زلزال اجتماعي
تمادى أعضاء صندوق المعلمين بمحاولة إظهار أنفسهم كجالية بأكثر من موقف قبل
هذا الزلزال إلى أن حدث أمر نبه الجميع
إلى ضرورة الحركة فعلاً. فقد حضر إلى صلالة
شخص يحمل درجة الدكتوراه ليجمع التبرعات لبناء مسجد بالأردن. وقد بدأ بجامع الشنفري، وقد سمعت أنه جمع مبلغاً
جيداً بهذا المسجد. وفي الجمعة اللاحقة
توجه إلى مسجد الهدى وبعد انتهاء الخطبة قام الدكتور وطلب التبرع للمسجد. عندها قام أحد أعضاء الصندوق وانفجر بوجه
الدكتور طالب التبرعات وقال له أنت لا تجمع لمسجد وإنما تجمع لجيبك، لأن الحكومة
الأردنية تغطي بناء المساجد بالأردن ( وهو يعلم طبعاً أن هذا ليس صحيحاً) ونعته بأقذع الشتائم أمام الحضور ومنها أن هذا
التصرف يسبب الخزي والعار للجالية. وحدث
هرج بالمسجد ومرج، فلم يجبه الدكتور كما نقل شهود العيان، وقال (حسبي الله ونعم
الوكيل) ولم يجمع التبرعات. وقد تم تهديده
بالترحيل بصفتهم الاعتبارية كهيئة جالية ولها نفوذها. ما أعرفه أن الدكتور صاحب التبرع أختصر الشر لأن الجماعة قد عقدوا العزم على
ملاحقته بالمساجد الأخرى إن أعاد الكرة.
تداعت أطياف مختلفة من الجالية الأردنية من موظفي قطاع عام وخاص لمناقشة
هذا الحدث، وخلصوا إلى أن ما قام به عضو
اللجنة الكريم أساء للأردن أكثر من الإساءة التي يمكن أن تكون لحقت به من جراء جمع
التبرعات؛ فالأردنيون ليسوا وحدهم من يجمع
التبرعات. وتمت دعوة لجنة صندوق المعلمين
للحضور لمناقشة هذا الحدث فلم يحضر منهم إلا الرئيس الذي نقل أسف الجميع لما حدث
وقال انه تصرف فردي ولا يمثل الصندوق كما هو حال السياسة هذه الأيام. وطلب نسيان الموضوع، فلم ينل هذا رضى
الحضور. وصدر رغبة علنية بتشكيل لجنة
للتأسيس لجالية تشمل جميع الأردنيين يتحدد فيها مهام الجميع، فلا يجوز أن تبقى
الأمور عائمة فقال الرئيس الجالية موجودة، وهنا سمعها صريحة بأن الموجود ليس
جالية.
تم تكليف السيد حسين الزعبي من قبل الموجودين للتفاوض مع لجنة الصندوق
للخروج بتصور واضح وهنا لجأت لجنة الصندوق إلى المماطلة وأصبحت المقولة خلينا
نجتمع مع جماعتنا ( يقصدون المعلمين) ولم يجتمعوا بحجة أن منهم من هو بالجبل ومنهم
من هو خارج صلالة ولا يحضرون إلا كل أسبوع ومنهم من لا يحضر إلا بإجازة نهاية
العام. وهكذا بين صدٍ وردٍ ضاع الوقت
بانتظار اجتماعهم، ولم يجتمعوا.
بعدها اجتمع المعنيون بالأمر وقررنا البدء رسميا بالإجراءات ، وهنا جاء
منهم الرئيس والأساتذة ابراهيم الحاوي وغازي الحمايدة ليجتمعوا مع الحضور. وكان الهدف من هذا الاجتماع هو شق صف المجوعة التي
تطالب بالجالية لأنهم طلبوا اجتماعاً مع حسين لوحده وهناك تمت مفاوضته على أن يكون
رئيساً لأن أبو صخر منهي إعارته و لا يريد (هاي الشغلة)، فرفض حسين هذا العرض لأنه
كان موكلاً فقط بالحديث وليس باتخاذ قرار. عندها تم الحديث عن تأجيل الاجتماع حتى
يحضر المعلمون من الجبل بالإجازة.
تتابعت الاجتماعات للمضي قُدُماً بإجراءات النادي إلا أن جميع هذه
الإجراءات كانت تُقابل بمحاولة الإلتفاف عليها عن طريق التلميح إلى موضوع اللجنة والرغبة
بأن تكون بالتزكية دون انتحاب وتضمينها أستاذين فاضلين محددين بالتشكيل الجديد ،
وعندما لا يقبل هذا العرض لأن القاعدة الأردنية التي بدأت بالتوسع ترغب بالتجديد
يكون الحل خلينا نشوف باقي الناس هروباً من الاستمرار بالحديث.
وعندما فشلت جهود الضم هذه تم تدوير عبارة (أنتو غير) واسطوانة القطاع
الخاص القطاع العام وفرق الرواتب والرغبة بالسيطرة من القطاع الخاص وأحاديث غير
مقبولة لتفتيت الجهود (للتوضيح فقط كان هناك سوء فهم بالنسبة للقطاع الخاص، إذ
أنهم اعتبروا كل من هو غير معلم تربية قطاعاً خاصاً)، ولا أدري سر التمسك بكرسي لا
يدير إلا عشرين عضواً.
وقد تم استغلال زيارة السيد الملحق الثقافي الدورية للمعلمين في هذا
الموضوع، وتم إقناعه بأن هذا النادي الجديد موجه ضد المعلمين. فحضر إلى مطعم أرابيلا مستفهماً وشارك في الحديث
عن الجالية ورأي السفارة (كعنصر ضغط). وتكرر
المشهد بالاجتماع الرسمي بقاعة المديرية العامة للتربية والتعليم حيث سمع سعادة
المستشار من المعلمين أنفسهم ما يؤيد الرغبة بالتغيير. وكان المفروض أن ينهي الأمر بهذا الاجتماع، إلا
أننا فوجئنا بسعادته يحضر مساء إلى مطعم أرابيلا مع الأخوين المُشار لهما سابقاً وكان
جُل همه أن يرى الأستاذين الكريمين المذكورين ضمن اللجنة. وأذكر إنه طلب الاجتماع مع حسين والجراح
والأستاذين الكريمين وكان على عشاء طبعاً على طاولة جانبيه انضم إليها من لم يكن
مرغوبا فيه من الحضور؛ في هذا الاجتماع صرح الملحق بأن الأخ الجراح شخصٌ غير مرغوب
فيه باللجنة؛ وطبعاً اقتضت أصول الضيافة أن لا يقال لسعادته أن هذا ليس شأنه. وفي اليوم الثاني تحول هذا الطلب إلى رجاء بضم
الأخوين الكريمين بالذات؛ لغاية هذه اللحظة لا أفهم سر إصرار سعادة الملحق على ضم هؤلاء
لدرجة أنه وسّط شخصاً آخر ليؤثر علينا لنقبل بهم.
بعد زيارة سعادة الملحق ثم المضي بمشروع النادي، وحتى ندفع أي شك بنية
الجميع تم الاتفاق على لقاء يشمل الجميع بقاعة فندق ظفار وقد تمت الدعوة للجميع
بالمساجد كما تجري العادة هنا بصلالة في مثل هذه الظروف، وكان الهدف من هذا الاجتماع
هو الخروج من عنق الزجاجة. وهنا كان لا بد
من التصويت على المشروعين: مشروع صندوق المعلمين و رسومه السنوية خمس ريالات
ومشروع النادي ورسم تأسيسه عشر ريالات.
فكان سؤال الأستاذ محمود العتوم ( أبو مجدي) من مع الخمسة أو مع العشرة.
وتم التصويت برفع الأيدي ففاز مشروع أبو
العشرة، فانسحب بعض الإخوة من مناصري صندوق المعلمين، في حين اختار آخر الانضمام
إلى المشروع الجديد ودفع الرسوم وهي عشر ريالات. وقد بدأ الجميع بالدفع كذلك
وتبادل الجميع التهاني بهذا الانجاز. وقد
تم تزويد الأخ محمد الجراح بنسخ من جوازات السفر وبطاقات المقيم للمضي بإجراءات
تسجيل النادي. وتم انتخاب هيئة تحضيرية
لهذه الغاية وهم مع حفظ الألقاب:
حسين الزعبي رئيساً
محمود الخزاعلة نائبا للرئيس
محمد الجراح أمينا للسر
أبو مجاهد
وليد زريقات عضوا
محمد القيسي عضوا.
جعفر الصرايرة عضوا
تم الاتفاق بالاقتداء بقانون البلديات بالأردن بوجوب انتخاب الرئيس
منفرداً، فلم يترشح أحد باستثناء الزعبي ولهذا فاز بالتزكية.
طالت المدة ولكن بالأخير تمت
الموافقة والحمد لله وتم الاتفاق باجتماع للهيئة العمومية على الرسوم السنوية وهي
خمسة وعشرين ريالاً. وللتوضيح كذلك فإن معظم من عارض المشروع عاد وانضم إليه لأنه
أحب أن يكون مع الجماعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق