اللغة الدارجة
من الأمور التي استغربتها هنا هي اللغة الهندية السائدة أقصد لغتهم التي
يستعملونها للتفاهم مع المجتمع المحلي
هنا؛ فهي لغة لا علاقة لها بالهندية طبعاً ولكنها لغة استمدت شرعيتها من
الاستعمال. وهي لغة هجين من الهندية
والانجليزية والعربية المحلية. فهي لغة (تمشاية) الحال، وربما يكون هذ النمط
اللغوي خير تعريف للغة من باب التواصل. لهذا كانت لها مفرداتها الخاصة والتي
تأقلمنا معهم فيها. وهم كذلك يستعملون لغة الجسد كهزة الراس؛ فهم يهزونه يميناً
وشمالا ومرة شمالاً ويميناً ولغاية هذه اللحظة لا أدري أيها نعم وأيها لا. وذات
مرة سألت أحدهم أليس لك لسان فقال نعم فقلت ولماذا لا تقول نعم أو لا، فتبسم
ضاحكاً من قولي ولم يجب.
اصطلاحات :
سيم سيم وتعني هذا يشبه هذا، وهذا من أوائل الألفاظ
التي عرفتها عنهم ومن مسقط وقبل حضوري لصلالة.
كردم بردم وهذا اصطلاح
تعرفت عليه بعد أن تعمقت معرفتي بالجالية الأردنية لأعرف أن منهم من يذهب بآخر الليل
ليأخذ كل تبقى من الخضروات أو الفواكه و حتى الخبز( شيلة وحده) بسعر مخفض على مبدأ
الكوم وليس الوزن توفيراً للنقود. وعندما استفسرت من الزميلة (REKHA) وهي من كيرلا أفادت بأن كلمة
كردم هي من اللغة المليالي وهي لغة أهل كيرلا من الهند وتعني الزيادة الذي لا
نحتاجة و لا ندخره لثاني يوم، لذلك وجب التخلص منه باي ثمن. أما بردم فهي كما يبدو
من قبيل السجع لا أكثر.
منِّي منِّي وهذا يعني التزويغ من القانون أو الشرع (بكل
المعاني)، فالذي يمارس المِنّي مِنّي هو غير قانوني. فمن يملك سيارة خصوصي ويعمل
عليها تكسي هو من جماعة المني مني مثلا؛ فيكون رقم تلفونه مع بعض العائلات يستدعونه
فيوصلهم إلى حيث يشاؤون. وكذلك المرأة التي لا يحكمها شرع ولا قانون ولا أهل هي من
جماعة المِنّي مِنّي كذلك.
نامونا: هذا نامونا يعني من هذا النوع. فيقال ما في هذا
نامونا يعني لا يوجد من هذا النوع.
بطِّل ويعني يفك الأشياء إلى قطع. وهذه
تذكرني ببداية تعاملنا معهم. فقد حدث أن كنا ننوي الرحيل أنا وزميلي الكريم إلى
شقق جديدة وكان لزاماً أن نُحضِر نجاراً لِفَك الأثاث. فاقترح زميلي أن أبقى
بالبيت ويذهب هو ليتفاهم معم باعتباره أكثر مني خبرة. فعاد بعد فترة فقلت له أين
النجارين فقال غاضباً " هظول جماعة ما بستحوا، بقلي بده يجي معي وبعدين يبطل،
يعني إذا بده يبطل لويش يجي من أولها. شفت أكثر من واحد كلهم بدهم يجوا و
يبطلوا" فضحكت وقلت له يا رجل "يبطل" يعني يفك الخزانة. وكان سبب
زعل صديقي أن فهم يبطل كما تعني بلهجتنا الأردنية أي أن لا يعمل الشيء.
تكليف وتعني تعب ومشقة وألم. فالدكتور
يسأل أيش في تكليف، يعني مما تشكي.
لغة انجليزية مكسرة. أما إذا شاءت لك الظروف أن تحدث أحدهم (العمالة
السائلة) باللغة الانجليزية عندما يدعي معرفتها فاحرص أن تكون لغتك مكسرة وتدس
فيها كلمات عربي حتى تكون مفهوماً لديهم. وقد حاولت أكثر من مرة أن أتحدث الصحيح
فلم يفهمني وعندما حدثته على طريقة "ذي ماسورة إز مكسورة ذا وتر إز بطلع
منها" فهمني.
وعالعموم الجالية الهندية هم أكثر الجاليات معرفة بأهدافهم هنا وأكثرهم
سعياً لتحقيقها دون مشاكل بمعنى أنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف وهذا ما يهمهم فقط.
طرفة هندية
كانت أول طُرفة سمعتها عن الهنود من أحد الإخوة العُمانيين قابلته عند
باصات النقل الوطني العُماني قال لنا عن الهنود وكان يقصد من يعملون بالمحلات
التجارية الصغيرة بأنهم لا يمكن أن يقول لك (ما في موجود) لأي غرض تطلبه. تقف أمام
المحل و تضرب الزامور (الهورن) فيخرج لك فتطلب منه بيبسي فيعود للمحال وربما يعود
لك بديو مثلاً إذا لم يتوفر البيبسي؛
ولكنه لن يعود خالي اليدين. وهم ليسوا أغبياء في هذه ولكنهم يراهنون على أن الديو
يمكن يكون بديل البيبسي إذا كان المقصود أي شراب بارد.
واستطرد كذلك ليروي لنا طرفة عنهم. فقال: ذات يوم وقفت باب دكان وضربت الهورن
فخرج الهندي فطلبتُ منه على سبيل الضحك عليه (التخويث) عصير سمك؛ قلت له هات واحد
عصير سمك، فاستغرب وقال أيش؟ فترجمتها له هات واحد ( fish juice ) فذهب داخل المحل، وغاب حوالي
الخمس دقائق ورجع فقال : سوري هزا خلاص
اليوم بكره يجي؛ ولكنه لم يقل ما في أو يستغرب الطلب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق