الثلاثاء، 23 مايو 2017

النادي الاجتماعي الأردني بسلطنة عُمان


النادي الاجتماعي الأردني بسلطنة عمان

لقد كان صندوق المعلمين يشمل نشاطات الإخوة المعلمين دون غيرهم، ولهذا لم يكن باقي الأردنيين بصلالة راضين عن هذا التوجه.  وكثيراً ما كان يتم الحديث بالجلسات الخاصة أن هذا لا يكفي ويجب أن يكون لنا مظلة أوسع لتشمل كافة الأردنيين.  وكما أشرت سابقاُ بأن هذا التوجه كان يلقى كل معارضة من جماعة أو مشجعي صندوق المعلمين على اعتبار أن هذا الصندوق هو للجالية.  ومع ذلك استمرت اللقاءات الفردية  والتي لم أشهد أياً منها لكونها كانت حديث السهرات فقط، بمعنى أن هذا الأمر يكون موضع السهرة عندما يسهر فلان عند فلان ثم ينتهي الحديث عن هذه المظلة بانتهاء السهرة.

وعلى ما أذكر أن بعض الإخوة قد حاول إخراج هذه الفكرة إلى حيز الوجود وأتحرج من ذكر أسمائهم لأن الأسماء تقرن بالنجاح وليس مجرد محاولات لم يكتب لها النجاح.  كان ذلك في عام 1994 عندما أخبرنا أحد الأساتذة المختصين بهذا الموضوع عن نية البعض القيام بهذه المهمة وأنهم قد بدأوا التشاور من أجل وضع النظام الداخلي لهذه المظلة، ثم عاد الحديث إلى نقطة الصفر.  وقد غادرت السلطنة عام 1995 والحالة على حالها دون تقدم. وعندما كتب الله لي العودة إلى صلالة سمعت أن المحاولة قد أثيرت عام 1996 وكذلك لم تستمر، ولم تخرج الفكرة إلى حيز الوجود.

لماذا لم تنجح فكرة الجالية الأردنية العامة في ذلك الوقت

ربما يكون من المفيد الحديث عن أسباب عدم النجاح لهذه الفكرة قبل المرور الى مرحلة الإنجاز. وباعتقادي أن الأسباب وراء ذلك تمكن في الأسباب التالية:

1)     انعدام روح الإيثار بين الحضور المناقشين للفكرة، فكانوا جميعاً من خلال معرفتي بأشخاصهم طلاب منصب دون إظهار لذلك، فإذا رأى الريح تسير إلى حيث لا يريد كان يتذرع بأن هذا الموضوع يحتاج إلى وقت وتفرغ ولا يوجد أحد فاضي أشغال.  ولأن الحضور لا يريدون أن يفصحوا عن رغبتهم بالرئاسة يوافقوه الرأي ، وتنتهي القضية عند هذا الحد.
2)     وهي  تنظيمية وربما مرتبطة بالنقطة الأولى وهي أن الفكرة لم تناقش بشكل منظم بين الجالية الأردنية عموماً، فلم نسمع أن أحدهم دعا إلى اجتماع بالقاعة الفلانية لبحث هذا الموضوع حتى يستزيدوا من أفكار الجميع. فبقيت كما قلت حديث سهرات وربما على برتية شدة. وهذا افقد التجمع أن يظهر أحد الأشخاص النشيطين ليوم بإجراءات تجميع الناس والدعوة إلى الفكرة.

3)     مقولة ( انتو غير) كانت أحد العناصر الشارخة لأي هدف يجمع الناس وهذه استعملت بكافة مراحل الجالية وسأفصل فيها لاحقاً، وهذه للأسف كانت تلقى أذناً تسمعها وأشخاصاً يتلقونها بألسنتهم كما جاء القرآن الكريم عن حادثة الإفك، ويتناقلونها بينهم.

4)     كما أشرت بالجزء الخاص بعزاء الراحل العظيم طيب الله ثراه جلالة الملك الحسين، لم تتعرض الجالية إلى حدث كبير يهز الجالية لتتوحد، فبقيت  الفكرة بالنسبة لهم هو البحث عن صيغة توحد باقي أفراد الجالية من أجل العيد، إلى أن حدث هذا الحدث الكبير لاحقاً وسأحدثكم عن الحدث في القادم من السطور.

5)     ربما يكون قلة عدد أفراد القطاع الخاص مقارنة بقطاع المعلمين أثر في عدم وجود هذه المظلة.


و بهذا بقيت الفكرة بين مدٍ وجزرٍ طيلة هذه الفترة، والكل فينا يبحث عن هذه المظلة.  وأذكر أنه في عام 1998 جاءنا خبر من أحد الزملاء بالكلية أن الدكتور حسن طنطاوي قد دفع للسيد (أبو صخر) رئيس صندوق المعلمين رسم اشتراك كل معلمي الكلية واشترك باسمنا، فدفعنا له مبلغ الخمسة ريالات بعد جملة عتب (لو أنه استشارنا قبل الاشتراك) وهنا ربما لم نلتمس للدكتور حسن طنطاوي العذر كما يجب أن يحدث، فمن يدري ربما تعرض الدكتور حسن لموقف غير لطيف أثناء زيارته المدرسة التي يديرها أبو صخر للسؤال عن ابنه الذي كان يدرس هناك. ومن يدري فلربما سمع ب( انتو غير) وسمع كلاماً من قبيل لماذا تعزلون أنفسكم ، وللخروج من هذا المطب دفع الدكتور المبلغ.  وهكذا أصبحنا أعضاء (غير أصحاب دار) بصندوق المعلمين.  وبما أن الشيء بالشيء يذكر لا بد من التأكيد على أن الدكتور حسن كان يعتقد دائما أنه لا توجد مشكلة اذا كانت تُحل بالفلوس، لهذا عندما سمع بعتب بعضنا حول لماذا لم يستشيرنا قال لا حدا يدفع، وهو يعنيها تماما ، اذ كثيراً ما كان يدفع من جيبه ولا يراجع فيها أحداً.

الاثنين، 22 مايو 2017

الإخوة في الكلية الفنية الصناعية

الإخوة في الكلية الفنية الصناعية

نعم لقد كان في حضور الإخوة الأردنيين إلى الكلية الفنية الصناعية الأثر الأكبر بتخفيف حدة مقولة (انتو غير) فانتبه الناس إليهم وركزوا عليهم وتركونا بحالنا والحمد لله رغم أنهم لم يكونوا على الدرجة الخاصة باستثناء العميد الدكتور خلف التل والسيد نصر البطاينه مدرس الحاسوب.  لكن يُحسب لهذه الفئة أنها قدمت نفسها إلى المجتمع الأردني بصلالة بطريقة تختلف عن طريقتنا نحن جماعة الكلية المتوسطة للمعلمين.  وقد كان لسكنهم بفندق بيت الحافة أثر كبير على الناس هنا حتى أصبحوا يُسَمون جماعة بيت الحافة.

و لقد شعرنا نحن بالغِيرة طبعا منهم و هو أنهم تمكنوا من خلق مجتمع خاص بهم على عكسنا تماماً نحن الذين كنا تابعين لغيرنا ومنخرطين بهم في محاولة لإرضائهم وإن كانت جهودنا دائماً تذهب هباء.  وكنا كثيراً ما نناقش هذا بيننا.  إذ كثيراً ما كنا نراهم (اقصد جماعة الكلية الفنية) يتحركون جماعة ويعايدون علينا وعلى بعضهم جماعات أيضاً، وهذا حز بالنفس كثيراً.  وعندما فتح الله عليّ بالانضمام إلى هذه الكلية بعام 1997 كنتُ منهم بقيادة الدكتور حسن طنطاوي (أردني من جرش، حتى لا تذهب الظنون بالقارئ أنه مصري عندما يرى كلمة طنطاوي) وكنا كثيراً ما نتحرك جماعة، ونتبادل الدعوات على الغداء أو بالمناسبات، وكان الدكتور حسن يدعونا أكثر من مرة للعشاء حتى عندما يكون أعزباً لغياب زوجته  عند الأولاد بالأردن، فقد كان كبير القوم فعلاً لا قولاً فقط.  وقد سارت الأمور على ما يرام إلى أن قُدّر للدكتور حسن أن يعود إلى الأردن، عندها أصبح حالنا بالكلية التقنية كحال غيرنا خارج الكلية، تفرقنا شيعاً، ولم نعد نتحرك كجماعات.

الآن، وبعد هذا الوقت الطويل، أيقنتُ أن القضية لا علاقة لها بكوننا (غير) أو بكوننا نتبع طاقماً من الأردنيين مختلفاً عنا؛ القضية يا ياسادة يا كرام هو أننا كأردنين دائما نلهث وراء القائد الذي نظن أن لقمة عيشنا بيده ، (فنُمشيخه) علينا ونوجهه ليقود مسيرتنا، وعند ذهابه تتفرق الناس وتعود كلٌ إلى مكانه.  وقد لاحظت أن عدد الإخوة المدرسين كان يزداد بصندوق المعلمين عندما يكون الرئيس مدير مدرسة السعيدية الثانوية ( أصبح اسمها ظفار حاليا) كونها المدرسة الأولى والأقدم ومديرها له علاقة بمدير التربية.  أما في الكلية التقنية فقد كنا مجتمعاً متماسكاً عندما كان العميد أردنياً, وبعد ذهاب العميد لم يحل أحد مكانه ليجمع شمل المدرسين ككتلة رغم وجود أحدنا مساعداً للعميد.  وعندما انتقلنا إلى شكل آخر للتجمع وهو النادي الاجتماعي الأردني كان أحد أسباب وربما يكون السبب الوحيد لاختيار رئيس النادي والتمسك به هو أن له علاقة وثيقة بمدير التربية آنذاك، وأستمر الأمر على هذا المنوال.  فعند وجود القائد الذي تستفيد منه الرعية تجتمع حوله وإذا اختفى أو اختفت المصلحة تفرقت.


السبت، 20 مايو 2017

عبارة انتو غير

عبارة انتو غير

كانت تستعمل هذه العبارة من قبل إخواننا المعلمين بالتعليم العام كوصف لنا جماعة المحاضرين بالكلية المتوسطة للمعلمين.  ولم يكن مقصودهم المكانة الوظيفية مثلا إنما كان الهدف منها هو التفريق مالياً بين الجماعتين لأننا مُعَيّنون على الدرجات الخاصة (هـ) وراتب هذه الدرجة يعادل ضعف راتب المعلم على سلم الدرجات الأخرى، وكثيراً ما كان بعض الخبراء الماليين المتطوعين يضيفون لهذا الراتب السكن الذي كان يُستأجر بقيمة 300 ريال عماني إلى راتبنا ليرتفع الفرق إلى ثلاث أضعاف، رغم أننا لم نكن نأخذ بدل السكن هذا، بل كان يُدفع إلى صاحب الشقة أو الفيلا ( السكن بشقة أو بفيلا قسَّمنا أيضاً نحن أبناء الدرجات الخاصة كذلك إذ ساد الاعتقاد أن الفيلا للدكتور والشقة للمحاضر، رغم أن هذا لم يكن يخطر ببال إدارة الكلية، لأن المهم عندهم هو أن تُستأجر حتى يستفيد منها صاحبها والذي كانت تربطه علاقة بوثيقة بأحد موظفي التربية و التعليم؛ فالمسألة لا علاقة لها بالمؤهل).  ومن النوادر التي كنا نتعرض لها عندما يتم التعريف بنا من قبل أحد الأشخاص لقادم جديد وهو ( الأستاذ فلان بطرق 1500 ليرة مع السكن )، وكنت أضحك لهذا لأنني كنت أستغرب أن يذكر الراتب بالعملة الأردنية لبيان الكثرة.

لقد كنا نأخذ هذه العبارة على محمل (المزح) ببداية الأمر إلى أن أصبحنا نشعر أننا (غير) عندما كنا نذهب للمدارس للإشراف على طلابنا الذين يتدربون (يطبّقون) بالمدارس، إذ كثيرا ما كنا نلقى (التطنيش) من الإخوة المعلمين إلى أن تلتقي بأحدهم صدفة فيجاملك مجاملة خفيفة ثم ينصرف إلى حالة.  وعندما نلتقي بجلسة عامة يقال لمن قد يُعاتب " أيه، ليش أنت ما سألت عن الأردنيين" عندما حضرت للمدرسة؛ يعني أنني يجب أن أسأل عن المدرسين الأردنيين بالمدرسة علَّني أحظى بكاسة شاي بالاستراحة أو مما يعرف أردنيا بالفرصة؛ أستثني من ذلك أحد الأستاذة بمدرسة خالد بن الوليد الذي برر عدم اكتراثه بيّ بالمرحلة الأولى لأنه أعتقد أنني مصري.  هنا لا بد من التعريج على موقف مشرف آخر للأستاذ سليم الخطيب وكان أستاذاً للغة الإنجليزية بمدرسة صلالة الشرقية وكان غائباً ببداية حضوري، وعندما حضر ورآني ضيّفني أحلى كاسة شاي بميرمية، ويحضرني موقف آخر أسجله لمدير مدرسة خالد بن الوليد  الأستاذ أحمد المسلماني (مصري الجنسية) الذي بادرني بالسؤال " تشرب شاي؟ بعد أن رأى على وجهي الإحباط والتعب فقلت له دون تردد (يا ريت) فقال لي تفضل و(من النهار ده انت تطلب وتقول أنا عاوز شاي) ولا أذكر أنني طلبت، ولكن الذي أذكره أنه كان يضيفني الشاي كلما حضرت للمدرسة لمتابعة طلاب الكلية بمرحلة التطبيقات.  وعند انتهاء الفصل أحببت أن أكرمهم فقلت لزوجتي أن تصنع لي قالب كيك وأخذته للمدير إكراماً له. شكرني الأستاذ أحمد ونقله إلى غرفة المدرسين التي تعج بمختلف الجنسيات ولا داعي للتعليق هنا على من لهف قالب الكيك.

عبارة (انتو غير) اختفت أو ربما لم تعد تثير فينا نفس الحساسية كما كانت أولاً، فقد كنا نشعر كما لو أننا اقترفنا ذنباً كبيراً بالقبول بالدرجة الخاصة، وكثيراً ما كنا نسمع عن كلمة حظوظ متبوعة  بعبارة "هذا فلان ماجستير (معلم بالمدارس) وفلان ماجستير (معلم بالكلية) فلماذا هذا براتب وذاك بضعفه"، و الغريب أن كلمة حظوظ لم نكن نسمعها بالأردن لأن الرواتب متساوية وهذا يدل على أن المعيار هو الراتب و ليس المرحلة التي تُدّرس بها.

ولم نكن نحن ندّخر جهداً بمحاولة التكفير عن هذا الذنب الكبير، وذلك بالإكثار من الجلسات مع أصحاب الدرجات غير الخاصة والتشبه بما يفعلون، فإذا جلسوا على الشارع قلدناهم وإذا جلسوا على الحصيرة رمينا بالكراسي جانباً  أو أخفيناها حتى لا نتهم بالكبر، وأذكر أن الله قد كتب العمر من جديد لابنتي سمو وكان عمرها سنة وأشهر قليلة عندما كنا جلوساً على الشارع الرباط العام  قريباً من برج النهضة، فإذا بها تقطع الشارع من بين السيارات اللاند كروزرات إلى أن وصلت الجانب الثاني من الشارع وأنا عاجز عن اللحاق بها لزحمة السيارات، والإخوة الموجودون وضعوا الشدة جانباً بانتظار الحدث الأليم إلى أن قيَّض الله لها السلامة والحمد لله.  هذا الحدث جعلني أفكر بمحاولة التغيير بخصوص القعدة على الشارع، وقد بدأت به بعد ذلك.


الأربعاء، 17 مايو 2017

الانتخابات

الانتخابات

أثناء شرب الحضور لباكيتات العصير تم تمرير معلومة للغالبية وخاصة الجدد بأن الأستاذ فلان هو أحق بالمنصب وأحق بإدارة الصندوق.  وتم التأكيد على الإسراع بدفع الخمس ريالات عمانية ( وهو الرسم السنوي ويدفع مرة واحدة)، وتم توزيع أوراق الانتخابات بعد كتابة أسماء المرشحين على السبورة.  هذا المنظر كان يتكرر في كل العمليات الانتخابية للصندوق التي شهِدتها، ولم أسمع انها تغيرت إلا عندما قل العدد فكان يُلجأ إلى التزكية طبعا.

 وهنا لا بد من الذكر أن الانتخابات كما لاحظتها بالأوساط المثقفة وعلى بُعد أربعة آلآف كيلومتر تتم بنفس الطريقة التي تتم بها بأي قرية أردنية نائية تعتمد على سؤال واحد وهو من وين الأستاذ (بلا زغرة)، ولأن الحاجة تقتضي التنويع فقد كان يتم التوصية بأن يديروا بالهم على فلان بعبارة لا تنسوا (زلمتنا)، لا بل أنني شهدت جلسة ساخنة تعترض على نتائج انتخابات 1992 على ما أظن لأنها لم تعتمد المحاصصة باللجنة المكونة من خمس أشخاص.  وعندما أتذكر مثل هذه المواقف أقول  لا داعي لأن نلوم الفقير غير المثقف إن سار وراء فلان أو علان طمعاً بعشاء أو صحن كنافة بالانتخابات البلدية أو النيابية بالأردن.

الانتخابات

أثناء شرب الحضور لباكيتات العصير تم تمرير معلومة للغالبية وخاصة الجدد بأن الأستاذ فلان هو أحق بالمنصب وأحق بإدارة الصندوق.  وتم التأكيد على الإسراع بدفع الخمس ريالات عمانية ( وهو الرسم السنوي ويدفع مرة واحدة)، وتم توزيع أوراق الانتخابات بعد كتابة أسماء المرشحين على السبورة.  هذا المنظر كان يتكرر في كل العمليات الانتخابية للصندوق التي شهِدتها، ولم أسمع انها تغيرت إلا عندما قل العدد فكان يُلجأ إلى التزكية طبعا.

 وهنا لا بد من الذكر أن الانتخابات كما لاحظتها بالأوساط المثقفة وعلى بُعد أربعة آلآف كيلومتر تتم بنفس الطريقة التي تتم بها بأي قرية أردنية نائية تعتمد على سؤال واحد وهو من وين الأستاذ (بلا زغرة)، ولأن الحاجة تقتضي التنويع فقد كان يتم التوصية بأن يديروا بالهم على فلان بعبارة لا تنسوا (زلمتنا)، لا بل أنني شهدت جلسة ساخنة تعترض على نتائج انتخابات 1992 على ما أظن لأنها لم تعتمد المحاصصة باللجنة المكونة من خمس أشخاص.  وعندما أتذكر مثل هذه المواقف أقول  لا داعي لأن نلوم الفقير غير المثقف إن سار وراء فلان أو علان طمعاً بعشاء أو صحن كنافة بالانتخابات البلدية أو النيابية بالأردن.

نتائج انتخابات صندوق المعلمين

ولأن العادة جرت بأن نتذكر الشخص الأول دائماً لأنه هو (الرئيس) المتصدر بكل مناسبة، والرجل الثاني باعتباره هو دينامو الصندوق والعنصر الفعّال لكل شيء بالصندوق سأكتفي بذكر الشخص الأول فقط والشخص الثاني إذا أسعفتني الذاكرة، وكان من الملاحظ أن الشخص الثاني كان يصبح الشخص الأول بعد أن يتنحى الشخص الأول بالاستقالة من عملة والذهاب للأردن، وبالمناسبة لم أسمع أن أحداً من رؤساء هذا الصندوق قد تنحى عن هذه الرئاسة طوعاً، لأنه لم تكن ظهرت بوادر الربيع العربي في ذلك الوقت وبقيت كذلك حتى بعد الربيع العربي حيث أننا دائما نصنع بأنفسنا شخصية المُلهِم والمُلهَم كما سيظهر لاحقاً،  لهذا كان ذهاب الرئيس دائما نتيجة عامل خارجي كالاستقالة أو تدخل رباني  بالوفاة؛ ولم يحدث أن سمعت مثلاً بالرئيس السابق للصندوق على أرض صلالة. وكانت مدة العضوية للجنة سنتين.  وهؤلاء الأشخاص هم حسب التسلسل الزمني:

1)     الأستاذ عيسى العبادي، وقد انتهت رئاسته بانتهاء إعارته.
2)     الأستاذ حسني الشرفا وقد انتهت رئاسته للجنة بالوفاة رحمه الله وكان نائبا للاستاذ العبادي.
3)     الأستاذ حسن شاكر وقد انتهت رئاسته بالاستقالة والذهاب للدنمارك للإقامة هناك.
4)     الأستاذ أمين أبو الليل بانتهاء الإعارة أو الاستقالة، وقد سمعت أنه توفى عليه رحمة الله، ولم أتشرف بمعرفة هذا الشخص الكريم رغم تواجده بعزاء الملك حسين طيب الله ثراه.
5)     الأستاذ أبو صخر (لا أعرف إسمه الأول أو الثاني) وقد انتهت رئاسته للجنة بانتهاء إعارته
6)     الأستاذ إبراهيم الحاوي  يساعده الأستاذ غازي الحمايدة ( وهؤلاء شغلوا هذا المنصب أكثر من دورة لسبب الذي ذكرت وهو قلة العدد) وقد انتهت رئاسة الأستاذ إبراهيم الحاوي لانتهاء عصر ما يسمى بصندوق المعلمين.

نشاطات الصندوق

لا بد هنا وقبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من وجود الجالية الأردنية بمحافظة ظفار من التعريج على نشاطات صندوق المعلمين.  كذلك لا بد من الإشارة على أن اشتراكي و الإخوة المحاضرين من الكلية المتوسطة للمعلمين قد اقتصر على فترتين فقط كنا فيها ضيوفا رغم أننا أصحاب دار (على الورق) بحكم اشتراكنا ودفعنا للمبلغ المطلوب وهو الخمس ريالات. وهذا المبلغ زهيد جداً ولا يكفي لأي مشروع اجتماعي أو غيره من المشاريع.  لهذا لا يمكن توقع الشيء الكثير من الصندوق.

 وفي الحقيقة لم أشهد أي نشاط لهذا الصندوق إلا بالأعياد، إذ يأتينا الخبر من أحد المقربين من اللجنة أن المعلمين (نعم المعلمين، فلم يصدف أن قيل الأردنيين؛ وهذا  رد على ما كان يقول أن الصندوق للجالية الأردنية كلها) سيتواجدون بالحديقة العامة للمعايدة، وهي المكان العام للاجتماعات عندما لا يوجد مقر.  وتكون الجلسة على الحُصُر (جمع حصيرة) بمكان للرجال وآخر ليس ببعيد للنساء. وكان الأولاد يلعبون على الألعاب المتوفرة هناك.  وكانت العائلات تحضر الحلويات والقهوة على حسابها الخاص.

أما في حالات العزاء عندما يتوفى قريب لأحد الأشخاص فقد كانت يتم تقديم العزاء ببيت صاحب العزاء حيث كان تتم على دفعات لضيق المكان.  ولم يكن للصندوق دور في ذلك. 

يبقى السؤال لماذا كانت تُجمع الرسوم؟  أنا شخصياً لم أطلع على مصرف مهم لهذه الرسوم إلا أنني سمعت أنه في إحدى السنوات قام الصندوق بدعوة المعلمين على الغداء بالجبل بنهاية العام.  كذلك كانت هناك هدايا رمزية للمغادرين إلى الأردن.

الثلاثاء، 16 مايو 2017

صندوق المعلمين

صندوق المعلمين عام 1990

عندما يأتي الحديث عن الجالية الأردنية بمحافظة ظفار نتطرق قطعاً لما كان يعرف بصندوق المعلمين. لقد كان هذا التعبير من أول ما عرفنا كتنظيم عند قدومنا لصلالة، وقال لنا أحد زملائنا في الكلية و أظنه الأستاذ محمود فضة (أبو رياض) أن هناك اجتماع لصندوق المعلمين، فسألته عن طبيعة هذا الصندوق فقال لي أنه تجمع للمعلمين الأردنيين، فسألته هل نحن (الكلية) معهم؟ فقال نعم ليتضح لاحقا أنه أحد المرشحين لعضوية الصندوق هذا؛ ثم أصبحنا نسمع بعد ذلك مقولة (انتو غير) في إشارة إلى كوننا نتبع وزارة التعليم العالي الأردنية، وهذا بنظرهم يسلبنا حق المطالبة بحق أو الاعتراض على ما يقوم به الصندوق، أما عند الاشتراك نصبح كلنا من وزارة التربية والتعليم العمانية وتابعين لمهنة واحدة، مما يدل كما هو بالسياسة أنك يمكن أن تُسلب  حقك بالمطالبة بالإصلاح إذا نفذ لك الإصلاحيون من ثغرة قانونية، لكن يستطيع نفس الأشخاص تذكيرك بواجباتك تجاه المجتمع وينفذون لك من منفذ قانوني آخر.  وهذه هي الشطارة.

 اجتمعنا بقاعة مدرسة صلالة الجديدة مقابل فندق بامصير بشهر سبتمبر 1990 (و لا أدري ما اسمها هذه الأيام) وكان عدد الحضور بالاجتماع يفوق المائة والعشرين.  سمعنا خلال الاجتماع ما يثلج الصدر عن  الوحدة الوطنية والأخوّة والحاجة للترابط (و لا أدري إن وردت عبارة رص الصفوف، أو مثل هذا اليوم الأغر في خطابات الحضور)،كذلك عرّج الأستاذ محمود فضة بكلمته كنصيحة للقادمين الجدد بأن ينتبهوا للأسعار لأنها ومن واقع خبرته تتذبذب (زمان) من دكان إلى دكان وأذكر أنه نصح الجدد (كخبير) بضرورة المفاصلة بكل شيء حتى بالدواء.  وللتاريخ  أؤكد من خبرتي بأن الفروق التي تحدث عنها لم تكن بالصورة التي رسمها،  إلا إذا افترضنا أن المشي مسافة كيلومتر للحصول على خصم أو فرق مئة بيسة يشكل أهمية كبرى.

 وبعد هذه الخطابات والنصائح طُلب إلينا الانضمام للصندوق بعد أن وزعوا علينا العصائر، ولا أدري إن كان هذا الصندوق جديداً أم أنه كان استمراراً لصندوق مماثل بسنوات سابقة.  لكن تحليلي أنه لا يتجاوز أحد احتمالين الاحتمال الأول هو أنه جاء كحركة تصحيحية لمسيرة الصندوق بالسابق إن كان هذا موجوداً أو أنه جديد، وقد اعتمدت بهذا التفسير على كثافة العدد حيث أنني اعتدت مشاهدة أكبر عدد عند بداية أي مشروع ثم يأخذ العدد بالتناقص،  أذكر أن عدد الأعضاء بذلك الصندوق تناقص حتى وصل في نهاية التسعينيات كما سمعت إلى ثمانية عشر عضواً وهم الخمس الأعضاء ومعهم بعض أصحابهم من سكان العمارات التي يسكنون بها.

لكن وقبل الدخول بعمليات الانتخابات واللجان التي تقاطرت على قيادة هذا الصندوق أنه لم يشمل الجالية الأردنية جميعها وإنما اقتصر على المعلمين فقط.  ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه كان لهذا الصندوق الدور الأكبر (السلبي) في عدم قيام هيئة أو نادي للجالية الأردنية بشكل يشمل كافة القطاعات الأردنية.  وعندما كان يطرح مثل هذا التصور نسمع من بعض أعضاء الصندوق عبارة ( هذا الصندوق ما هو للجالية كلها، منو قاظبكوا ما تشتركوا فيه)، ولم تكن تعجب هذه المقولة الكثير من الأردنيين لعدم وضوح الرؤيا بخصوص كون هذا الصندوق ممثلا للجالية أو للمعلمين فقط.  وكثيراً ما كان يهرب أعضاء لجنة الصندوق إلى الجهة المقابلة عند أي طرح، فإذا طرح مشروع على مستوى الجالية يتم الهروب إلى مقولة هذا الصندوق للمعلمين فقط وعند الحديث عن تشكيل جالية حقيقية يقال ( تعالوا اشتركوا).  وسأعود للحديث عن هذه النقطة عند الحديث عن إنشاء النادي الاجتماعي الأردني.


السبت، 13 مايو 2017

الجالية الأردنية

الفصل الثالث


( مسك ختام الجاليات)

و

عقال الراس

الجالية الأردنية



تعتبر الجالية الأردنية بسلطنة عمان من أقل الجاليات الأردنية بمنطقة الخليج، والسبب هو اندفاع الأردنيين إلى باقي الدول الخليجية كما أسلفت لكم في الباب الأول لأسباب اقتصادية متعلقة بسعر صرف الدينار وقلة الرواتب الحكومية هنا في التسعينات وما قبلها، إذ لا يشكل الفارق بين راتب الموظف الأردني  في الأردن  وفي عُمان اختلافاً كبيراً إذا أخذنا بالاعتبار أن الغالبية العظمى من الجالية الأردنية بتلك الفترة هم من فئة المعلمين، وهذه الفئة لا يقع موظفوها ضمن سلم الدرجات الخاصة في سلطنة عُمان. كذلك لم يشكل القطاع الخاص جذباً مغرياً لرؤوس الأموال الأردنية أو المستثمرين الأردنيين للقدوم إلى عُمان كما هو الحال بالأمارات باستثناء البنك العربي الذي يعمل بغطاء تحت اسم بنك عُمان العربي، ولكن الشعار هو شعار البنك العربي ومديره كان يعين من البنك العربي الأردني كما علمت أو بتنسيب منه.

وفي أواخر التسعينيات من القرن الماضي وبدايات القرن الحادي والعشرين ارتفعت نسبة التعمين بمدارس وزارة التربية والتعليم فأصبح عدد المعلمين بمدارس التعليم العام يقل ولكن يقابله ارتفاع بعدد المحاضرين الأردنيين بالكليات والجامعات.  كذلك شهد القطاع الخاص نمواً جيداً بوجود العاملين الأردنيين كموظفين في شركات هذا القطاع ولكن بقي الجانب الاستثماري الأردني معدوماً إذا استثنيا منه أن يعمل أحد الأردنيين بالتعاون مع أحد الكفلاء العمانيين  بمطعم مثلا أو ما شبه ذلك.

أما عند الحديث عن الجالية الأردنية الجالية الأردنية بمحافظة ظفار نجد أن عددهم ربما يكون الترتيب الثاني بالنسبة للجالية الأردنية بعد مسقط. وكان المعلمون يشكلون العدد الأكبر فيها ببداية التسعينيات، فلا تكاد تدخل مدرسة إلا وتجد فيها عدداً لا بأس به من المعلمين الأردنيين هناك. أما الكليات فلم يكن هناك إلا كلية واحده وهي الكلية المتوسطة للمعلمين وفيها ستة محاضرين أردنيين من ضمن هيئة التدريس هناك وقد ذكرت أسماءهم سابقا، ويجاورها معهد التدريب المهني  وفيه أردني واحد كمشرف للسكن، وبعد أن تمت ترقية المعهد إلى الكلية الفنية الصناعية التحق بالكادر الأكاديمي ثلاث محاضرين بالإضافة إلى العميد الدكتور خلف التل.  وأخذ العدد بازدياد إلى أن وصل العدد في أواخر التسعينيات إلى ثمانية عشر محاضراً.  ولأن تمام الأشياء ينذر بالنقص  والتناقص فإن هذا العدد كان تمام الحلقة على ما يبدو، فأخذ العدد بالتناقص شيئاً فشيئاً إلى أن توقف عند ستة محاضرين عند كتابة هذه السطور.  وعند قيام الكلية الوطنية التي تحولت إلى جامعة ظفار لاحقاً انضم إليها بعض الإخوة المحاضرين والمدرسين، ولم أعرف عددهم لأنه معظمهم كان يتحاشى الظهور ضمن نشاطات النادي الاجتماعي الأردني بصلالة باستثناء عدد قليل جداً.

 أما على الصعيد الصحي فيشكل عدد الأردنيين فيه الترتيب الثاني على مستوى الجالية الأردنية بمحافظة ظفار.  ولم يكن هناك  إلا طبيبا أردنياً واحداً في مستشفى السلطان قابوس بصلالة وهو الدكتور سعيد رزق أخصائي باطني وغادر السلطنة بعد خدمة عشرة سنوات، ولم أسمع بعدها بطبيب أردني في مستشفى السلطان قابوس  باستثناء المرحوم الدكتور طارق الأشقر استشاري في قسم العظام  والذي توفاه الله بجلطة قلبية في  2003 ودُفن في مسقط، رحمه الله ورحم أموات قارئ هذه السطور. لا أريد أن أتحدث عن بعض الإخوة الأطباء الذي يعملون في الجيش السلطاني العماني فهم أيضا قليلو الظهور على مستوى الجالية. أما عن سلك التمريض فعددهم ثابت ولم يتغير.


 أما عن باقي القطاعات فلم يكونوا  يشكلوا أعداداً كبيرة ببداية التسعينيات ولكن أخذت هذه الأعداد بالتزايد بأواخر التسعينيات وأوائل القرن الحالي؛ أذكر مثلا  الصديق محمد الجراح مدير شركة الموارد الزراعية لفرع صلالة عام 1995 وكان قبلها بمسقط، ثم حسين الزعبي حيث افتتح مطعماً ومقهى كان ملتقى الأرديين لسببين  أولهما هو أن الشريك والمدير أردني، والسبب الثاني هو  أسم المطعم  (أرابيلا) وهو أسم أردني ولا أخفيكم أنني ما زلت أحن للجلسة فيه لو توفرت الصحبة القديمة، ولكن هذا حال الدنيا.  وقد شكل حسين الزعبي نقطة ارتكاز لأقاربه فقد قدم إلى صلالة أكثر من شخص من أقاربه ليعملوا عنده أو عند غيره بترتيب منه، والحق يقال أنه كان يضم إلى طاقمه بعض الأردنيين عندما تنقطع بهم سبل الوظيفة لفترة مؤقتة حتى يتدبروا حالهم.  كذلك شهدت بدايات القرن دخول الإخوة أصحاب شركة السدّة فافتتحوا شركة لهم بإدارة كرام السفاريني الذي ضم إلى طاقمه مجموعة من أقاربه على ما يبدو حيث كانوا يحرصون دائماً  على الظهور بجانبه ولا يبعدوا عنه حتى عندما كانت تعقد حلقة دبكة بمناسبة الاستقلال كانوا دائماً إلى جانبه يدبكون اذا دبك ويريحون اذا استراح. وهنا اكتفي بذكر هؤلاء كأمثلة طبعا ولكن المتبقي ليس كثيراً لأنهم يتفرقون هنا وهناك كأفراد وليسوا مجموعات ولأنهم كانوا موظفين في شركات القطاع الخاص، لا أصحاب عمل استثماري. أما إن كان هناك آخرين فعذري أنني لم أسمع بهم.

الأحد، 7 مايو 2017

الجاليات العربية


الفصل الثاني
الجاليات العربية
مقدمة
هذه نبذة فقط عن الجاليات العربية المتواجدة بمحافظة ظفار. سنعرض لها بما عرفت من معلومات وبما تسمح به الخطوط مختلفة الألوان حتى لا نتجاوز حدود الكتاب.

الجالية المصرية

هي أكبر الجاليات العربية المتواجدة في ظفار، وتتوزع على العديد من القطاعات العامة والخاصة.  ويكتسح المعلمون المصريون سوق الدروس الخصوصية بالثانوية العامة. لا يوجد أي تجمع يجمعهم باستثناء ما يسمى البعثة المصرية، وهي تنوب عن ما يُسمى الجالية ولكنها لا مقر لها إلا المدرسة.  يمتاز الإخوة المصريون عن باقي هذه الجاليات بأن لهم مدرسة مصرية حسب المناهج المصرية وتمنح الثانوية المصرية ويخضع طلابها للقبول الجامعي المصري كمصريين وليس كمغتربين.

الجالية السودانية

وهذه على ما أظن تأتي بالمرتبة الثانية من ناحية العدد.  شأنهم كغيرهم موزعون على مختلف القطاعات. لهم نادي اجتماعي وهو أول نادي اجتماعي عربي في ظفار. يجتمعون فيه بمناسباتهم المختلفة. أشهد لهم التواصل الأسري الوثيق. ومشهود لهم بأن السوداني يشهد للسوداني بالخلق الحسن وبالمعرفة المهنية والخبرة في المجال المطلوب حتى لو  لم يكن رآه في يوم من الأيام.  مشهود لهم بالتواضع بينهم فهم كلهم سودانيون، ولا يتحرج كبيرهم وظيفياً أن يحل ضيفاً على صغيرهم، فيقدم له الثاني ما كان ميسوراً دون الشعور بالحرج أبداً من الطرفين؛ كذلك لا يشعر السوداني بالحرج من الحلول ضيفاً على السوداني بأي بلد؛ فالسوداني لا يمكن أن يكون غريباً على السوداني أينما وجد. والسبب طبعاً هو بساطة أصول الضيافة (فالجود من الموجود) فعلاً لا مجرد قول.

أما لباسهم الرسمي فهو الدشاشة السودانية التي تتميز بفتحة الرقبة الواسعة بحيث يدخل فيها الرأس من المحاولة الأولى صغر الراس أم كبر، وتتميز  كذلك بوجود جيب على الصدر وآخر في الخلف وهذا يضيف بُعداً إضافيا لعدم المحاولة للبسها مرة أخرة فكلها وجه أو قفى؛ بمعني أن تتم من أول محاولة فقط.  ومع الدشداشة تكون العِمّة السوداينة على الرأس وهي بطول خمسة أمتار وتُلف على الرأس بطريقة مميزة.


الجالية التونسية

معظم هذه الجالية في قطاع التدريس ويُشهد لهم بالقدرة الفائقة في تعليم الصفوف الابتدائية الأولى. وهناك تنافس شديد بينهم وبين المصريين مهنياً.  وهم أيضا جماعة بزنس و يتمتعون بإعفاءات جمركية تصل درجة الصفر أحيانا في بلدهم.  لذلك فإنهم يشحنون وبشكل استعراضي بحاويات بحرية بكل قرش يدخرونه  ليبيعوه في تونس فيحققوا وفراً مضاعفاً.  وهم كذلك خبراء بالسوق فإذا أردت أن تعرف سعر سلعة ما فعليك بالتوانسة.

الجالية المغربية

فهم أقل الجاليات العربية تواجداً؛ وجلهم بالتدريس من الرجال ودخلت الفتيات المغربيات ببداية القرن الحادي والعشرين كنادلات بالمقاهي.

الجالية العراقية

تواجدت هذه الجالية  بعد الأحداث العراقية فانتقل الكثير من ذوي الخبرة للعيش بدول الخليج ومنها سلطنة عُمان ومحافظة ظفار طبعا.  هؤلاء يتوزعون بين الطب و التعليم العالي و الهندسة بالقطاع الخاص.
 

الجالية السورية
ظهرت ايضا بعد الأحداث الدامية بسوريا باستثناء عدد قليل كان موجوداً أصلا بصلالة.  لكن القادمين الجدد لم تتضح معالم تواجدهم  في أيام كتابة هذه السطور؛ لكن عددهم بازدياد.

الجالية اللبنانية

قليلة العدد أيضا وهم يعلمون بالمطاعم و لا يوجد هيكل اجتماعي  يجمعهم.

الخميس، 4 مايو 2017

اللغة الدارجة

اللغة الدارجة

من الأمور التي استغربتها هنا هي اللغة الهندية السائدة أقصد لغتهم التي يستعملونها  للتفاهم مع المجتمع المحلي هنا؛ فهي لغة لا علاقة لها بالهندية طبعاً ولكنها لغة استمدت شرعيتها من الاستعمال.  وهي لغة هجين من الهندية والانجليزية والعربية المحلية. فهي لغة (تمشاية) الحال، وربما يكون هذ النمط اللغوي خير تعريف للغة من باب التواصل. لهذا كانت لها مفرداتها الخاصة والتي تأقلمنا معهم فيها. وهم كذلك يستعملون لغة الجسد كهزة الراس؛ فهم يهزونه يميناً وشمالا ومرة شمالاً ويميناً ولغاية هذه اللحظة لا أدري أيها نعم وأيها لا. وذات مرة سألت أحدهم أليس لك لسان فقال نعم فقلت ولماذا لا تقول نعم أو لا، فتبسم ضاحكاً من قولي ولم يجب.  

اصطلاحات :

سيم سيم  وتعني هذا يشبه هذا، وهذا من أوائل الألفاظ التي عرفتها عنهم ومن مسقط وقبل حضوري لصلالة.

كردم بردم وهذا اصطلاح تعرفت عليه بعد أن تعمقت معرفتي بالجالية الأردنية لأعرف أن منهم من يذهب بآخر الليل ليأخذ كل تبقى من الخضروات أو الفواكه و حتى الخبز( شيلة وحده) بسعر مخفض على مبدأ الكوم وليس الوزن توفيراً للنقود. وعندما استفسرت من الزميلة (REKHA) وهي من كيرلا أفادت بأن كلمة كردم هي من اللغة المليالي وهي لغة أهل كيرلا من الهند وتعني الزيادة الذي لا نحتاجة و لا ندخره لثاني يوم، لذلك وجب التخلص منه باي ثمن. أما بردم فهي كما يبدو من قبيل السجع لا أكثر. 

منِّي منِّي  وهذا يعني التزويغ من القانون أو الشرع (بكل المعاني)، فالذي يمارس المِنّي مِنّي هو غير قانوني. فمن يملك سيارة خصوصي ويعمل عليها تكسي هو من جماعة المني مني مثلا؛ فيكون رقم تلفونه مع بعض العائلات يستدعونه فيوصلهم إلى حيث يشاؤون. وكذلك المرأة التي لا يحكمها شرع ولا قانون ولا أهل هي من جماعة المِنّي مِنّي كذلك.

نامونا:  هذا نامونا يعني من هذا النوع. فيقال ما في هذا نامونا يعني لا يوجد من هذا النوع.

بطِّل ويعني يفك الأشياء إلى قطع. وهذه تذكرني ببداية تعاملنا معهم. فقد حدث أن كنا ننوي الرحيل أنا وزميلي الكريم إلى شقق جديدة وكان لزاماً أن نُحضِر نجاراً لِفَك الأثاث. فاقترح زميلي أن أبقى بالبيت ويذهب هو ليتفاهم معم باعتباره أكثر مني خبرة. فعاد بعد فترة فقلت له أين النجارين فقال غاضباً " هظول جماعة ما بستحوا، بقلي بده يجي معي وبعدين يبطل، يعني إذا بده يبطل لويش يجي من أولها. شفت أكثر من واحد كلهم بدهم يجوا و يبطلوا" فضحكت وقلت له يا رجل "يبطل" يعني يفك الخزانة. وكان سبب زعل صديقي أن فهم يبطل كما تعني بلهجتنا الأردنية أي أن لا يعمل الشيء.

تكليف وتعني تعب ومشقة وألم. فالدكتور يسأل أيش في تكليف، يعني مما تشكي.

لغة انجليزية مكسرة.  أما إذا شاءت لك الظروف أن تحدث أحدهم (العمالة السائلة) باللغة الانجليزية عندما يدعي معرفتها فاحرص أن تكون لغتك مكسرة وتدس فيها كلمات عربي حتى تكون مفهوماً لديهم. وقد حاولت أكثر من مرة أن أتحدث الصحيح فلم يفهمني وعندما حدثته على طريقة "ذي ماسورة إز مكسورة ذا وتر إز بطلع منها" فهمني. 

وعالعموم الجالية الهندية هم أكثر الجاليات معرفة بأهدافهم هنا وأكثرهم سعياً لتحقيقها دون مشاكل بمعنى أنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف وهذا ما يهمهم فقط.

طرفة هندية

كانت أول طُرفة سمعتها عن الهنود من أحد الإخوة العُمانيين قابلته عند باصات النقل الوطني العُماني قال لنا عن الهنود وكان يقصد من يعملون بالمحلات التجارية الصغيرة بأنهم لا يمكن أن يقول لك (ما في موجود) لأي غرض تطلبه. تقف أمام المحل و تضرب الزامور (الهورن) فيخرج لك فتطلب منه بيبسي فيعود للمحال وربما يعود لك بديو  مثلاً إذا لم يتوفر البيبسي؛ ولكنه لن يعود خالي اليدين. وهم ليسوا أغبياء في هذه ولكنهم يراهنون على أن الديو يمكن يكون بديل البيبسي إذا كان المقصود أي شراب بارد.

واستطرد كذلك ليروي لنا طرفة عنهم. فقال: ذات يوم وقفت باب دكان وضربت الهورن فخرج الهندي فطلبتُ منه على سبيل الضحك عليه (التخويث) عصير سمك؛ قلت له هات واحد عصير سمك، فاستغرب وقال أيش؟ فترجمتها له هات واحد ( fish juice ) فذهب داخل المحل، وغاب حوالي الخمس دقائق ورجع  فقال : سوري هزا خلاص اليوم بكره يجي؛ ولكنه لم يقل ما في أو يستغرب الطلب.