الجمعة، 3 مارس 2017

المرأة الظُفارية

الفصل الخامس

المرأة الظُفارية

عندما تُذكر المرأة الخليجية عموماً في الأدب أو الفن كالأفلام والمسرحيات فإن أول ما يتبادر إلى الذهن أنها لا حول لها ولا قوة ولا عمل لها إلا إرضاء الزوج والأخ والأهل ، وربما تخيلنا بُعداً آخراً وهو أنها عبء على العائلة، وربما يكون هناك صوراً عديدة وكلها وللأسف سلبية عن المرأة الخليجية كما نشاهد بوسائل الإعلام.  وهنا لا أدّعي معرفة بأحوال المرأة الخليجية عموماً ولم اعتد على الإفتاء بما لا أعلم، ولكني أستطيع القول أنني على علم بدرجة معقولة بوضع المرأة الظفارية هنا وذلك مما شاهدت من طالباتي اللواتي درّستهن أو زميلاتي بالعمل لاحقاً أثناء عملي بالكلية التقنية بصلالة أو مما حدثتني عنه زوجتي عن أحوال المجتمع العماني من خلال معارفها من النسوة. وإذا سلّمنا بفرضية بأن لكل مجتمعٍ خصوصيته بالنسبة للبس والعادات ، وليس بالضرورة أن يتماشى لباس المرأة الظفارية مع مثيلاتها من العربيات بالعواصم العربية والأجنبية المعروفة أو بما نشاهد من ملابس للمذيعات على محطات التلفار المبتذله فإنني أجزم أن المرأة الظفارية هي من خير يمثل المرأة المسلمة بهذا الوقت من الزمان، وآمل أن أكون قد نقلت الصورة بشكل صحيح وأدعي الكمال.

لباس المرأة الظفارية

إذا كانت المرة الأولى التي رأيت بها شخصية ذكورية عُمانية بجامعة اليرموك عام 1987 فقد كانت المرة الأولى التي رأيت بها المرأة الظفارية عام 1990 على الطيران العماني عندما كنت بطريقي إلى صلالة بالقصة التي حدثتكم عنها سابقاً عندما تطوعت بمكاني على الطائرة لهذه العائلة.  وتكرر هذا المشهد بأسواق صلالة.  وأول ما لفت نظري هو لباس المرأة العمانية حيث يغلب عليه السواد لأنه يتكون من ثلاث قطع رئيسة كما وصفت لي زوجتي هذا لاحقا.

يعتبر ثوب (بو ذيل) الُثوب التقليدي السائد عند النساء الكبار عموماً وهو ثوب يصل إلى تحت الركبة  بحوالي 20 سم من الأمام، أما من الخلف فيجر خلفه ما يعرف بالذيل وربما يعادل نفس الطول الذي التي تم اختصاره من الأمام.  ولإزالة الاستغراب الذي يظهر على وجه القارئ لمدلول هذا الذيل أوضح أن لهذا موروث اجتماعي (كما سمعت) وهو للحماية من أن يأخذ أحدهم من أثر هذه المرأة ليعمل السحر لها، فالحديث عن السحر في عُمان شائع كشأن المجتمعات العربية كلها، استنتجتُ شخصيا أنهم ربما كان يستدلون بأن السامري عندما صنع العجل بسحره قبض قبضة من أثر الرسول وهو الذي أرسله الله إلى سيدنا موسى ليحدد موعد لقائه بربه.  لهذا يحرصون على أن لا يبقى أي أثر للمرأة أثناء سيرها.  هذا شأن خاص بالنساء طبعاً. لا ادري إن كنت مصيباً بهذا التحليل أم لا؛ لكنه يبقى الموجود إلى أن يتبين لنا التفسير الوحيد للآن. 

ترتدي المرأة الظفارية ما يُعرف بالسروال تحت ثوب البو ذيل وهو سروال طويل فضفاض ينتهي بزركشة عند القدمين، فلا يظهر الجزء الأمامي من القدمين  مما لم يغطه أبو ذيل.

أما الشابات من النساء أو غير المتزوجات فيلبسن ما يشأن كالبنطلون بأنواعه أو التنانير مع القمصان بألوانها المختلفة، وهذا من التطور الذي واكبته المرأة الظفارية، ولكن لا يظهر من هذا شيء لأنه تحت العباءة.

العباءة

تُغطي العباءة الظفارية الفضفاضة المرأة فلا تخرج المرأة إلا بها وتلبسها فوق بو ذيل أو أي ثياب أخرى وهي عباءة سوداء، وكانت تخلو من الزركشة أو التطريز بالتسعينيات وتحرص المرأة على أن تكون هذه العباءة مغلقة تماما فلا يظهر من ثوبها الذي تغطيه العباءة أي شيء.  

لكن هذه العباءة تطورت كما تطور كل شيء، فلم تعد بنفس الدرجة من الفضفضة ويتم تضيقها دون ابتذال عند البعض من باب الموضة،  ورغم أنها بقيت سوداء إلا أن الألوان دخلتها عن طريق أكمام العباءة وخاصة تلك العباءات التي تخصص للحفلات والسهرات.

أما بالنسبة لطول العباءة فيختلف حسب المرأة التي تلبسها ولكنها تبقى طويلة بالحد الذي يستر ما تحتها، ومنها ما يجر على ألأرض ربما لنفس السبب الذي حدثتكم عنه بالفقرة السابقة.



الغشوة و البرقع

لا أذكر أنني رأيت وجه أمراة قبل 1997  إذ كانت النساء تلبس ما يُسمى بالغشوة على وجهها، وهي شبيه بما كان يعرف بالأردن عند النساء الريفيات بالشنبر، وهو قطعة سوداء مظلمة تسمح لها بالرؤية والتنفس ولكن الناظر لا يستطيع تحديد معالم وجه المرأة.  وقد سمعت أن من النساء الملتزمات دينياً من كانت تلبس طبقتين من هذه الغشوة.

بنهاية التسعينيات ودخول القرن الحادي والعشرين استبدلت بدايةً عند الشابات ثم لحقتها كل النساء هذه الغشوات بما يعرف عندهم بالبرقع وهو قطعة تغطي الوجه وتربط من خلف الرأس بشكل يسمح برؤية العينين فقط.  وتدرج هذا شيئا فشيئا إلى أصبح لباس جميع النساء فقد اختفت الغشوات نهائيا إلا من قلة.

ربما سنشهد لاحقا اختفاء لهذا البرقع نهائياُ لأن الدراسة بالكلية تتطلب خلع البرقع وكذلك العمل بالشركات لهذا فلا يستعمل إلا بالشارع فقط.  ومن يدري فربما يختفي من الشارع أيضاً.

القيمة المالية لهذا اللبس


تختلف القيمة المالية لهذا البس من امرأة إلى أخرى حسب إمكانيات الزوج المالية فمنها ما هو معقول السعر ومنها ما هو بالمئات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق