النادي الاجتماعي الأردني بسلطنة عمان
لقد كان صندوق المعلمين يشمل نشاطات الإخوة المعلمين دون غيرهم، ولهذا لم
يكن باقي الأردنيين بصلالة راضين عن هذا التوجه.
وكثيراً ما كان يتم الحديث بالجلسات الخاصة أن هذا لا يكفي ويجب أن يكون
لنا مظلة أوسع لتشمل كافة الأردنيين. وكما
أشرت سابقاُ بأن هذا التوجه كان يلقى كل معارضة من جماعة أو مشجعي صندوق المعلمين
على اعتبار أن هذا الصندوق هو للجالية.
ومع ذلك استمرت اللقاءات الفردية والتي
لم أشهد أياً منها لكونها كانت حديث السهرات فقط، بمعنى أن هذا الأمر يكون موضع
السهرة عندما يسهر فلان عند فلان ثم ينتهي الحديث عن هذه المظلة بانتهاء السهرة.
وعلى ما أذكر أن بعض الإخوة قد حاول إخراج هذه الفكرة إلى حيز الوجود وأتحرج
من ذكر أسمائهم لأن الأسماء تقرن بالنجاح وليس مجرد محاولات لم يكتب لها
النجاح. كان ذلك في عام 1994 عندما أخبرنا
أحد الأساتذة المختصين بهذا الموضوع عن نية البعض القيام بهذه المهمة وأنهم قد
بدأوا التشاور من أجل وضع النظام الداخلي لهذه المظلة، ثم عاد الحديث إلى نقطة
الصفر. وقد غادرت السلطنة عام 1995
والحالة على حالها دون تقدم. وعندما كتب الله لي العودة إلى صلالة سمعت أن
المحاولة قد أثيرت عام 1996 وكذلك لم تستمر، ولم تخرج الفكرة إلى حيز الوجود.
لماذا لم تنجح فكرة الجالية الأردنية العامة في ذلك
الوقت
ربما يكون من المفيد الحديث عن أسباب عدم النجاح لهذه الفكرة قبل المرور الى
مرحلة الإنجاز. وباعتقادي أن الأسباب وراء ذلك تمكن في الأسباب التالية:
1) انعدام روح الإيثار بين الحضور المناقشين للفكرة، فكانوا
جميعاً من خلال معرفتي بأشخاصهم طلاب منصب دون إظهار لذلك، فإذا رأى الريح تسير
إلى حيث لا يريد كان يتذرع بأن هذا الموضوع يحتاج إلى وقت وتفرغ ولا يوجد أحد فاضي
أشغال. ولأن الحضور لا يريدون أن يفصحوا
عن رغبتهم بالرئاسة يوافقوه الرأي ، وتنتهي القضية عند هذا الحد.
2) وهي تنظيمية وربما
مرتبطة بالنقطة الأولى وهي أن الفكرة لم تناقش بشكل منظم بين الجالية الأردنية
عموماً، فلم نسمع أن أحدهم دعا إلى اجتماع بالقاعة الفلانية لبحث هذا الموضوع حتى
يستزيدوا من أفكار الجميع. فبقيت كما قلت حديث سهرات وربما على برتية شدة. وهذا
افقد التجمع أن يظهر أحد الأشخاص النشيطين ليوم بإجراءات تجميع الناس والدعوة إلى
الفكرة.
3) مقولة ( انتو غير) كانت أحد العناصر الشارخة لأي هدف يجمع
الناس وهذه استعملت بكافة مراحل الجالية وسأفصل فيها لاحقاً، وهذه للأسف كانت تلقى
أذناً تسمعها وأشخاصاً يتلقونها بألسنتهم كما جاء القرآن الكريم عن حادثة الإفك، ويتناقلونها
بينهم.
4) كما أشرت بالجزء الخاص بعزاء الراحل العظيم طيب الله
ثراه جلالة الملك الحسين، لم تتعرض الجالية إلى حدث كبير يهز الجالية لتتوحد،
فبقيت الفكرة بالنسبة لهم هو البحث عن
صيغة توحد باقي أفراد الجالية من أجل العيد، إلى أن حدث هذا الحدث الكبير لاحقاً
وسأحدثكم عن الحدث في القادم من السطور.
5) ربما يكون قلة عدد أفراد القطاع الخاص مقارنة بقطاع
المعلمين أثر في عدم وجود هذه المظلة.
و بهذا بقيت الفكرة بين مدٍ وجزرٍ طيلة هذه الفترة، والكل فينا يبحث عن هذه
المظلة. وأذكر أنه في عام 1998 جاءنا خبر
من أحد الزملاء بالكلية أن الدكتور حسن طنطاوي قد دفع للسيد (أبو صخر) رئيس صندوق
المعلمين رسم اشتراك كل معلمي الكلية واشترك باسمنا، فدفعنا له مبلغ الخمسة ريالات
بعد جملة عتب (لو أنه استشارنا قبل الاشتراك) وهنا ربما لم نلتمس للدكتور حسن
طنطاوي العذر كما يجب أن يحدث، فمن يدري ربما تعرض الدكتور حسن لموقف غير لطيف
أثناء زيارته المدرسة التي يديرها أبو صخر للسؤال عن ابنه الذي كان يدرس هناك. ومن
يدري فلربما سمع ب( انتو غير) وسمع كلاماً من قبيل لماذا تعزلون أنفسكم ، وللخروج
من هذا المطب دفع الدكتور المبلغ. وهكذا
أصبحنا أعضاء (غير أصحاب دار) بصندوق المعلمين.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر لا بد من التأكيد على أن الدكتور حسن كان يعتقد
دائما أنه لا توجد مشكلة اذا كانت تُحل بالفلوس، لهذا عندما سمع بعتب بعضنا حول
لماذا لم يستشيرنا قال لا حدا يدفع، وهو يعنيها تماما ، اذ كثيراً ما كان يدفع من
جيبه ولا يراجع فيها أحداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق