صندوق المعلمين عام 1990
عندما يأتي الحديث عن الجالية الأردنية بمحافظة ظفار نتطرق قطعاً لما كان
يعرف بصندوق المعلمين. لقد كان هذا التعبير من أول ما عرفنا كتنظيم عند قدومنا لصلالة،
وقال لنا أحد زملائنا في الكلية و أظنه الأستاذ محمود فضة (أبو رياض) أن هناك
اجتماع لصندوق المعلمين، فسألته عن طبيعة هذا الصندوق فقال لي أنه تجمع للمعلمين
الأردنيين، فسألته هل نحن (الكلية) معهم؟ فقال نعم ليتضح لاحقا أنه أحد المرشحين
لعضوية الصندوق هذا؛ ثم أصبحنا نسمع بعد ذلك مقولة (انتو غير) في إشارة إلى كوننا
نتبع وزارة التعليم العالي الأردنية، وهذا بنظرهم يسلبنا حق المطالبة بحق أو الاعتراض
على ما يقوم به الصندوق، أما عند الاشتراك نصبح كلنا من وزارة التربية والتعليم
العمانية وتابعين لمهنة واحدة، مما يدل كما هو بالسياسة أنك يمكن أن تُسلب حقك بالمطالبة بالإصلاح إذا نفذ لك الإصلاحيون
من ثغرة قانونية، لكن يستطيع نفس الأشخاص تذكيرك بواجباتك تجاه المجتمع وينفذون لك
من منفذ قانوني آخر. وهذه هي الشطارة.
اجتمعنا بقاعة مدرسة صلالة الجديدة
مقابل فندق بامصير بشهر سبتمبر 1990 (و لا أدري ما اسمها هذه الأيام) وكان عدد
الحضور بالاجتماع يفوق المائة والعشرين.
سمعنا خلال الاجتماع ما يثلج الصدر عن
الوحدة الوطنية والأخوّة والحاجة للترابط (و لا أدري إن وردت عبارة رص
الصفوف، أو مثل هذا اليوم الأغر في خطابات الحضور)،كذلك عرّج الأستاذ محمود فضة
بكلمته كنصيحة للقادمين الجدد بأن ينتبهوا للأسعار لأنها ومن واقع خبرته تتذبذب
(زمان) من دكان إلى دكان وأذكر أنه نصح الجدد (كخبير) بضرورة المفاصلة بكل شيء حتى
بالدواء. وللتاريخ أؤكد من خبرتي بأن الفروق التي تحدث عنها لم تكن
بالصورة التي رسمها، إلا إذا افترضنا أن
المشي مسافة كيلومتر للحصول على خصم أو فرق مئة بيسة يشكل أهمية كبرى.
وبعد هذه الخطابات والنصائح طُلب
إلينا الانضمام للصندوق بعد أن وزعوا علينا العصائر، ولا أدري إن كان هذا الصندوق
جديداً أم أنه كان استمراراً لصندوق مماثل بسنوات سابقة. لكن تحليلي أنه لا يتجاوز أحد احتمالين
الاحتمال الأول هو أنه جاء كحركة تصحيحية لمسيرة الصندوق بالسابق إن كان هذا
موجوداً أو أنه جديد، وقد اعتمدت بهذا التفسير على كثافة العدد حيث أنني اعتدت
مشاهدة أكبر عدد عند بداية أي مشروع ثم يأخذ العدد بالتناقص، أذكر أن عدد الأعضاء بذلك الصندوق تناقص حتى
وصل في نهاية التسعينيات كما سمعت إلى ثمانية عشر عضواً وهم الخمس الأعضاء ومعهم
بعض أصحابهم من سكان العمارات التي يسكنون بها.
لكن وقبل الدخول بعمليات الانتخابات واللجان التي تقاطرت على قيادة هذا الصندوق
أنه لم يشمل الجالية الأردنية جميعها وإنما اقتصر على المعلمين فقط. ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه كان لهذا
الصندوق الدور الأكبر (السلبي) في عدم قيام هيئة أو نادي للجالية الأردنية بشكل
يشمل كافة القطاعات الأردنية. وعندما كان
يطرح مثل هذا التصور نسمع من بعض أعضاء الصندوق عبارة ( هذا الصندوق ما هو للجالية
كلها، منو قاظبكوا ما تشتركوا فيه)، ولم تكن تعجب هذه المقولة الكثير من الأردنيين
لعدم وضوح الرؤيا بخصوص كون هذا الصندوق ممثلا للجالية أو للمعلمين فقط. وكثيراً ما كان يهرب أعضاء لجنة الصندوق إلى
الجهة المقابلة عند أي طرح، فإذا طرح مشروع على مستوى الجالية يتم الهروب إلى مقولة
هذا الصندوق للمعلمين فقط وعند الحديث عن تشكيل جالية حقيقية يقال ( تعالوا
اشتركوا). وسأعود للحديث عن هذه النقطة
عند الحديث عن إنشاء النادي الاجتماعي الأردني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق