الإخوة في
الكلية الفنية الصناعية
نعم لقد كان
في حضور الإخوة الأردنيين إلى الكلية الفنية الصناعية الأثر الأكبر بتخفيف حدة
مقولة (انتو غير) فانتبه الناس إليهم وركزوا عليهم وتركونا بحالنا والحمد لله رغم
أنهم لم يكونوا على الدرجة الخاصة باستثناء العميد الدكتور خلف التل والسيد نصر
البطاينه مدرس الحاسوب. لكن يُحسب لهذه
الفئة أنها قدمت نفسها إلى المجتمع الأردني بصلالة بطريقة تختلف عن طريقتنا نحن
جماعة الكلية المتوسطة للمعلمين. وقد كان
لسكنهم بفندق بيت الحافة أثر كبير على الناس هنا حتى أصبحوا يُسَمون جماعة بيت
الحافة.
و لقد شعرنا
نحن بالغِيرة طبعا منهم و هو أنهم تمكنوا من خلق مجتمع خاص بهم على عكسنا تماماً
نحن الذين كنا تابعين لغيرنا ومنخرطين بهم في محاولة لإرضائهم وإن كانت جهودنا
دائماً تذهب هباء. وكنا كثيراً ما نناقش
هذا بيننا. إذ كثيراً ما كنا نراهم (اقصد
جماعة الكلية الفنية) يتحركون جماعة ويعايدون علينا وعلى بعضهم جماعات أيضاً، وهذا
حز بالنفس كثيراً. وعندما فتح الله عليّ بالانضمام
إلى هذه الكلية بعام 1997 كنتُ منهم بقيادة الدكتور حسن طنطاوي (أردني من جرش، حتى
لا تذهب الظنون بالقارئ أنه مصري عندما يرى كلمة طنطاوي) وكنا كثيراً ما نتحرك
جماعة، ونتبادل الدعوات على الغداء أو بالمناسبات، وكان الدكتور حسن يدعونا أكثر
من مرة للعشاء حتى عندما يكون أعزباً لغياب زوجته
عند الأولاد بالأردن، فقد كان كبير القوم فعلاً لا قولاً فقط. وقد سارت الأمور على ما يرام إلى أن قُدّر
للدكتور حسن أن يعود إلى الأردن، عندها أصبح حالنا بالكلية التقنية كحال غيرنا
خارج الكلية، تفرقنا شيعاً، ولم نعد نتحرك كجماعات.
الآن، وبعد
هذا الوقت الطويل، أيقنتُ أن القضية لا علاقة لها بكوننا (غير) أو بكوننا نتبع
طاقماً من الأردنيين مختلفاً عنا؛ القضية يا ياسادة يا كرام هو أننا كأردنين دائما
نلهث وراء القائد الذي نظن أن لقمة عيشنا بيده ، (فنُمشيخه) علينا ونوجهه ليقود مسيرتنا،
وعند ذهابه تتفرق الناس وتعود كلٌ إلى مكانه.
وقد لاحظت أن عدد الإخوة المدرسين كان يزداد بصندوق المعلمين عندما يكون
الرئيس مدير مدرسة السعيدية الثانوية ( أصبح اسمها ظفار حاليا) كونها المدرسة
الأولى والأقدم ومديرها له علاقة بمدير التربية.
أما في الكلية التقنية فقد كنا مجتمعاً متماسكاً عندما كان العميد أردنياً,
وبعد ذهاب العميد لم يحل أحد مكانه ليجمع شمل المدرسين ككتلة رغم وجود أحدنا
مساعداً للعميد. وعندما انتقلنا إلى شكل
آخر للتجمع وهو النادي الاجتماعي الأردني كان أحد أسباب وربما يكون السبب الوحيد
لاختيار رئيس النادي والتمسك به هو أن له علاقة وثيقة بمدير التربية آنذاك، وأستمر
الأمر على هذا المنوال. فعند وجود القائد
الذي تستفيد منه الرعية تجتمع حوله وإذا اختفى أو اختفت المصلحة تفرقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق