد الجارح بخصوص مستويات الطلاب أو بعض التصرفات العامة في مكان العمل.  نعم لك أن تنتقد جانباً معيناً ولكن هم يريدون الحل ؛  وهم يؤمنون بالمثل القائل أن توقد شمعة خير ألف مرة من أن تلعن الظلام.
4)     من الضروري عدم الاستماع إلى بعض القصص المبالغ بها مما سبقك في الاغتراب  من أبناء جلدتك أو غيرهم ممن ستعمل معهم بنفس المجال؛ ولا تحاول تقليده هذه التصرفات،  فمعظم القصص التي ربما تسمعها هي من باب (الخرط) أو كما يقول المثل "يعديك شر شب لا تغرب". ومن هذه القصص التي سمعت لها مثلاً بأن هذا الغضنفر  رفض الأمر الفلاني من رئيسه،  أو رفض حضور المشرف العلاني بحصته وممن يدري، ربما يقول أنه طرده أيضاً.  ولكن دلت التجارب أن أكثر الناس حديثا حول هذا هو أكثرهم طواعية وخنوعاً لرؤسائهم بالعمل.
5)     إن عملية التعمين ( توظيف العُمانيين) شأن وطني عُماني داخلي  وهو له طابع السيادية تماماً كما هو الحال ببلادنا؛  لا علاقة لك بهذا الأمر، فهذا حقهم، وهذه بلدهم فلا تحشر نفسك بهذا الأمر منتقداً أو محتجاً؛  فالأولوية بالتعين لهم والمناصب العليا والدنيا لهم طبعاً ولو كان المرشح بربع سنوات خدمتك. وكما أشرت سابقا لا داعي للاحتجاج فلو رجعت سنوات إلى وضعك ببلدك لربما تذكرت من تجاوزك بالمناصب وهو أقل منك خدمة؛  فماذا الزعل هنا؟
6)     و هم خير من يلتزم بنص العقود ويؤمنون  بأن العقد شريعة المتعاقدين،  فإن طالك بعض  الخير  فهذا فضل والإ فالعقد بينك وبينهم لا يظلموك.
7)     أما إذا قدر الله لك الذهاب فلتذكر أننا جميعاً ما أتينا إلى هذا البلد لنبقى للأبد؛ لهذا لا داعي لأن يرووا منك وجهاً آخر غير الذي عرفوك فيه عندما تنتهي خدماتك بمكان عملك.  ولا أتحدث طبعاً عن موضوع أننا جميعاَ سفراء لبلدنا وإنما أتحدث عن الموضوع الشخصي.
و أخيراً أهلا بك بين أهلك وربعك في صلالة. وكما يقولون  هنا يا حيا وسهلا.

الجمعة، 14 يوليو 2017

تابع النصائح

الشأن الداخلي العُماني

1)     ربما أصبح معلوماً وبعد الانتشار الإعلامي عن سلطنة عمان أنها دولة تعمل جاهدة على توطيد علاقاتها مع كل الدول و الشعوب؛ فهي تقف على الحياد في الكثير من المسائل العربية والإقليمية والدولية و إن كانت تمارس دور الوساطة في الكثير من الأحيان دون ضجيج.  لهذا لا تفضل السلطنة من المقيمين  على أرضها التدخل في سياستها الداخلية أو انتقاد موقفها من هذا الطرف أو ذاك.  فلنحترم رغبتها هذه.
2)     ولا بد من التذكير  أيضاً بضرورة عدم إثارة المواضيع السياسية الساخنة أو عدم السخونة في طرح المواقف؛ خاصة أن جماعتنا قادمون من عالم حراكي. فما ينطبق هناك في الأردن لا ينطبق هنا في سلطنة عمان. 

3)     وتنأى عمان كذلك بنفسها عن الدخول في الجدل السفسطائي المذهبي بين أصحاب المذاهب، وخاصة المحورين الرئيسين.  فهم في غنى عن كل هذا؛ فلهم مذهبهم ( مذهب الدولة الرسمي) وهو المذهب الأباضي. ولهم خطهم الواضح في هذا المجال، ولا يلزمون أحداً باتباعه طبعا كما هو الحال بأماكن أخرى. لهذا  يفترضون أيضا أن تبقى بعيداً عن الجدل المذهبي. الشأن الداخلي العُماني

1)     ربما أصبح معلوماً وبعد الانتشار الإعلامي عن سلطنة عمان أنها دولة تعمل جاهدة على توطيد علاقاتها مع كل الدول و الشعوب؛ فهي تقف على الحياد في الكثير من المسائل العربية والإقليمية والدولية و إن كانت تمارس دور الوساطة في الكثير من الأحيان دون ضجيج.  لهذا لا تفضل السلطنة من المقيمين  على أرضها التدخل في سياستها الداخلية أو انتقاد موقفها من هذا الطرف أو ذاك.  فلنحترم رغبتها هذه.
2)     ولا بد من التذكير  أيضاً بضرورة عدم إثارة المواضيع السياسية الساخنة أو عدم السخونة في طرح المواقف؛ خاصة أن جماعتنا قادمون من عالم حراكي. فما ينطبق هناك في الأردن لا ينطبق هنا في سلطنة عمان. 
3)     وتنأى عمان كذلك بنفسها عن الدخول في الجدل السفسطائي المذهبي بين أصحاب المذاهب، وخاصة المحورين الرئيسين.  فهم في غنى عن كل هذا؛ فلهم مذهبهم ( مذهب الدولة الرسمي) وهو المذهب الأباضي. ولهم خطهم الواضح في هذا المجال، ولا يلزمون أحداً باتباعه طبعا كما هو الحال بأماكن أخرى. لهذا  يفترضون أيضا أن تبقى بعيداً عن الجدل المذهبي.  

الأربعاء، 12 يوليو 2017

نصائح للمغتربين

الباب السادس

نصائح للمغتربين

لكل مغترب قرر القدوم الى سلطنة عُمان كل التهنئة بهذا الفوز الكبير؛ نعم كل التهنئة فالقدوم إلى سلطنة عُمان يستحق التهنئة فعلا؛ فهي بلد حياتها هادئة ولا ضوضاء فيها (والحديث عن ظفار) مقارنة بمدن الأردن عندنا خاصة بعد هذه الأمواج المتلاحقة من اللاجئين؛  وراتبها مبارك؛ حيث تعيش عيشة طيبة وتكتشف طبعا أنك خرجت بوفر طيب بآخر المطاف.  وسلطنة عُمان بلد آمن حيث لا تخشى على غنمك كما يقال إلا الذئب. وأهلها طيبون وأصحاب نخوة إن انتخيت بهم؛ فهم كحالنا أبناء قبائل.  وبعد كل هذا وغيرها من الأمور ستكتشفها عند حضورك  الا يستحق هذا الأمر كل التهنئة؟؟ 

 أهلا بك؛ فقد خرجت من بلدك إلى بلدك. ومع هذا لا بد من بعض النصائح  يمكن الأخذ بها فهي خلاصة تجربة شخصية أو مما عرفت أو سمعت عن ما حدث مع الغير.  ولا أعممها؛ فلك أن تأخذ بها أو أن تطرحها جانباً فهذا شأنك وإن كنتُ أفضل أن تأخذها على محمل الجد ولو في بداية وجودك في السلطنة.

حقائق لا بد من معرفتها قبل القدوم

1)     يجب أن تنطلق في بداية مشوارك الذي قد يستمر سنوات من الهدف الذي من أجله خرجت من بلدك الأول إلى بلدك الثاني و هو تحسين وضعك المادي في بلدك والحديث عن الموظفين طبعاً، أو التوسع في تجارتك إن كنت من أصحاب الأعمال.  لهذا  يجب أن تعمل جاهداً لتحقيق  هذه الأهداف.
2)     أما القاعدة الثانية التي يجب أن تنطلق منها هي قاعدة ( منك كثير).  نعم الأمور تغيرت والخليج لم يعد الخليج الذي كان زمان.  فلا يداخلك الغرور بأنك وحيد زمانك ونسيج وحدتك.  نعم منك الكثير وسوق العرض للتخصصات متوفر. ولا يوجد تخصص لا يتوفر منه الألاف.  إنما هي حاجتك التي قضى الله أن تُقضى لك في عُمان،  أو دعوة صالحة من الوالدين استجاب لها الله،  أو عمل صالح قمت به تبتغي وجه الله فكانت المكافأة.   لهذا  يجب أن تقدر فضل الله عليك وتصونه. 

3)     يسود مفهوم خاطئ جداً بأن المعلم الأردني هو من أفضل المعلمين وهو المطلوب  الأول بالخليج.  وبعد اغتراب هذه المدة بالاغتراب والتي تقارب الربع قرن تقريباً أجزم  أنني ما لمست هذا المفهوم أبداً.  نعم ربما يقولها المسؤولون مجاملة لبعض المسؤولين الأردنيين وأثق أنهم يقولون نفس الشيء للتونسيين والمغاربة وربما للمصريين.  وخير دليل على هذا الأمر أن معايير انهاء الخدمات  واحدة للجميع وتكاد تكون بنفس النسبة للجميع. لهذا لا داعي  للاعتماد على هذه المقولة أثناء عملك  إلا إذا أحببت أن تثبت صحتها  لك انت فقط.  ما ينفعك هو عملك فقط.   

الثلاثاء، 11 يوليو 2017

الجالية الأردنية بصلالة


الجالية الأردنية بصلالة

هنا قد يستغرب القارئ من العنوان هذا! وربما يسأل على طريقة الإخوة المصريين ( أمال كل الي كنا بنأول فيه من أول يبأى أيه).  نعم يا سيدي. هذا الجزء للحديث عن جسم آخر للوجود الأردني في صلالة لا يشملها النادي الاجتماعي الأردني الذي نجح المخططون فيه لجعله مجرد مضافة تقليدية تخص الأعضاء المشاركين فيه فقط.

نعم، كثرت الملاحظات حول قدرة النادي بأن يكون مظلة لكل الأردنيين في صلالة، وازداد الحديث عنها عندما لم تتمكن إدارة النادي من توصيل خبر رغبة سعادة السفير متعب الزبن بالاجتماع مع الأردنيين  كلهم، فلم يحضرها الا عشرون شخصاً تقريباً كما جاء من النادي وإن كنت اعتقد أن العدد أقل من عشرين.

لهذا ارتأى بعض الإخوة الاقتداء  بباقي الجاليات الأخرى.  ولقد سمعتُ أن هناك محاولة لتشكيل مظلة أكبر من النادي لتكون لكل الجالية أسوة بالسودانيين.  سمعتُ ذات مرة من الأخوة السودانيين أن لديهم ما يُسمى بالجالية السودانية، وهي تختلف عن النادي الاجتماعي، وقد أوضح لي أحدهم أن الجالية تتواصل مع السفارة والنادي مع وزارة التنمية الاجتماعية.

وقد دخل نادي النصر الرياضي على الخط فأسس تجمع الجاليات العربية بصلالة وأختار شخصاً عراقياً كمنسق لهذا التجمع.  ثم رأيت أحد الإخوة يقدم نفسه كجالية أردنية بأحد نشاطات نادي النصر بذلك.  وكانت أول غزواتهم أن قدموا العلم الأردني مقلوباً وبقي معلقاً على باب نادي النصر الى أن طلبتُ أنا شخصياً من إدارة النادي أن ينزلوه و هكذا كان.

أعتقد والعلم عند الله أن كينونة أخرى للاردنيين في طريقها للظهور وهي مسمى الجالية الأردنين لتكون مظلة عامة، فليس كل الأدرنيين راضين عن النادي، وهذه طبيعة الأشياء.  وبما أن الأمر هو شكل من أشكال الحرية الشخصية أرجو أن لا يقال لهم هذا النادي (تعالوا اشتركوا منو قاظبكوا) كما كان يقال لنا أيام صندوق المعلمين.  ربما لديهم ظروف تمنعهم من التواجد بهذا التجمع.

ختاماً لهذا الفصل أكرر ما قلته بكل مناسبة بأن هذا تجربة شخصية فقط مع احترامي لكل الأشخاص  ضمن جاليتنا العزيزة لكني ألتمس العذر للإخوة الباحثين عن شكل جديد للجالية الأردنية إذا استمرت إدارة النادي باختطاف النادي لمصلحتها الشخصية هي فقط، فعندما يظهر المكون الجديد وسيظهر عاجلا أم آجلا فلا يغضب من في النادي؛ بل عليهم البحث عن السبب في أنفسهم. 

ملاحظة:
في شهر اكتوبر 2015 (على ما أذكر) قدم الإخوة الرئيس ونائبة استقالتهم من إدارة النادي بشكل مفاجىء بعد أن مضى على تجديد البيعة لهم قبل  حوالي السنة. وبعد مشوار طويل تم انتخاب إدارة جديدة للنادي.  كان يمكن أن يكون لي دور بهذا لولا أنه لم تمدد خدمتي لعام آخر كما أخبرتكم.

تمنياتي للإدارة الجديدة بالتوفيق. وبارك الله بمن سبق.


السبت، 8 يوليو 2017

دور المعلمين بالنادي الاجتماعي الأردني بصلالة

دَور المعلمين في الجالية الأردنية

بغض النظر عن بعض التصرفات الفردية التي حدثتكم عنها ببداية موضوع الجالية إلا أن دور المعلمين الأردنيين يبقى الأساس وإن لم يكن ظاهراُ، وهو بداية التواجد الأردني بالخليج ولا يستطيع أن يزاود عليهم أحد.  ويمكن حصر تميز الأخوة المعلمين في النقاط التالية:

1)      يعتبر المعلمون الأردنيون المؤسسين لهذه السمعة الطيبة للأردن وأهله، وكثيراً ما سمعنا قصصاً عن إخلاص وتفاني وجدية المعلم الأردني، وآخرها القصة التي سمعتها من أحد الإخوة أن أحد الإخوة المعلمين بأواخر السبعينيات كان يُدرّس  بمنطقة بالجبل، وتتشكل مدرسته من مجموعة من الطلاب من مختلف المناطق التي تبعد عن المدرسة وكان يتجول بالمساء على تلك المناطق ويحمل معه بندقية كالتي يحملها أصحاب الجبل ليسأل لماذا تغيب طالبه فلان عن المدرسة في ذلك اليوم، وعندما يجد أن رغبة الأب أن يبقى معه ولده لمساعدته برعاية الحيوانات يطلب منه إرساله للمدرسة باليوم التالي ، وفعلا كان الأب يرسل ولده للدراسة خجلاً من الأستاذ.  هذا الأستاذ رغم أنه مجهول كالجندي المجهول إلا أنه  قدم خدمة جليلة للأردن يعجز عنها أصحاب المكاتب.  ولا أخفيكم أننا كأردنيين شعرنا بالفخر عندما سمعنا بالقصة.

2)       يعتبر المعلمون الأساس كذلك لكل تجمع ولا ينجح أبداً أي تكتل اجتماعي كالنادي الأردني بصلالة دون وجودهم والأمثلة على ذلك كثيرة.  فعندما تم الحديث عن تأسيس النادي كانوا متواجدين، وعندما تأسس صندوق المعلمين كانوا أيضا متواجدين.  وعندما استأجرنا المقر للنادي كان المعلمون هم المتواجدين فعلياً: فأبو مجاهد كان معلماً و كذلك من خلفه كان معلماً أيضاً، وهم من كان يتواجد بالنادي من أول دقيقة إلى آخر دقيقة يرحبون بمن حضر ويستحملون تعليقاته ومزحاته.

3)     كان لحصص التقوية أثر كبير في إشعال الشعلة الأردنية بالنادي حيث كان لوجود المعلمين أثر في تواجد الآخرين، وكان إغلاق هذه الحصص خطأ كبيراً وكان المقدمة لأغلاق مقر النادي كله لاحقاً.

4)      عندما تقوم الاحتفالات  ترى المعلمين هم الركيزة، فعريف الحفل هو معلم ، ويقرا القرآن معلم، ويلقي كلمة الاستقلال معلم ويلقي القصيدة معلم، في حين تحصد القطاعات الأخرى شهادات التقدير.

5)     و لو قُدر للجنة الثقافية أن تعمل كما خُطط لها لكانت الأمور بالنادي أكثر إشراقاً وسيكون للمعلمين الدور البارز فيها. 


الأحد، 2 يوليو 2017

تابع نشاطات النادي

تاسعاً:  مشاركة النادي بالمجتمع المحلي العُماني.

 منذ بداية تواجد الأردنيين حصر الأردنيون على الانخراط بالمجتمع العماني ضمن ما تسمح به العادات والتقاليد العمانية، فكانت علاقاتهم على شكل أفراد أو جماعات بسيطة ثم أخذت شكل النادي أما في عهد ما كان يُعرف بصندوق المعلمين فلم أسمع بدعوة للمشاركة بأي نشاط محلي، ولهذا لا استطيع الحديث عنهم.

ويمكن اعتبار مشاركة الأردنيين للإخوة العمانيين بالعزاء هي الأكبر،  وأذكر أن أول مشاركة لي شخصياً بالمجتمع المحلي كانت عندما ذهبنا كأردنيين لتقديم العزاء بوفاة شاب ابن أخت لأحد الموظفين بالكلية المتوسطة للمعلمين عندنا عام 1990،  ولا أذكر أنني شاركت بعدها بمثل هذه المناسبة إلا بعد ظهور النادي الاجتماعي الأردني، والسبب هو ما يسمى بالصدمة الثقافية (Cultural shock) التي حدثت بذلك العزاء،  فما الذي حدث؟

كان أول شيء حدث عند وصولنا أننا لم نجد أحداً نعزيه وخاصة زميلنا الكريم فشعرنا بالحرج ووقفنا نحن ومن تواجد من الزملاء بالكلية من الجاليات الأخرى ويبدو أنهم أيضا كانوا محدثي عهد بهذا الموضوع.  فشاهدنا شخص لا نعرف من هو  وقال تفضلوا فاعتذرنا عن الدخول وقلنا نحن نريد الأستاذ الزميل، فبحث لنا عنه فجاءنا وقدمنا له العزاء فطلب منا الدخول فحاولنا الاعتذار إلا أن زملاءنا دخلوا فلم نجد مناصاً من الدخول.  بعدها اختفى زميلنا الكريم ليشارك في تقبل العزاء وبقينا لوحدنا.  لم نرتح لهذا التصرف وكنا نتوقع أن يبقى الزميل معنا خاصة وأننا جئنا من أجله، ولكننا عذرناه لاحقا بعد أن عرفنا العادات والتقاليد.

كذلك كان لهذا العزاء فرصة لنا للتعرف على الأكلة الأولى في عُمان وهي أكلة المناسبات (القبولي) فعجبنا لهذا الأرز الذي لا يتكور كالكرة كما المنسف وتتساقط حباته بمجرد أن رفعنا اللقمة إلى الفم.  وعندما حاولنا أن نقترب من اللحم على طريقتنا الأردنية بأن نمسكها، باءت محاولتنا بالفشل فكانت صلبة لا تستطيع التعامل معها الا بكلتا اليدين، فنظرنا إلى بعضنا (نحن الأردنيين) واكتفينا بما حصلنا عليه من الأرز وقلنا الحمد لله.

ولأن شر البلبة ما يُضحك فقد صاح أحد الزملاء من جنسية أخرى وقال (مين معاه سكين) فسحب أحدهم (وكان معلماً للتربية الفنية) مشرطاً كان في جيبه وتدبروا أمر اللحم الصلب وأبلوا فيه بلاء حسناً.

كذلك كان للنادي موقفاً مشرفا رغم تواضعه ببعض نشاطات وزارة التنمية الاجتماعية وكذلك حاول تقديم بعض المعونة عند حدوث إعصار جونو مثلاً.  وكان للنادي حضور طيب بمهرجان صلالة السياحي أو ما يسمى مهرجان الخريف.

أما عن مشاركة الأردنيين أعراس الإخوة العمانيين فلم أسمع بأي نوع للمشاركة باستثناء مشاركتين لي طيلة وجودي بصلالة  حدثتكم عنها من قبل.




السبت، 1 يوليو 2017

تابع نشاطات النادي : الدبكة الأردنية

ثامناً:  الدبكة الأردنية

كما تعلمون لا يوجد تجمع أردني إلا وكان لزاماً أن يظهر فيه ثلاثة أشياء وهي الشماغ الأحمر والأغاني الوطنية والدبكة الأردنية.  لهذا كانت هذه الدبكة حاضرة بأول اجتماع يأخذ صفة الرسمية بالمركز الثقافي حيث سمعنا بآخر الاحتفال صوت يرغول مسجلٍ على شريط ثم خرج علينا أبو حسام قائدا للدبكة مع أولاده الأثنين ثم ابن للأستاذ ثم أبو معاذ وابنه يدبكون، ثم تحمستُ وقمت للدبكة وكنت يوماً أرتدي دشداشة ونعالا فلم أكن أتقن الضرب على الأرض كما ينبغي، وبعدها بلحظات تبعني الجراح ثم شخص آخر لا أذكر اسمه، وكان الحضور يصفق وربما كان يحرك رجليه حماسا دون أن يعبر عن ذلك على المسرح.  وهذه كانت بدايات الدبكة الأردنية بصلالة.

وبعد الأعجاب الذي نالته الدبكة تشجع النادي وأسس فرقة للدبكة  بقيادة أبو حسام مع مجمعة من الشباب إضافة لأحد الأستاذة ولا أدري ماذا كانت وظيفته بالفرقة إلا أنه كان يلبس لباس الفرقة الذي اشتراه النادي للفرقة والمكون من قميص أبيض وبنطلون أسود ولا أدري إن كان الحذاء من نفس الطقم.  و أتشرف أنني كنت مشاركاً في كل فرح أردني بهذه الدبكة إضافة لأشخاص آخرين يتحمسون  فيدبكون، وكان من الملاحظ أن عدد الدبيكة بازدياد كما أصبح يحدث بفندق الكراون بلازا عندما أحيا الحفل المطرب صالح كراسنة  فكان حضوراً أردنياً مميزاً.   وقد قام الفنان الكراسنة بوضع هذا الاحتفال على اليوتيوب، ومن أراد  المشاهدة فعليه البحث عن (صالح كراسنة في صلالة) ليرى بأم عينيه كيف يكون الفرح أردنياً. 


 






الجمعة، 30 يونيو 2017

تابع نشاطات النادي

رابعًاً : العزاء   

كما يعلم الجميع لا تسير الأمور على وتيرة واحدة،  فسبحان قاهر عباده بالموت.  فعندما كانت تحدث وفاة كان العزاء يتم ببيت الشخص نفسه الذي لا يتسع للجميع، ولهذا كان يقتضي الظرف أن يغادر الحضور بعد شرب القهوة بدقائق ليصعد من ينتظر إلى العزاء وهكذا حتى ينقضي واجب العزاء.  وكان أول حادثة وفاة شاهدتها بشهر سبتمبر أو أكتوبر 1990 لأبن لأحد المعلمين بحادث سير، ودفن في صلالة،  كذلك توفي أكثر من معلم قضاء وقدرا بأمراض مختلفة.  لكن يبقى الحدث الأكبر هو وفاة جلالة المرحوم الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي حدثتكم عنه سابقاً.


ضحايا التفجيرات الإرهابية

عندما هزت المجتمع الأردني التفجيرات الإرهابية بالفنادق الأردنية بالحادثة المشهورة كان لي شرف المبادرة بالطلب إلى اللجنة بالتحضير لصلاة الغائب مشاركة منا مصاب الأهل بالوطن العزيز، فتم تبليغ الجميع وحضر معظم الأردنيين وصلينا صلاة الغائب بالمسجد المقابل لمطعم أرابيلا، وقد كان لي شرف الإمامة بهذه الصلاة.  وبعد الصلاة قدم لنا الإخوة العمانيون العزاء بهذه المناسبة الأليمة. 

خامساً: النشاطات الثقافية  

كما أشرت سابقا بأن موضوع الثقافة لم يكن يحظى بالاهتمام الكبير من قبل إدارة النادي ولا أدري لماذا؟ أو ربما أدري ولكن لا أريد الحديث عنه، لكن ما أود ذكره هنا أن هناك مقولة (انتو غير) التي سببت شرخاً في الكيان الأردني قد تم استبدالها بعبارة ( ما حدا فاضي)  لهذا لم يكن للثقافة نصيب، فلم نسمع بقصيدة من شاعر أردني رغم وجودهم، ولم نسمع بمحاضرة ذات طابع أردني رغم وجود الخبراء، لأسباب واهية و غير مقنعة أولهما أن اللجنة ذاتها لم تكن مهتمة بذلك النوع من النشاطات، والسبب الثاني هو قلة عدد المطالبين بهذا النوع من الثقافة وآخر الأسباب وهي التي يتحجج بها وهي عدم تسديد السادة الشعراء للاشتراك الشهري. 

لم يكن يعجبني هذا السبب الأخير ولم أكن أراه مانعاً يعوق البدء بالنشاط الثقافي للنادي، و اذكر أنني قلت للجنة عندما تحججوا بهذا " اجعلوهم ضيوفا" أي افترضوا أنكم استضفتم شعراء أو محاضرين من خارج النادي فكان الجواب أن هذا نوعاً من الشُهرة لهم ويجب أن يسددوا اشتراكاتهم. لهذا كان نصيب الثقافة بالنادي كنصيب الرجل من المرأة عندما يشيب شعره و يقل ماله، حيث قال الشاعر

اذا شاب شعر المرء أو قل ماله                   فليس في ودهن نصيب. 




سادساً:  الندوات الدينية

 لقد كان النشاط الديني أفضل حالا من النشاط  الثقافي بالنادي، ويرجع السبب إلى أن حماس العضو الرئيس باللجنة وهو محمد الجراح لم يفتر بعد، لهذا نسقنا سوياً بالترتيب لتلك الندوات في شهر رمضان المبارك وجعلناها بشكل أسبوعي ودوري للرجال والنساء، وكان عدد الحضور متواضعاً وإن كان العدد يزيد بعض الشيء  عن عدد النساء الذي كان متواضعاً جداً ولم يزد عن أربع أو خمس نساء، في حين أن عدد الرجال كان يصل  إلى أكثر من عشرة وأقل من خمس عشرة.  وللأسف كان هذا دافعاً قوياً للتوقف عن هذا النشاط.  كذلك تم إعطاء محاضرة بمناسبة المولد النبوي الشريف حضرها العدد إياه.

سابعاً: النشاطات الرياضية

شكل النشاط الرياضي جانباً مهماً من نشاطات النادي الاجتماعي الأردني وذلك تمشياً مع الحس العالمي العام للكرة الرياضية ولأن رئيس بالنادي وصاحب الاقتراحات هو تخصص تربية رياضية.  لهذا تشكل الفريق الأردني وهو طبعاً ليس احترافياً وتم إجراء بعض المباريات الرياضية مع الجاليات الأخرى وأهمها الجالية المصرية.  كذلك قمتُ شخصياً بالتنسيق بين النادي الأردني وقسم اللغة الانجليزية حيث لعب مباراة ودية على ملعب الكلية.  وطبعاً ليس لي نصيب بموضوع الرياضة، فأنا لا أعشقها لا مشاهدة ولا لعباً إلا في حالة وطنية عندما يلعب أحد الأندية الأردنية على المستوى العالمي؛ عندها فقط أشاهد المباراة وأشجع وأهتف أنا والعائلة.  وهنا آخذ على النادي عدم دعوته لأعضاء النادي للاجتماع بمقهى أو صالة أو أي مكان آخر لمشاهدة تلك المباريات الوطنية، فالمشاهدة الجماعية أفضل من المشاهدة الفردية طبعاً.

وهنا أذكر للجالية الأردنية بشكل عام استقبالهم لأندية الرياضية الأردنية هنا والاحتفال بهم كما يليق بهم.  وكان الاستقبال الأول الذي شهدت لنادي الرمثا عام 1992 حيث لعب مع نادي ظفار وفاز عليه، واحتفلنا بهم في عشاء  بيت الحافة.  كان مصدر سعادتي بتلك الليلة أنني وجدت بالنادي لاعبين كبيرين بنادي الرمثا وهما راتب الداوود (الدكتور لاحقا) وأحمد الشنانية وكانا من طلابي بمادة الاستدراكي في اللغة الانجليزية بجامعة اليرموك عام 1983 أو 84.


كذلك حضر نادي الفيصلي ولعب مع نادي النصر ضمن بطولة آسيا أو الأندية العربية في عام 2001 على ما أذكر ثم أذكر أننا استقبلنا واحتفلنا بقدوم نادي الوحدات الرياضي ولعب في صلالة مع نادي النصر، وتم الاحتفال به احتفالا كبيرا هنا بالأغاني الوطنية والدبكة الشعبية  الأردنية. 

الأربعاء، 28 يونيو 2017

تابع نشاطات النادي

ثانيا احتفالات عيد الاستقلال


من الأمور التي ورثها النادي عن صندوق المعلمين الاحتفال السنوي بنهاية العام لتوديع المعلمين المنتهية إعارتهم، ورغم أنني لا أذكر أن شاركت بأي منها إلا أنني كنت أسمع أنهم يجتمعون ويوزعون الهدايا على المعلمين وينفض السامر ولا أدري أن كان هناك من يخطب فيهم شاكرا لهم جهودهم أو لا ، ولم أسمع عن عشاء أو أي صنف غذائي يقدم للحضور.

و عندما تحول التجمع الأردني إلى النادي سار على نفس الدرب، وقد اعترضتُ على ذلك عندما كان يُسمع لصوتنا لأننا ما زلنا بمرحلة التأسيس؛ وقلت لمن يهمه الأمر ليكون اللقاء الأول احتفالاً بعيد الاستقلال فلم ترق له الفكرة من باب عدم الاستعداد الكافي للموضوع.  وفعلا تم اللقاء الأول بقاعة مدرسة عائشة بنت أبي بكر واشتمل الحفل الذي كان تحت رعاية مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظ ظفار على كلمة وتكريم المعلمين وفقرة غنائية على العود للأستاذ ماهر حداد حيث تغنى فيها بكلام طيب عن الأردن وسهوله ودحنونه.  وهذا ما جعل فكرة أن يكون الاحتفال القادم تحت مسمى عيد الاستقلال ممكنة.  فما الذي  تغير ؟ الجواب ما يلي:

ربما سمع المنظمون بعد الحفل المتواضع بعض كلمات الثناء على الأغاني الأردنية فراقت لهم الفكرة خاصة أنها كانت موضع ترحيب. فتشجع أصحاب الإدارة  لهذا وأصبح احتفالاً سنوياً يتطور بشكل منظم وتشعر بالفرق بكل احتفال، وأصبح يقام تحت رعاية أحد مدراء العموم بمحافظة ظفار أو رئيس البلدية الشيخ سالم عوفيت  الشنفري الذي شرفنا بالحضور راعياً للاحتفال مرتين أولاهما بالافتتاح والثاني بعيد الاستقلال الحادي والستين.

كذلك شكل هذا النوع من الاحتفالات عنصراً مشجعاً للقطاعات أن تدعم النادي وتغطي احتفالاته، فكان الاحتفال يقام تحت رعاية الملكية الأردنية ويحضر مديرها من مسقط، ومن بنك عمان العربي بأكثر من مرة.  وقد كان لي شرف القاء كلمة بمناسبة عيد الاستقلال في أحد الاحتفالات في فندق حمدان.

يعتبر الاحتفال بعيد الاستقلال السنوي اللقاء الوحيد الذي يحضر فيه جميع الأردنيين المشاركين بالنادي طبعاً مع أسرهم، فيفرحون ويصفقون ويدبكون، وكان اللقاء بالعام الماضي 2011 يشمل العائلات المشتركين وعائلاتهم وأولادهم وهذا سهَّل حضور بعض العائلات غير المشتركة بالاحتفال.  وللتنويه فقد أحيا الحفل المطرب صالح كراسنة الذي أشجانا بأغانيه الوطنية التي جعلت الجميع يدبكون بحالة من الفرح لم نشهدها من قبل.

يعقب الاحتفال الذي أصبح يقام بالفنادق بوفيه عشاء فاخر للضيوف والحضور جميعا. و أصبح الاحتفال بعيد الاستقلال تحت العلم الأردني في كل عام، فكل عام والوطن بألف خير.

ثالثاً : المعايدات

أصبح النادي مكاناً للتجمع الأردني لتبادل التهاني بالأعياد، فلم يعد الأردنيون في حيرة  من أمرهم أي سيلتقون بالعيد.  فكما أسلفت سابقاً كان الإخوة في صندوق المعلمين يلتقون بالحديقة العامة للمعايدة حيث يتوزع الحضور على مجموعتين  الرجال والنساء، يشربون القهوة ويأكلون الحلوى ودمتم سالمين.  وعندما بدأت تتشكل مجموعات أولية قبل النادي سار هذا التجمع على الطريقة إياها ولكن بالحديقة العامة بالسعادة، وتطور الأمر ليجمع مبلغ من المال لصنع الطعام للجميع.  ولكن لم تستمر هذه التجمعات لما فيها من مآخذ إذ أن منها ما كان لا يؤدي الغرض المطلوب وهو التجمع؛ حيث كان يُعلن أن هذا اللقاء كاف للمعايدة العائلية لإعطاء الوقت الكافي لرب الأسرة أن يجتمع بأسرته، وفعلا التزم بعض الناس بهذا ولم يلتزم به آخرون.  فقد روى لي أحدهم أن أحد الحضور بالاجتماع العام بالحديقة فاجأ صاحبي بزيارة منزلية بعد انفضاض الاجتماع مباشرة كزيارة عيد. 

وبعد وجود النادي أصبح الاجتماع بدون أسر بمقر النادي وكان في أجمل صوره، فأنا من المعجبين جداً بجمعة الزلم، وقد كنت أشعر بالفخر أنني كنت انتمي إلى هذا التجمع الكبير وخاصة عندما أحضر لأرى سيارات الأردنيين وقد غطت الشارع المحاذي للنادي، وأرى العمانيين وهم ينظرون بفخر إلى هذا التجمع. يا لروعة الأردنيين عندما يجتمعون. 

الثلاثاء، 20 يونيو 2017

نشاطات النادي الاجتماعي الأردني بصلالة

نشاطات النادي

من الإنصاف الذكر أن وجود النادي الاجتماعي الأردني أفضل من عدم وجوده مهما كانت ملاحظاتنا عليه،  ومن الإنصاف كذلك أن نبين أن هناك عدة نشاطات اجتماعية للنادي لا بد من الإشارة اليها وهي:

أولاً: إظهار الهوية الوطنية الأردنية

رغم التواجد المتواضع للجالية الأردنية بصلالة مقارنة مع المصرية إلا أنها تبقى ذات سمعة جيدة ينظر الناس لها باحترام ربما بسبب العلاقات السياسية المتينة بين البلدين، لهذا كان من المهم جداً وجود مثل هذا النادي لوضع الجالية في مكانها الصحيح الذي سبقتنا فيه الجالية السودانية بسنوات.  وبوجود النادي أصبح يُشار إلى الأردنيين كجالية لهم كيانهم.  وقد تمثل هذا أحسن تمثيل عندما أصبح النادي يساهم في مختلف النشاطات الاجتماعية العمانية، وكذلك يحرص النادي على مشاركة أهل صلالة عزاءاتهم في حالات الوفاة حيث كنا نذهب كجماعة لتقديم العزاء فكان يقال هذول الأردنيين ، وكنا نسمع منهم من عبارات المديح والثناء ما يثلج الصدر عن تقارب العادات وعن العلاقة بين البلدين ونجلس مع أناس تدربوا عسكريا بالأردن ومنهم من درس بالجامعات الأردنية؛ يحدثوننا عن ذكرياتهم بالأردن وعن انطباعاتهم التي تشعرنا دائما بأننا في الأردن ننتمي إلى بلد كبير بأهله رغم صغر مساحته.

من أجل هذه النقطة المهمة كان لوجود مقر للنادي الأردني بصلالة أهمية كبيرة فهو يشير إلى الكينونة الأردنية ، ويصبح لهم مكاناً يمكن أن يتوجه إليه إي طالب لمعلومة أو استفسار عن جامعة أو مكان بالأردن.  وكان الموقع الأول  بمكان متوسط بصلالة وكان مكانا للقاء الأردنيين، ومما يشعر بالفخر أن تدخل هذا المبنى ليستقبلك الأخ أبو مجاهد (ببداية الأمر) بابتسامته الطيبة ويضيفك الشاي وتتجاذب أنت وإياه الحديث ويشارك بالحديث من حضر من المعلمين الذين كانوا يدرسون هناك.  وكثيراً ما كنا نضرب موعداً بالنادي إذا أردنا التوجه إلى مكان فيقال (نلتقي بالنادي).

وعندما اضطرت الظروف الرحيل إلى مكان آخر مقابل مسجد الزاوية  صغر المكان من بيت مستقل ليصبح شقة صغيرة بضعف الأجرة الشهرية ، وبدلاً من التفكير بزيادة دخل النادي تم إقفال حصص الدروس اليومية باعتبار أن النادي لا يستفيد منها مالياً؛ باستثناء حصص تحفيظ القرآن لمجموعة من النساء العُمانيات.  وبالرغم من صغر مساحة الشقة إلا أننا كنا نستعمل السطح للقاءات الدورية أو نشاطات أخرى للنادي.  وقد تم ترتيب مكان رائع لمن يريد للجلوس على السطح كمقهى ظاهرياً، وللتخفيف من وجود الضيوف بغرفة إدارة النادي، فرأى فيها البعض أنها طرد لهم أو ترفع، وما أن تم إغلاق باب الدروس حتى توقف بعض الناس (على قلتهم) عن التردد على النادي. وجاء خبر انتهاء عقد الأستاذ حسين أبو راس حتى تم إغلاق باب التواصل الاجتماعي عن طريق النادي، وأصبح حضور بعض أعضائه لوقت قصير ثم يذهبون، إلى أن تفاجأنا بخبر ترك المقر نهائياً.


لا نستطيع أن نعزي أنفسنا بالقول " لكل شيء إذا ما تم نقصان، فنحن لم نصل مرحلة التمام، بدأت الفكرة وتقدمت مرحلة جيدة ولكنها سرعان ما عادت إلى النقطة الأولى.  ثم عادت فقامت من جديد بوجود مقر للنادي ولكن بدون عضو متواجد فيه، وإنما اقتصر الأمر على هندي يضيف من حضر كاساً من الشاي.

الأحد، 18 يونيو 2017

الانتخابات الثانية وما بعدها

الانتخابات الثانية للجنة الدائمة لإدارة النادي

للذكرى فقد نجحت اللجنة المؤقتة السابقة بالاستمرار لفترة ثانية لأنها كما قالت كانت مؤقتة و بعد صدور القرار بالموافقة الرسمية أصبحت تتمتع بالحق في فترة ثانية لمدة سنتين، وفعلا تم لها ما أرادت وبعد مضي سنتين أخريين كان لا بد من إجراء انتخابات جديدة حسب تعليمات وزارة الشئون الاجتماعية.  وفعلا كان ذلك في شهر يناير حيث دعي لاجتماع  للجنة العمومية لمناقشة التقرير السنوي العام و إجراء الانتخابات.

ساد الاجتماع الكثير من النقاش حول بعض البنود اتسم بالجدية من قبل البعض ولم يعجب البعض الأخر باعتبار أن هذا النقاش (عيب) بحضور الضيوف من وزارة التنمية، ولا أدري ما سبب غضبهم لأن هذا النقاش كان حضارياً، ولو أنه كان من الأجدى الدعوة لاجتماع منفصل لمناقشة البنود والتي من أهمها موضوع انتخاب الرئيس بشكل منفصل, لقد كان الاجتماع يعكس صورة حية لمثيلاتها بالأردن، فقد كان هناك على ما يبدو تحضير مسبق لهذا باجتماع منفصل خارج النادي،  فقد تم إقرار فقرة انتخاب الرئيس بشكل مستقل رسميا بالتصويت حيث فازت الفقرة بالأغلبية. كذلك كان من ضمن الترتيب للانتخابات أيضا شأن آخر خارج النادي، فكيف كان ذلك.

منذ أن أعلن عن الدعوة للترشيح للجنة النادي تناقلت الأخبار عدم رغبة أي من أعضاء اللجنة الحالية لخوض هذه الانتخابات، ورغبتهم لرؤية وجوه جديدة تجدد الدماء بالنادي.  وكلما تقدمت الأيام زادت الأخبار هذه وكثر الحديث عنها إلى أن وصل الأمر إلى نهاية الفترة للترشيح ولم يتقدم لها إلا شخص و احد و هو الدكتور على سعادة (أبو فادي).

اعترف بأن لدي مشكلة خاصة في مثل هذه المواقف شبه السياسية والسياسية  وهي أنني كثيراً ما أصدق ما أسمع كما حدث بانتخابات الأردن عام 1989 وهي الرغبة بالتجديد، وللحديث شجون.  في تلك الانتخابات النيابية عزمت على عدم انتخاب أحد ممن جربناهم سابقا سواء وزراء أو نوابا، فلم أنتخب أحدا وانتخبت وجوها جديدة كليا حسب خبراتهم وحسب مؤهلاتهم ، و لم يفز أي شخص ممن انتخبت وعدنا إلى مقولة "عد رجالك و ارد المي (الماء)".

 حدث معي نفس الشيء في صلالة  وصدَّقتُ أن الإخوة الموجودين باللجنة لا يرغبون بأن يكونوا باللجنة مرة أخرى.  ولهذا صرحتُ بأنني ارغب بالترشح لموقع الرئيس؛ ومن الغريب أن كل من سمعني يفاجئني بقوله "و الله أبو علي مليح" فأرد عليه نعم هو كذلك ولكنه لم يترشح بعد، وأسمع أن لا نية لديه بذلك، فيضحك محدثي وينصرف، ولم أعرف سبب ضحكه إلا بعد الانتخابات.

كنت أجلس مع بعض الأردنيين بمقهى أتين نشاهد مسلسل نمر العدوان وفي أثناء ذلك طرحت عليهم الفكرة (وهي الترشح لموقع الرئيس.  فقال أحدهم "إذا كنتَ جاداً سأرى رأي الناس بذلك" فقلت له افعل، و عاد بعد يوم أو اثنين ليقول " و الله جماعتنا ما بنشد فيهم الظهر"، فأيقنت عندها أن الأمور محسومة لصالح الرئيس السابق الذي لا نية له بالترشح حتى قبل الاعلان عن نزوله للانتخابات،فخلعتُ الفكرة من رأسي ولو أنني تابعت الحديث عنها كلما قابلني أحد. 

شجع عدم وجود مرشحين للعضوية ثلاثة معلمين لأن يتقدموا بطلبات ترشيح وقد حرصوا على أن يتقدم بها كل فرد لوحده حتى لا يظهر الأمر وكأنهم تكتل وهم ليسوا كذلك.  لكن وفي اليوم الأخير تقدم سبعة أفراد بطلبات الترشيح و اتضح الأمر على أن هؤلاء هم الفائزون.

لا أخفيكم أنني ما زلت أعتقد أنه كان يجب أن يكون هناك وجه من الأردنيين الثلاث ضمن المجموعة لأن منهم الشاعر ومنهم الفنان وصاحب الخبرة في إدارة المعارض، وهذا ضروري جداً إذا أردنا تطوير نشاطات النادي كما كنا نأمل بأن يكون ثقافياً ايضاً.  وقد اقترحت على الرئيس أن يجلسوا جميعا لإجراء توافق ينتج عنه سبعة أشخاص دون انتخابات لأن وجود الانتخابات بهذه الطريقة سيضيف شقاً آخر بين أعضاء النادي، فوافق رغم أنني لم أكن على وفاق معه في تلك الفترة، وقال اتصل مع المجموعة، ورَتبْ وأنا جاهز فاتصلت معهم جميعا. واتضح لي أن هناك أيضاً موقف ضدي شخصياً من أفراد هذه المجموعة، فاعترض الأشخاص على فكرة التوافق ليَعود ويقول لا مانع عندما أخبره بموافقة الرئيس باستثناء الدكتور سعادة الذي قال ( أنا أريد الانتخابات) واعتذر لاحقا بأنه لم يعرف صوتي على التلفون.  هذا زاد من قناعتي بأن ألأمور محسومة طبعاً.  وكانت نتائج الانتخابات فوز التالية أسماؤهم ( مع حفظ الألقاب):

حسين الزعبي  رئيسا
محمد الجراح  نائبا للرئيس
محمد حبش
الدكتور علي سعادة
حسين ابو راس
موفق البدارين
ابو رشيد ( و لا أعرف اسمه الأول شأني شأن من انتخبه أو من زامله باللجنة، فلم يكن معروفا، لكونه كان يتنقل من مطعم إلى آخر)

ومن الفوائد الحلوة لهذه الانتخابات أنه لم تجر انتخابات أخرى بعدها فكانت الخاتمة (الله وكيلكو)، وإنما كانت الأمور تتم بطريقة التزكية وكثيراً ما كان يُقال أبو علي والجراح و          ( شوفولكوا) من تريدون معكم.  وهكذا تمت ببيت الحافة إذ تم الاتفاق على التالية أسماؤهم باجتماع بيت الحافة:

حسين الزعبي
محمد الجراح
على سعادة ( محاسب النادي)
فواز السفاريني
كرام السفاريني
موسى عمايرة

في شهر فبراير 2013 أعيد السيناريو إياه مرة أخرى وقال الرئيس والنائب انهم لا يريدان لأن قانون الجمعيات لا يسمح بأكثر من دورتين ولكنهم تجاوزوه بدورات؛ احتمال أن التفسير للقانون بأنه لا يسمح بدورتين ولكنه طبعاً سمح بأكثر من ذلك، وربما كانت تسير الأمور باتجاه البيعة لاحقاً، فتم اختيار سبعة من الأجاويد كلجنة لإدارة الانتخابات. بعد ذلك قام أحد الأشخاص وهو نفس الذي كان يلح على إدخال الشخصين إياهم من صندوق المعلمين آنف الذكر قبل عشرة سنوات، ليصر على وجود الرئيس ونائبه وأشيع بأن النادي لا يمكن له أن ينجح بدون هؤلاء، وفي الاجتماع التالي ظهرت نفس القائمة ونفس الرئيس ونفس نائب الرئيس ومجموعة أخرى من الأعضاء لا أعرف أسماء بعضهم. وكان توقعي للأمور أنه و بعد مائة سنة أن يبقى الرئيس و نائبه (إذا الله أعطاهم العمر الطويل) ومجموعه أعضاء غير معروفين. 

وهنا لا أريد أن أظهر وكأني أحمل الرئيس ونائبه وحدهم هذا الوزر ولكن يتحملها أعضاء النادي أيضاً بنفس الدرجة، فلكل قضية طرفان بدءاً بالسياسية وانتهاء بالنادي.  هنا لا بد من الإشارة إلى نقطة الاجتماع مع المؤسسين لتجميع الأصوات لتزكية الرئيس ونائبه.

بشهر يناير 2015 انتهت مدة اللجنة الادارية فأعلنوا كالعادة عدم نيتهم للترشح إلى آخر الأسطوانة إياها مما جعل أحد الأعضاء يترشح لمنصب الرئيس. وأعيد الطلب مرة أخرى فترشح آخر لمنصب الرئيس. تلقيت اتصال من السيد نائب الرئيس يدعونيي فيه الى اجتماع مع مجموعة أشخاص لأننا (والحمد لله من المؤسسين) حضرنا وحضر معنا من هو ليس من المؤسسين ولكن تمت دعوته لصفة فيه عرفناها لاحقاً. وكان الاجتماع في منطقة أتين حتى لا يأخذ الجانب الرسمي.

بدأ الرئيس الحديث بأنه كما تعلمون انتهت مدة اللجنة وقد ترشح السيدان الفاضلان فلان وفلان لمنصب الرئيس، فما رأيكم؟ كالعادة سكت الجميع وأخيراً نطق من كان ببواطن الأمور عالماً، وهو العضو غير المؤسس فقال "أنه لا نادي بدون الرئيس الحالي" وقال فيه الكثير بشكل مبالغ فيه لدرجة أثارت استغراب الحضور؛  فقد ولى الزمن الذي يقال فيه لولا فلان لذهب الناس أشتاتاً.

تحدثتُ بعده فقلت لقد أيدت الهيئة العامة قبل سنوات كثيرة أحد شروط الرئاسة حسب قانون التنمية الاجتماعية بأن مدة الرئيس سنتان فقط، لهذا أرى ضرورة الالتزام بالقانون؛ علق الرئيس على ذلك بأنهم تجازوا ذلك من دورات سابقة أي أن الرئاسة بآخر دورتين مخالفة للقانون؛ لكنه لم يشر إلى ضرورة التنفيذ لهذا القانون هذه المرة. عندها أشار غير المؤسس إلى ضرورة تغيير القانون من قبل الهيئة العامة فتعجب الحضور لهذا الطرح فقانون التنمية حكومي ولا نملك أن نغيره.

أخذتُ الحديث مرة أخرى بالتأكيد على أننا نريد الرئيس ونائبه ولكننا نريد الالتزام بالقانون. طرحت عليهم الحل وهي أن يترشح النائب للرئاسة ويحل الرئيس نائباً على طريقة بوتين بروسيا.  لم يعجب هذا الرئيس وإن كان نال هذا إعجاب بعض الحضور وتوقف النقاش عند هذه النقطة.  وختم الاجتماع بصينية هريسة، وتغير الحديث إيذانا بأن الحديث انتهى بأتين. لنجتمع باليوم التالي للانتخابات.  وهنا يبدو أن للحلو أثره الرهيب على الأردنيين داخل الوطن وخارجه؛ ففي الأردن تُقدم الكنافة وفي صلالة تُقدم الهريسة.

حضر الكثير من الأعضاء للانتخابات بالنادي ليفاجئنا الرئيس بالحديث عن مشاكل تواجه النادي مع الفرع الرئيس بمسقط وإشكالات هنا مع وزارة التمنية التي لم يحضر مندوبها بالاتفاق مع الرئيس وقال لا انتخابات اليوم حتى نحل المشكلة.  فقام المرشح الثاني لمنصب الرئيس فقدم نفسه وبرنامجه مما دفع المرشح الأول أن يقدم نفسه أيضا؛ وتقدم بعض الإخوة ورشحوا أنفسهم للعضوية؛ وانتهى الاجتماع فغادر معظمنا النادي، انتظاراً لدعوة أخرى بعد شهر للانتخابات.

بعد ساعة نزلت عبارات الشكر للمرشح الأول والثاني على مجموعة الواتس اب لتنازلهم للرئيس (المجتاوز للقانون عدة دوررات) ليكون رئيساً مرة أخرى حتى تحل المشاكل غير الموجودة أصلا؛ فكان الأمر إعطاء من لا يملك شيئاً لمن لا يستحق.  وتمت الدعوة لاجتماع بعد اسبوع لتزكية ذلك الأمر، فلم أحضره كما هي عادتي من سنوات بمقاطعتي اجتماعات النادي الرسمية احتجاجاً على عدم شرعية الرئيس.          


الجمعة، 16 يونيو 2017

النادي الاجتماعي الأردني بسلطنة عُمان

النادي الاجتماعي الأردني بسلطنة عمان.

كانت الموافقة من وزارة التنمية الاجتماعية بداية الطريق الفعلي لتحقيق الطموحات التي طالما حلمنا بها أثناء الجلسات  الليلية ونحن نتحدث عن النادي، فكان الكل يتحدث عن أهمية التجمع، وأهمية الحاجة إلى مقر يجمعنا، وآخر يتحدث عن أهمية الظهور أمام المجتمع العماني كجالية أردنية لها وزنها، ومنّا من تحدث عن المطالبة بفتح مدرسة  أردنية بصلالة. أمال كثيرة منها ما تحقق ومنها ما بقي آمال عسى أن تتحقق يوما ما. لكن الذي غاب عن بالنا بهذه أن أعداد الأردنيين بصلالة ليست بالعدد الكافي لتحقيق مثل هذه المشاريع، فلا بد له من دخل ، ولا يوجد بصلالة من أصحاب رؤوس الأموال من يتبنى فكرة النادي ويدعمه مالياً.  لهذا تبقى العين بصيرة واليد قصيرة إلى أن يتحقق ذلك.

مقر النادي و الافتتاح

لقد تم العثور على بناء مستقل يكون مقراً للنادي في صلالة الجديدة، قريبا من مسجد الهدى، وتم الافتتاح تحت رعاية الشيخ سالم عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار.  وقد كان الافتتاح متميزاً فعلاً تنظيماً و حدثاً مهماً، وقد شاركتُ باستقبال الإخوة الضيوف من العمانيين والجاليات الأخرى، لأن اللجنة كانت مشغولة مع الرئيس والضيوف الآخرين فكان لا بد من وجود من يرحب بالضيوف الآخرين. 

مع بداية مسيرة النادي الفعلية بدأ التخطيط لعملية موارد النادي، فليس من المعقول أن لا يجد النادي مصدر دخل آخر غير الرسم السنوي كدخل ثابت.  لهذا تم إدخال العصائر والمشروبات الساخنة، وهذا الإجراء كان مفاجئاً لبعض الأعضاء إذ اعتقد البعض أن هذه تقدم مجاناً.  وقد كنتُ شخصياً مع فكرة تقديمها مجانا لأني بصراحة كنت أعتقد أن النادي هو مضافة أردنية أولاً وثانياً لا أعتقد أن ما يدخل عن النادي من الشاي والقهوة يمكن أن يشكل دخلا كبيراً يمكن الاعتماد عليه.

لجأ النادي كذلك إلى فكرة دروس التقوية لمختلف المراحل بأجرة عادية، يتقاضى النادي مبلغ عشر ريالات بدل المكان ويأخذ الأستاذ الباقي.  وهذه يجب التوقف عندها من حيث الفكرة نفسها والتنفيذ.  فالفكرة كانت معقولة جداً وتخدم الأستاذ الأردني وتقاطر المعلمون للاشتراك بالتدريس في هذه الحصص.  وكان عدد الطلبة متواضعاً طبعا إذا ما قورن بالطموحات، فدروس التقوية هي نفسها ما يُعرف بالخصوصي وهو يعتمد بشكل رئيس على الدعاية للأستاذ في الخارج، وهذه يتفوق علينا فيها الأخوة المصريون، لهذا كان الحضور قليلاً بالنسبة لطلاب الثاني عشر(التوجيهي) ومعقولا بباقي الصفوف.  لهذا لجأت إدارة النادي إلى تكريم المشاركين بالحصص عند ظهور النتائج رغم تواضع معدلاتهم، في حين استثني أبناء المشتركين الآخرين من التكريم رغم تفوقهم الباهر كابنتي سمو التي حققت معدل 94,5 في ذلك العام.  فاللجنة ارتأت أن يكون التكريم لمن استفاد منه النادي ماديا فكرمها الله بِجَمْعٍ خيرٍ من جمعهم وهو تكريم المديرية العامة للتربية والتعليم لأوائل الثانوية العامة.

للأسف أجدنا نحن الأردنيين دائماً محطة للحسد، فبدأت الخلافات تدب لاحقاً بين المعلمين وإدارة النادي ولا أريد الخوض فيها لسببين  أولهما أنني وعدت بأن لا أذكر إلا ما يَسُر، وثانيهما أنني سمعت القصة من طرف واحد، وهذا يعني أن لدي نصف الحقيقة؛ وانتهت هذه المرحلة من التدريس وأصبح النادي خاوياً على عروشه.  وهنا لا بد من التنويه أن حصص التقوية ما كان يجب أن تُلغى بهذه السهولة حيث كان لها دور اجتماعي أكثر من الدور المادي للمعلمين أو النادي؛ فكان وجود المعلمين يجعل نوعاً من الحياة في النادي ويشجع الجميع على المرور إلى النادي لأنه يُدرك أن هناك من سيتحدث معه.

و بالإضافة لدور حصص التقوية هذه فأنه لا بد من التعريج عن دور الأستاذ أبو مجاهد الذي كان يعمل مجانا ( كما علمت) بالنادي آخر النهار ويلتزم بالجلوس فيه إلى الساعة العاشرة ليلاً، وبعد أن استقال لنقله خارج صلالة، استلم الراية من بعده الأستاذ حسين أبو راس، وكان له الدور الكبير  في استمرارية شعلة النادي،  وبذهابه اتجهت أمور النادي إلى التراجع من ناحية الدور الاجتماعي إلى وصل الأمر بهم إلى إغلاق المقر الدائم للنادي وبقيت لوحته يعلوها الغبار على أخر مقر للنادي.  فبدأنا فكرة في الهواء وانتهينا كما بدأنا وهذا تماشيا مع الآية القرآنية " كما بدأنا أول خلق نعيده" . و استمر ذلك لسنة أو أكثر لدرجة دفع بعضنا وأنا منهم إعادة النظر بقيمة الاشتراك، وتساءلنا عن جدوى الدفع لفكرة في الهواء لا أرضية لها.  وتم استئجار مبنى جديد بجانب بلدية ظفار للنادي، وهو الآن  بشكل يليق بالجالية فعلاً.


الأحد، 11 يونيو 2017

زلزال اجتماعي

زلزال اجتماعي

تمادى أعضاء صندوق المعلمين بمحاولة إظهار أنفسهم كجالية بأكثر من موقف قبل هذا الزلزال إلى أن حدث  أمر نبه الجميع إلى ضرورة الحركة فعلاً.  فقد حضر إلى صلالة شخص يحمل درجة الدكتوراه ليجمع التبرعات لبناء مسجد بالأردن.  وقد بدأ بجامع الشنفري، وقد سمعت أنه جمع مبلغاً جيداً بهذا المسجد.  وفي الجمعة اللاحقة توجه إلى مسجد الهدى وبعد انتهاء الخطبة قام الدكتور وطلب التبرع للمسجد.  عندها قام أحد أعضاء الصندوق وانفجر بوجه الدكتور طالب التبرعات وقال له أنت لا تجمع لمسجد وإنما تجمع لجيبك، لأن الحكومة الأردنية تغطي بناء المساجد بالأردن ( وهو يعلم طبعاً أن هذا ليس صحيحاً)  ونعته بأقذع الشتائم أمام الحضور ومنها أن هذا التصرف يسبب الخزي والعار للجالية.  وحدث هرج بالمسجد ومرج، فلم يجبه الدكتور كما نقل شهود العيان، وقال (حسبي الله ونعم الوكيل) ولم يجمع التبرعات.  وقد تم تهديده بالترحيل بصفتهم الاعتبارية كهيئة جالية ولها نفوذها.  ما أعرفه أن الدكتور صاحب التبرع  أختصر الشر لأن الجماعة قد عقدوا العزم على ملاحقته بالمساجد الأخرى إن أعاد الكرة.

تداعت أطياف مختلفة من الجالية الأردنية من موظفي قطاع عام وخاص لمناقشة هذا الحدث،  وخلصوا إلى أن ما قام به عضو اللجنة الكريم أساء للأردن أكثر من الإساءة التي يمكن أن تكون لحقت به من جراء جمع التبرعات؛  فالأردنيون ليسوا وحدهم من يجمع التبرعات.  وتمت دعوة لجنة صندوق المعلمين للحضور لمناقشة هذا الحدث فلم يحضر منهم إلا الرئيس الذي نقل أسف الجميع لما حدث وقال انه تصرف فردي ولا يمثل الصندوق كما هو حال السياسة هذه الأيام.  وطلب نسيان الموضوع، فلم ينل هذا رضى الحضور.  وصدر رغبة علنية بتشكيل لجنة للتأسيس لجالية تشمل جميع الأردنيين يتحدد فيها مهام الجميع، فلا يجوز أن تبقى الأمور عائمة فقال الرئيس الجالية موجودة، وهنا سمعها صريحة بأن الموجود ليس جالية.

تم تكليف السيد حسين الزعبي من قبل الموجودين للتفاوض مع لجنة الصندوق للخروج بتصور واضح وهنا لجأت لجنة الصندوق إلى المماطلة وأصبحت المقولة خلينا نجتمع مع جماعتنا ( يقصدون المعلمين) ولم يجتمعوا بحجة أن منهم من هو بالجبل ومنهم من هو خارج صلالة ولا يحضرون إلا كل أسبوع ومنهم من لا يحضر إلا بإجازة نهاية العام.  وهكذا بين صدٍ وردٍ ضاع الوقت بانتظار اجتماعهم، ولم يجتمعوا.

بعدها اجتمع المعنيون بالأمر وقررنا البدء رسميا بالإجراءات ، وهنا جاء منهم الرئيس والأساتذة ابراهيم الحاوي وغازي الحمايدة ليجتمعوا مع الحضور.  وكان الهدف من هذا الاجتماع هو شق صف المجوعة التي تطالب بالجالية لأنهم طلبوا اجتماعاً مع حسين لوحده وهناك تمت مفاوضته على أن يكون رئيساً لأن أبو صخر منهي إعارته و لا يريد (هاي الشغلة)، فرفض حسين هذا العرض لأنه كان موكلاً فقط بالحديث وليس باتخاذ قرار. عندها تم الحديث عن تأجيل الاجتماع حتى يحضر المعلمون من الجبل بالإجازة.

تتابعت الاجتماعات للمضي قُدُماً بإجراءات النادي إلا أن جميع هذه الإجراءات كانت تُقابل بمحاولة الإلتفاف عليها عن طريق التلميح إلى موضوع اللجنة والرغبة بأن تكون بالتزكية دون انتحاب وتضمينها أستاذين فاضلين محددين بالتشكيل الجديد ، وعندما لا يقبل هذا العرض لأن القاعدة الأردنية التي بدأت بالتوسع ترغب بالتجديد يكون الحل خلينا نشوف باقي الناس هروباً من الاستمرار بالحديث.

وعندما فشلت جهود الضم هذه تم تدوير عبارة (أنتو غير) واسطوانة القطاع الخاص القطاع العام وفرق الرواتب والرغبة بالسيطرة من القطاع الخاص وأحاديث غير مقبولة لتفتيت الجهود (للتوضيح فقط كان هناك سوء فهم بالنسبة للقطاع الخاص، إذ أنهم اعتبروا كل من هو غير معلم تربية قطاعاً خاصاً)، ولا أدري سر التمسك بكرسي لا يدير إلا عشرين عضواً. 

وقد تم استغلال زيارة السيد الملحق الثقافي الدورية للمعلمين في هذا الموضوع، وتم إقناعه بأن هذا النادي الجديد موجه ضد المعلمين.  فحضر إلى مطعم أرابيلا مستفهماً وشارك في الحديث عن الجالية ورأي السفارة (كعنصر ضغط).  وتكرر المشهد بالاجتماع الرسمي بقاعة المديرية العامة للتربية والتعليم حيث سمع سعادة المستشار من المعلمين أنفسهم ما يؤيد الرغبة بالتغيير.  وكان المفروض أن ينهي الأمر بهذا الاجتماع، إلا أننا فوجئنا بسعادته يحضر مساء إلى مطعم أرابيلا مع الأخوين المُشار لهما سابقاً وكان جُل همه أن يرى الأستاذين الكريمين المذكورين ضمن اللجنة.  وأذكر إنه طلب الاجتماع مع حسين والجراح والأستاذين الكريمين وكان على عشاء طبعاً على طاولة جانبيه انضم إليها من لم يكن مرغوبا فيه من الحضور؛ في هذا الاجتماع صرح الملحق بأن الأخ الجراح شخصٌ غير مرغوب فيه باللجنة؛ وطبعاً اقتضت أصول الضيافة أن لا يقال لسعادته أن هذا ليس شأنه.  وفي اليوم الثاني تحول هذا الطلب إلى رجاء بضم الأخوين الكريمين بالذات؛ لغاية هذه اللحظة لا أفهم سر إصرار سعادة الملحق على ضم هؤلاء لدرجة أنه وسّط شخصاً آخر ليؤثر علينا لنقبل بهم.

بعد زيارة سعادة الملحق ثم المضي بمشروع النادي، وحتى ندفع أي شك بنية الجميع تم الاتفاق على لقاء يشمل الجميع بقاعة فندق ظفار وقد تمت الدعوة للجميع بالمساجد كما تجري العادة هنا بصلالة في مثل هذه الظروف، وكان الهدف من هذا الاجتماع هو الخروج من عنق الزجاجة.  وهنا كان لا بد من التصويت على المشروعين: مشروع صندوق المعلمين و رسومه السنوية خمس ريالات ومشروع النادي ورسم تأسيسه عشر ريالات.  فكان سؤال الأستاذ محمود العتوم ( أبو مجدي) من مع الخمسة أو مع العشرة. وتم التصويت برفع الأيدي ففاز  مشروع أبو العشرة، فانسحب بعض الإخوة من مناصري صندوق المعلمين، في حين اختار آخر الانضمام إلى المشروع الجديد ودفع الرسوم وهي عشر ريالات. وقد بدأ الجميع بالدفع كذلك وتبادل الجميع التهاني بهذا الانجاز.  وقد تم تزويد الأخ محمد الجراح بنسخ من جوازات السفر وبطاقات المقيم للمضي بإجراءات تسجيل النادي.  وتم انتخاب هيئة تحضيرية لهذه الغاية وهم مع حفظ الألقاب:
حسين الزعبي رئيساً
محمود الخزاعلة نائبا للرئيس
محمد الجراح أمينا للسر
أبو مجاهد
وليد زريقات عضوا
محمد القيسي عضوا.
جعفر الصرايرة عضوا

تم الاتفاق بالاقتداء بقانون البلديات بالأردن بوجوب انتخاب الرئيس منفرداً، فلم يترشح أحد باستثناء الزعبي ولهذا فاز بالتزكية.

  طالت المدة ولكن بالأخير تمت الموافقة والحمد لله وتم الاتفاق باجتماع للهيئة العمومية على الرسوم السنوية وهي خمسة وعشرين ريالاً. وللتوضيح كذلك فإن معظم من عارض المشروع عاد وانضم إليه لأنه أحب أن يكون مع الجماعة.