ينقسم المجتمع الهندي إلى ثلاث أقسام من حيث أصولهم
الهندية. لكن قبل أن أدخل في التفاصيل يُسجل لهم وللتاريخ أنهم يعتزون بهنديتهم ولا
يمكن الدخول اليهم من أي باب لتقسيمهم من خلال الدين أو الأصل على سبيل المثال. وأذكر
أنه في عهد رئيس باكستان برويز مشرف حصل نزاع مع الهند أوشك على الدخول في صراع
نووي، وهنا كان الهنود جميعهم مسلمون وهندوس ومسيحيون وباقي الطوائف مع الهند ضد باكستان. وأذكر أن
بعض المشايخ من جماعتنا الأردنيين من حاول شتم الهند فقام له هندي مسلم وطلب منه
عدم فعل ذلك فقال له صاحبنا ولكنك مسلم وباكستان مسلمة. فقال أنا مسلم ولكني هندي
أولاً. تمنيت لو أنني أسمع هذا بمجتمعنا الأردني في الداخل والخارج، هنا تمنيت لو
وجدت من الأردنيين كالهنود بالانتصار لبلدهم ضد كل المسميات التي سمعنا ونسمع بها
دائما.
القسم الأكبر من الهنود هم من منطقة كيريلا وهي أكبر
ولايات الهند ويشكلون النسبة الكبرى من الهنود المقيمين.
كذلك الهنود المسيحيون والهندوس والسيخ. وكما أسلفت لا
تميز أحداً عن آخر فكلهم هنود. لكن إن
قُدّر لك الدخول إلى عالمهم تجد أن بينهم ما صنع الحداد وكل فئة تشير إلى الأخرى
بأنها أقل حضارة وهي الأرقى وهذه طبائع الشعوب لكني لاحظت شبه إجماع على الحذر من
جماعة الكيرلا باعتبارهم لا يُأمن جانبهم، ويأتوك من حيث لا تحتسب. ولهذا وجب
الحذر منهم، ويروى أنه إذا اختلف إثنان أحدهما من كيرلا يقول المليالي للآخر (هيه تذكر أنني مليالي) والمليالي هي النسبة
لكيرلا ولغتهم؛ وهذا الأمر قد يفسر شيئاً مهما وهو أنه ربما يكون الغيرة من أهل
كيرلا.
وللهنود ناديهم الخاص ومدرستهم التي تضم إلى جانب الهنود
نسبة من أبناء العرب الذين يريدون تدريس أولادهم الانجليزية بقوة. وهي ذات نظام
شديد جداً بما فيها مساقات اللغة العربية التي يدرسونها فقد ذكرتني بما درسته
بالمدارس أيام زمان لصعوبتها. وكنتُ أساعد زميلاً هندياً بحل واجبات بناته باللغة
العربية التي هي مادة إجبارية بالمدرسة ليقوم هو بتدريسهم عندما يعود للبيت.
ولهم أعيادهم كذلك التي لا يظهرونها بتاتا إلا ضمن
المجتمع الهندي، فلم أسمع بعيد الميلاد المسيحي أو الديوالي (عيد هندوسي أو سيخ لا
أعرف) يحتفل فيها بعُمان إلا عندما جاء الكنديون للكلية عندنا، فقد كان الهندي
يحضر للدوام صبيحة عيد الميلاد أو رأس السنة الميلادية أو الهندوسية مثلا، ولم
يطالبوا يوماً بيوم إجازة، وربما هذا سبب إضافي لحب الناس هنا لهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق