النادي الاجتماعي الأردني بسلطنة عمان.
كانت الموافقة من وزارة التنمية الاجتماعية بداية الطريق الفعلي لتحقيق
الطموحات التي طالما حلمنا بها أثناء الجلسات
الليلية ونحن نتحدث عن النادي، فكان الكل يتحدث عن أهمية التجمع، وأهمية
الحاجة إلى مقر يجمعنا، وآخر يتحدث عن أهمية الظهور أمام المجتمع العماني كجالية
أردنية لها وزنها، ومنّا من تحدث عن المطالبة بفتح مدرسة أردنية بصلالة. أمال كثيرة منها ما تحقق ومنها
ما بقي آمال عسى أن تتحقق يوما ما. لكن الذي غاب عن بالنا بهذه أن أعداد الأردنيين
بصلالة ليست بالعدد الكافي لتحقيق مثل هذه المشاريع، فلا بد له من دخل ، ولا يوجد
بصلالة من أصحاب رؤوس الأموال من يتبنى فكرة النادي ويدعمه مالياً. لهذا تبقى العين بصيرة واليد قصيرة إلى أن
يتحقق ذلك.
مقر النادي و الافتتاح
لقد تم العثور على بناء مستقل يكون مقراً للنادي في صلالة الجديدة، قريبا
من مسجد الهدى، وتم الافتتاح تحت رعاية الشيخ سالم عوفيت الشنفري رئيس بلدية
ظفار. وقد كان الافتتاح متميزاً فعلاً
تنظيماً و حدثاً مهماً، وقد شاركتُ باستقبال الإخوة الضيوف من العمانيين والجاليات
الأخرى، لأن اللجنة كانت مشغولة مع الرئيس والضيوف الآخرين فكان لا بد من وجود من
يرحب بالضيوف الآخرين.
مع بداية مسيرة النادي الفعلية بدأ التخطيط لعملية موارد النادي، فليس من
المعقول أن لا يجد النادي مصدر دخل آخر غير الرسم السنوي كدخل ثابت. لهذا تم إدخال العصائر والمشروبات الساخنة، وهذا
الإجراء كان مفاجئاً لبعض الأعضاء إذ اعتقد البعض أن هذه تقدم مجاناً. وقد كنتُ شخصياً مع فكرة تقديمها مجانا لأني
بصراحة كنت أعتقد أن النادي هو مضافة أردنية أولاً وثانياً لا أعتقد أن ما يدخل عن
النادي من الشاي والقهوة يمكن أن يشكل دخلا كبيراً يمكن الاعتماد عليه.
لجأ النادي كذلك إلى فكرة دروس التقوية لمختلف المراحل بأجرة عادية، يتقاضى
النادي مبلغ عشر ريالات بدل المكان ويأخذ الأستاذ الباقي. وهذه يجب التوقف عندها من حيث الفكرة نفسها والتنفيذ. فالفكرة كانت معقولة جداً وتخدم الأستاذ
الأردني وتقاطر المعلمون للاشتراك بالتدريس في هذه الحصص. وكان عدد الطلبة متواضعاً طبعا إذا ما قورن
بالطموحات، فدروس التقوية هي نفسها ما يُعرف بالخصوصي وهو يعتمد بشكل رئيس على
الدعاية للأستاذ في الخارج، وهذه يتفوق علينا فيها الأخوة المصريون، لهذا كان
الحضور قليلاً بالنسبة لطلاب الثاني عشر(التوجيهي) ومعقولا بباقي الصفوف. لهذا لجأت إدارة النادي إلى تكريم المشاركين
بالحصص عند ظهور النتائج رغم تواضع معدلاتهم، في حين استثني أبناء المشتركين
الآخرين من التكريم رغم تفوقهم الباهر كابنتي سمو التي حققت معدل 94,5 في ذلك العام. فاللجنة ارتأت أن يكون التكريم لمن استفاد منه
النادي ماديا فكرمها الله بِجَمْعٍ خيرٍ من جمعهم وهو تكريم المديرية العامة
للتربية والتعليم لأوائل الثانوية العامة.
للأسف أجدنا نحن الأردنيين دائماً محطة للحسد، فبدأت الخلافات تدب لاحقاً
بين المعلمين وإدارة النادي ولا أريد الخوض فيها لسببين أولهما أنني وعدت بأن لا أذكر إلا ما يَسُر، وثانيهما
أنني سمعت القصة من طرف واحد، وهذا يعني أن لدي نصف الحقيقة؛ وانتهت هذه المرحلة
من التدريس وأصبح النادي خاوياً على عروشه.
وهنا لا بد من التنويه أن حصص التقوية ما كان يجب أن تُلغى بهذه السهولة
حيث كان لها دور اجتماعي أكثر من الدور المادي للمعلمين أو النادي؛ فكان وجود
المعلمين يجعل نوعاً من الحياة في النادي ويشجع الجميع على المرور إلى النادي لأنه
يُدرك أن هناك من سيتحدث معه.
و بالإضافة لدور حصص التقوية هذه فأنه لا بد من التعريج عن دور الأستاذ أبو
مجاهد الذي كان يعمل مجانا ( كما علمت) بالنادي آخر النهار ويلتزم بالجلوس فيه إلى
الساعة العاشرة ليلاً، وبعد أن استقال لنقله خارج صلالة، استلم الراية من بعده
الأستاذ حسين أبو راس، وكان له الدور الكبير
في استمرارية شعلة النادي، وبذهابه
اتجهت أمور النادي إلى التراجع من ناحية الدور الاجتماعي إلى وصل الأمر بهم إلى
إغلاق المقر الدائم للنادي وبقيت لوحته يعلوها الغبار على أخر مقر للنادي. فبدأنا فكرة في الهواء وانتهينا كما بدأنا وهذا
تماشيا مع الآية القرآنية " كما بدأنا أول خلق نعيده" . و استمر ذلك
لسنة أو أكثر لدرجة دفع بعضنا وأنا منهم إعادة النظر بقيمة الاشتراك، وتساءلنا عن
جدوى الدفع لفكرة في الهواء لا أرضية لها.
وتم استئجار مبنى جديد بجانب بلدية ظفار للنادي، وهو الآن بشكل يليق بالجالية فعلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق