الأحد، 18 يونيو 2017

الانتخابات الثانية وما بعدها

الانتخابات الثانية للجنة الدائمة لإدارة النادي

للذكرى فقد نجحت اللجنة المؤقتة السابقة بالاستمرار لفترة ثانية لأنها كما قالت كانت مؤقتة و بعد صدور القرار بالموافقة الرسمية أصبحت تتمتع بالحق في فترة ثانية لمدة سنتين، وفعلا تم لها ما أرادت وبعد مضي سنتين أخريين كان لا بد من إجراء انتخابات جديدة حسب تعليمات وزارة الشئون الاجتماعية.  وفعلا كان ذلك في شهر يناير حيث دعي لاجتماع  للجنة العمومية لمناقشة التقرير السنوي العام و إجراء الانتخابات.

ساد الاجتماع الكثير من النقاش حول بعض البنود اتسم بالجدية من قبل البعض ولم يعجب البعض الأخر باعتبار أن هذا النقاش (عيب) بحضور الضيوف من وزارة التنمية، ولا أدري ما سبب غضبهم لأن هذا النقاش كان حضارياً، ولو أنه كان من الأجدى الدعوة لاجتماع منفصل لمناقشة البنود والتي من أهمها موضوع انتخاب الرئيس بشكل منفصل, لقد كان الاجتماع يعكس صورة حية لمثيلاتها بالأردن، فقد كان هناك على ما يبدو تحضير مسبق لهذا باجتماع منفصل خارج النادي،  فقد تم إقرار فقرة انتخاب الرئيس بشكل مستقل رسميا بالتصويت حيث فازت الفقرة بالأغلبية. كذلك كان من ضمن الترتيب للانتخابات أيضا شأن آخر خارج النادي، فكيف كان ذلك.

منذ أن أعلن عن الدعوة للترشيح للجنة النادي تناقلت الأخبار عدم رغبة أي من أعضاء اللجنة الحالية لخوض هذه الانتخابات، ورغبتهم لرؤية وجوه جديدة تجدد الدماء بالنادي.  وكلما تقدمت الأيام زادت الأخبار هذه وكثر الحديث عنها إلى أن وصل الأمر إلى نهاية الفترة للترشيح ولم يتقدم لها إلا شخص و احد و هو الدكتور على سعادة (أبو فادي).

اعترف بأن لدي مشكلة خاصة في مثل هذه المواقف شبه السياسية والسياسية  وهي أنني كثيراً ما أصدق ما أسمع كما حدث بانتخابات الأردن عام 1989 وهي الرغبة بالتجديد، وللحديث شجون.  في تلك الانتخابات النيابية عزمت على عدم انتخاب أحد ممن جربناهم سابقا سواء وزراء أو نوابا، فلم أنتخب أحدا وانتخبت وجوها جديدة كليا حسب خبراتهم وحسب مؤهلاتهم ، و لم يفز أي شخص ممن انتخبت وعدنا إلى مقولة "عد رجالك و ارد المي (الماء)".

 حدث معي نفس الشيء في صلالة  وصدَّقتُ أن الإخوة الموجودين باللجنة لا يرغبون بأن يكونوا باللجنة مرة أخرى.  ولهذا صرحتُ بأنني ارغب بالترشح لموقع الرئيس؛ ومن الغريب أن كل من سمعني يفاجئني بقوله "و الله أبو علي مليح" فأرد عليه نعم هو كذلك ولكنه لم يترشح بعد، وأسمع أن لا نية لديه بذلك، فيضحك محدثي وينصرف، ولم أعرف سبب ضحكه إلا بعد الانتخابات.

كنت أجلس مع بعض الأردنيين بمقهى أتين نشاهد مسلسل نمر العدوان وفي أثناء ذلك طرحت عليهم الفكرة (وهي الترشح لموقع الرئيس.  فقال أحدهم "إذا كنتَ جاداً سأرى رأي الناس بذلك" فقلت له افعل، و عاد بعد يوم أو اثنين ليقول " و الله جماعتنا ما بنشد فيهم الظهر"، فأيقنت عندها أن الأمور محسومة لصالح الرئيس السابق الذي لا نية له بالترشح حتى قبل الاعلان عن نزوله للانتخابات،فخلعتُ الفكرة من رأسي ولو أنني تابعت الحديث عنها كلما قابلني أحد. 

شجع عدم وجود مرشحين للعضوية ثلاثة معلمين لأن يتقدموا بطلبات ترشيح وقد حرصوا على أن يتقدم بها كل فرد لوحده حتى لا يظهر الأمر وكأنهم تكتل وهم ليسوا كذلك.  لكن وفي اليوم الأخير تقدم سبعة أفراد بطلبات الترشيح و اتضح الأمر على أن هؤلاء هم الفائزون.

لا أخفيكم أنني ما زلت أعتقد أنه كان يجب أن يكون هناك وجه من الأردنيين الثلاث ضمن المجموعة لأن منهم الشاعر ومنهم الفنان وصاحب الخبرة في إدارة المعارض، وهذا ضروري جداً إذا أردنا تطوير نشاطات النادي كما كنا نأمل بأن يكون ثقافياً ايضاً.  وقد اقترحت على الرئيس أن يجلسوا جميعا لإجراء توافق ينتج عنه سبعة أشخاص دون انتخابات لأن وجود الانتخابات بهذه الطريقة سيضيف شقاً آخر بين أعضاء النادي، فوافق رغم أنني لم أكن على وفاق معه في تلك الفترة، وقال اتصل مع المجموعة، ورَتبْ وأنا جاهز فاتصلت معهم جميعا. واتضح لي أن هناك أيضاً موقف ضدي شخصياً من أفراد هذه المجموعة، فاعترض الأشخاص على فكرة التوافق ليَعود ويقول لا مانع عندما أخبره بموافقة الرئيس باستثناء الدكتور سعادة الذي قال ( أنا أريد الانتخابات) واعتذر لاحقا بأنه لم يعرف صوتي على التلفون.  هذا زاد من قناعتي بأن ألأمور محسومة طبعاً.  وكانت نتائج الانتخابات فوز التالية أسماؤهم ( مع حفظ الألقاب):

حسين الزعبي  رئيسا
محمد الجراح  نائبا للرئيس
محمد حبش
الدكتور علي سعادة
حسين ابو راس
موفق البدارين
ابو رشيد ( و لا أعرف اسمه الأول شأني شأن من انتخبه أو من زامله باللجنة، فلم يكن معروفا، لكونه كان يتنقل من مطعم إلى آخر)

ومن الفوائد الحلوة لهذه الانتخابات أنه لم تجر انتخابات أخرى بعدها فكانت الخاتمة (الله وكيلكو)، وإنما كانت الأمور تتم بطريقة التزكية وكثيراً ما كان يُقال أبو علي والجراح و          ( شوفولكوا) من تريدون معكم.  وهكذا تمت ببيت الحافة إذ تم الاتفاق على التالية أسماؤهم باجتماع بيت الحافة:

حسين الزعبي
محمد الجراح
على سعادة ( محاسب النادي)
فواز السفاريني
كرام السفاريني
موسى عمايرة

في شهر فبراير 2013 أعيد السيناريو إياه مرة أخرى وقال الرئيس والنائب انهم لا يريدان لأن قانون الجمعيات لا يسمح بأكثر من دورتين ولكنهم تجاوزوه بدورات؛ احتمال أن التفسير للقانون بأنه لا يسمح بدورتين ولكنه طبعاً سمح بأكثر من ذلك، وربما كانت تسير الأمور باتجاه البيعة لاحقاً، فتم اختيار سبعة من الأجاويد كلجنة لإدارة الانتخابات. بعد ذلك قام أحد الأشخاص وهو نفس الذي كان يلح على إدخال الشخصين إياهم من صندوق المعلمين آنف الذكر قبل عشرة سنوات، ليصر على وجود الرئيس ونائبه وأشيع بأن النادي لا يمكن له أن ينجح بدون هؤلاء، وفي الاجتماع التالي ظهرت نفس القائمة ونفس الرئيس ونفس نائب الرئيس ومجموعة أخرى من الأعضاء لا أعرف أسماء بعضهم. وكان توقعي للأمور أنه و بعد مائة سنة أن يبقى الرئيس و نائبه (إذا الله أعطاهم العمر الطويل) ومجموعه أعضاء غير معروفين. 

وهنا لا أريد أن أظهر وكأني أحمل الرئيس ونائبه وحدهم هذا الوزر ولكن يتحملها أعضاء النادي أيضاً بنفس الدرجة، فلكل قضية طرفان بدءاً بالسياسية وانتهاء بالنادي.  هنا لا بد من الإشارة إلى نقطة الاجتماع مع المؤسسين لتجميع الأصوات لتزكية الرئيس ونائبه.

بشهر يناير 2015 انتهت مدة اللجنة الادارية فأعلنوا كالعادة عدم نيتهم للترشح إلى آخر الأسطوانة إياها مما جعل أحد الأعضاء يترشح لمنصب الرئيس. وأعيد الطلب مرة أخرى فترشح آخر لمنصب الرئيس. تلقيت اتصال من السيد نائب الرئيس يدعونيي فيه الى اجتماع مع مجموعة أشخاص لأننا (والحمد لله من المؤسسين) حضرنا وحضر معنا من هو ليس من المؤسسين ولكن تمت دعوته لصفة فيه عرفناها لاحقاً. وكان الاجتماع في منطقة أتين حتى لا يأخذ الجانب الرسمي.

بدأ الرئيس الحديث بأنه كما تعلمون انتهت مدة اللجنة وقد ترشح السيدان الفاضلان فلان وفلان لمنصب الرئيس، فما رأيكم؟ كالعادة سكت الجميع وأخيراً نطق من كان ببواطن الأمور عالماً، وهو العضو غير المؤسس فقال "أنه لا نادي بدون الرئيس الحالي" وقال فيه الكثير بشكل مبالغ فيه لدرجة أثارت استغراب الحضور؛  فقد ولى الزمن الذي يقال فيه لولا فلان لذهب الناس أشتاتاً.

تحدثتُ بعده فقلت لقد أيدت الهيئة العامة قبل سنوات كثيرة أحد شروط الرئاسة حسب قانون التنمية الاجتماعية بأن مدة الرئيس سنتان فقط، لهذا أرى ضرورة الالتزام بالقانون؛ علق الرئيس على ذلك بأنهم تجازوا ذلك من دورات سابقة أي أن الرئاسة بآخر دورتين مخالفة للقانون؛ لكنه لم يشر إلى ضرورة التنفيذ لهذا القانون هذه المرة. عندها أشار غير المؤسس إلى ضرورة تغيير القانون من قبل الهيئة العامة فتعجب الحضور لهذا الطرح فقانون التنمية حكومي ولا نملك أن نغيره.

أخذتُ الحديث مرة أخرى بالتأكيد على أننا نريد الرئيس ونائبه ولكننا نريد الالتزام بالقانون. طرحت عليهم الحل وهي أن يترشح النائب للرئاسة ويحل الرئيس نائباً على طريقة بوتين بروسيا.  لم يعجب هذا الرئيس وإن كان نال هذا إعجاب بعض الحضور وتوقف النقاش عند هذه النقطة.  وختم الاجتماع بصينية هريسة، وتغير الحديث إيذانا بأن الحديث انتهى بأتين. لنجتمع باليوم التالي للانتخابات.  وهنا يبدو أن للحلو أثره الرهيب على الأردنيين داخل الوطن وخارجه؛ ففي الأردن تُقدم الكنافة وفي صلالة تُقدم الهريسة.

حضر الكثير من الأعضاء للانتخابات بالنادي ليفاجئنا الرئيس بالحديث عن مشاكل تواجه النادي مع الفرع الرئيس بمسقط وإشكالات هنا مع وزارة التمنية التي لم يحضر مندوبها بالاتفاق مع الرئيس وقال لا انتخابات اليوم حتى نحل المشكلة.  فقام المرشح الثاني لمنصب الرئيس فقدم نفسه وبرنامجه مما دفع المرشح الأول أن يقدم نفسه أيضا؛ وتقدم بعض الإخوة ورشحوا أنفسهم للعضوية؛ وانتهى الاجتماع فغادر معظمنا النادي، انتظاراً لدعوة أخرى بعد شهر للانتخابات.

بعد ساعة نزلت عبارات الشكر للمرشح الأول والثاني على مجموعة الواتس اب لتنازلهم للرئيس (المجتاوز للقانون عدة دوررات) ليكون رئيساً مرة أخرى حتى تحل المشاكل غير الموجودة أصلا؛ فكان الأمر إعطاء من لا يملك شيئاً لمن لا يستحق.  وتمت الدعوة لاجتماع بعد اسبوع لتزكية ذلك الأمر، فلم أحضره كما هي عادتي من سنوات بمقاطعتي اجتماعات النادي الرسمية احتجاجاً على عدم شرعية الرئيس.          


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق