الثلاثاء، 4 أبريل 2017

تابع التكسي بصلالة

لكن وبالنسبة لأصحاب التكسي في صلالة وإن كانوا يتشابهون بما ذكرت إلا أنهم لهم خصوصية لا تتوفر بسائقي التكسي بأماكن أخرى، فعلى سبيل المثال : 

1)     إن أصحاب هذه التكسيات هم ملاكها فلا يوجد من يستأجر سيارة تكسي ليعمل عليها لذلك قد يتجول في صلالة مع أسرته أو بدونها ولا يقف فلا تستغرب إذا اشرت لأحدهم ليقف ولكنه لم يقف دون إشارة اعتذار مثلاً أنه مشغول أو شيء مشابه.
2)     كل عُمان دائرة واحدة بالنسبة للتكسي؛ فالتكسي في صلالة يمكن له أن يعمل في نزوى والعكس صحيح. لهذا لا تستغرب اللهجات التي تسمعها من السائقين.  هناك الكثير من أبناء الشمال يعملون في صلالة وبعد الدوام يعملون على تكسي، فلا يوجد قانون يمنع عمل الموظف كسائق تكسي.
3)     لا توجد خصوصية للراكب عن بعض السائقين فلصاحب التكسي الحق أن يحمل أربع ركاب من مناطق مختلفة ويرسلهم إلى أماكنهم ويتقاضى منهم الأجرة نفسها كما لو كانوا أخذوا التكسي مستقلين كلٌ حسب مسافته، ولا يستأذنك لهذا الأمر، لا بل يغضب إذا اعترضت ولا يسمح لك بالنزول إلا إذا دفعت الأجرة كاملة.
4)     النقطة الأهم وهي أن تجهز نفسك كراكب إلى سيل لا ينقطع من الأسئلة تبدأ من لحظة صعودك التكسي، وتبدأ الأسئلة عن بلدك (من أين) وربما يسمح لنفسه (كمطلع وفاهم بالسياسة) بتقييم نظام بلدك السياسي طبعا كما يسمع من الجزيرة، ولا يلاحظ أنه بهذا قد يجرح شعورك دون أن يقصد. والسؤال الثاني عن عملك ويليها مباشرة السؤال الأهم وهو راتبك وكم يساوي ذلك بالعملة ببلدك الأم ليوصلك لنتيجة أنك بنعيم في عُمان. ثم السؤال كم تدفع للسكن وهل أنت مؤمن صحياً أم لا وهل أسرتك تقيم معك أم لا، ليتوصل لعملية حسابية برأسه ليعرف كم توفر فلوس من راتبك.  و ترى الابتسامة على وجهه أنك تصرف ما تأخذه من راتب؛ أو ربما يعلق بعبارة "انتو الوافدين ما بتصرفوا شي وبتوفروا كل الراتب" إذا اكتشف أنك توفر شيئاً من راتبك.
تابع للنقطة السابقة أذكر مرة أنني ضقت ذرعاً بهذه الأسئلة من أحد السائقين وأسئلته فسألني كم تأخذ فأجبته 300 ريال وباقي الأسئلة عن السكن وخلافه أخبرته مصروفات تفوق ال 600 ريال ولم يستغرب بل شعر بالسعادة على شكل ابتسامة قائلا الحمد لله صلالة زينة وعمان زينه والخريف ..... تحول الحديث إلى الخريف.
5)     طبعا الأسئلة الأخرى تبقى حركات مكشوفة يجب الانتباه إليها طبعاً إذ ربما تكون مقصودة وموجهة وذات أهداف أخرى كما هو الحال بباقي دولنا العربية بالنسبة لسائقي التكسي، فليس كل ما يُعلم يقال بالتكسي أو لصاحب التكسي؛ سكِّن تسلم ودير بالك.
6)     لكن ومن الأنصاف الذكر طبعا أنهم أصحاب خير طبعاً وأشعر بذلك عندما أراهم يعطفون على الهنود و يصفونهم بأنهم مساكين و يساعدونهم  بالأجرة.  
7)     أما بالنسبة للأجرة فهي نصف ريال عماني (ارتفعت لريال بالفترة الأخيرة) للطلب الواحد إلا طلبات المطار فهي مسعرة تسعيرة حكومية. لكن هذا النصف ريال يخضع مرات للطمع من قبل بعض السائقين فيرتفع إلى ريال أو ربما أكثر إذا رآك غريباً فالناس بشر طبعا وليسوا ملائكة ويتغيرون بتغير الظروف المعيشية، لذلك يجب الانتباه والسؤال عن الأجرة قبل الصعود فبعد الصعود يصبح النزول صعباً والأجرة حتمية.
8)     أما إن كنت من المقيمين بالفنادق فالأجرة تختلف. فهناك بعض السائقين المقيمين أمام الفندق و لا (يتكّسون) بالشوارع لذلك يعتقدون أن من حقهم طلب الأجرة التي يريدون لأنهم متفرغون لهذا أمام الفنادق.
للتوضيح أنا عادة لا استعمل التكسي كثيراً إلا عندما تكون السيارة بالسيرفس بالوكالة.  لكن لهذه الأسباب ولغيرها ربما لا بد من وجود ما يُسمى بالنقل العام على الشوارع من وإلى صلالة وإلى كافة ألأماكن بأجرة بسيطة كما هو الحال في مسقط.  وهنا لا بد من الإشارة أن أحد الأسباب الرئيسة لتأخر الطلاب على الكلية هو العذر التقليدي ( ما في مواصلات) ويعني بذلك انه لم يجد من يوصله إلى الكلية من أقاربه أو أصدقائه ولا يرى ضرورة لأخذ التكسي. وهذا سبب آخر لضرورة وجود مشروع للنقل العام الذي يوفر التنقل من منطقة إلى أخرى بمائة بيسة مثلاً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق