على صعيد العمل
1) لا يوجد شيء زيادة عن تلك الواجبات التي كنت تقوم بها
ببلدك بوظيفتك مع الفارق أنهم هنا ملتزمون بتوقيت الحضور والانصراف؛ لا يسمحون بالتزويغ إلا إن استطعت إلى ذلك
سبيلا دون أن ينكشف أمرك؛ لكن حتى لو كشف الأمر فلا إجراء بحقك؛ فهؤلاء الجماعة من المؤمنين صدقا بمقولة
قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق كما قلتها بمكان آخر من هذا الكتاب، فلا يلجأون للحسم
والاقتطاع من الراتب وكثيراً ما كنا نسمع عبارة حرام اش ذنب عياله.
2) عندما تغضب من موقف معين حدث لك مع رئيسك أو من واجبات
إضافية في العمل تذكر وضعك ببلدك؛ فربما مررت بما هو أسوأ من ذلك. اصبر ودائماً انظر للجانب الحسن من أي موقف.
3) و في الندوات واللقاءات ربما يطلبون رأيك فيما يجري؛ وهنا يجب لفت انتباهك إلى أنهم
يسمعون للتوجيه والعمل أكثر مما يسمعون للنقد ويرفضون النقد الجارح بخصوص مستويات
الطلاب أو بعض التصرفات العامة في مكان العمل.
نعم لك أن تنتقد جانباً معيناً ولكن هم يريدون الحل ؛ وهم يؤمنون بالمثل القائل أن توقد شمعة خير ألف
مرة من أن تلعن الظلام.
4) من الضروري عدم الاستماع إلى بعض القصص المبالغ بها مما
سبقك في الاغتراب من أبناء جلدتك أو غيرهم
ممن ستعمل معهم بنفس المجال؛ ولا تحاول تقليده هذه التصرفات، فمعظم القصص التي ربما تسمعها هي من باب
(الخرط) أو كما يقول المثل "يعديك شر شب لا تغرب". ومن هذه القصص التي
سمعت لها مثلاً بأن هذا الغضنفر رفض الأمر
الفلاني من رئيسه، أو رفض حضور المشرف
العلاني بحصته وممن يدري، ربما يقول أنه طرده أيضاً. ولكن دلت التجارب أن أكثر الناس حديثا حول هذا
هو أكثرهم طواعية وخنوعاً لرؤسائهم بالعمل.
5) إن عملية التعمين ( توظيف العُمانيين) شأن وطني عُماني
داخلي وهو له طابع السيادية تماماً كما هو
الحال ببلادنا؛ لا علاقة لك بهذا الأمر،
فهذا حقهم، وهذه بلدهم فلا تحشر نفسك بهذا الأمر منتقداً أو محتجاً؛ فالأولوية بالتعين لهم والمناصب العليا والدنيا
لهم طبعاً ولو كان المرشح بربع سنوات خدمتك. وكما أشرت سابقا لا داعي للاحتجاج فلو
رجعت سنوات إلى وضعك ببلدك لربما تذكرت من تجاوزك بالمناصب وهو أقل منك خدمة؛ فماذا الزعل هنا؟
6) و هم خير من يلتزم بنص العقود ويؤمنون بأن العقد شريعة المتعاقدين، فإن طالك بعض
الخير فهذا فضل والإ فالعقد بينك وبينهم
لا يظلموك.
7) أما إذا قدر الله لك الذهاب فلتذكر أننا جميعاً ما أتينا
إلى هذا البلد لنبقى للأبد؛ لهذا لا داعي لأن يرووا منك وجهاً آخر غير الذي عرفوك
فيه عندما تنتهي خدماتك بمكان عملك. ولا
أتحدث طبعاً عن موضوع أننا جميعاَ سفراء لبلدنا وإنما أتحدث عن الموضوع الشخصي.
و أخيراً أهلا بك بين أهلك وربعك في صلالة. وكما
يقولون هنا يا حيا وسهلا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق