السبت، 18 مارس 2017

تابع المرأة الظفارية

المرأة الظفارية موظفة

لقد مر التطور الوظيفي للمرأة الظفارية بنفس المراحل التي مرت بها المرأة الأردنية بالريف والبادية من حيث تردد المجتمع بقبول الوظيفة ثم التركيز على وظائف معينة كالتعليم ثم اشتراط أن تكون قريبة من الأهل ثم لا مانع من مكان بعيد شريطة العمل بمؤسسة نسائية كمعلمات مثلا إلى القبول بأي وظيفة، فلم يعد هناك شروط على قبول هذه الوظيفة أو تلك.

عندما دخلت إلى الكلية المتوسطة للمعلمين عام 1990 كانت كلها من الذكور ولهذا لم يكن عندنا أي موظفة إطلاقاً.  وكانت الكلية المتوسطة للمعلمات في جزء من مدرسة للبنات في منطقة عوقد ولهذا كان الاتصال معهن عن طريق الوزارة أو المعرفة الشخصية بين المدرسين والمدرسات اذا كانوا من نفس الجنسية (المصرية) فلم تكن هناك معلمات باستثناء أستاذة رياضيات أردنية.

وبما أننا بقسم اللغة الانجليزية أكثر الأقسام ارتباطا بمسقط  كنا هدفا لزيارات الخبراء البريطانيين باستمرار ويطلبوا اجتمعا للمدرسين والمدرسات بالكليتين فكانت الأخوات وهن بريطانية واسمها كارولين وأخرى مصرية و اسمها سلوى يحضرن لكليتنا للاجتماع.  واذكر أن أحد الخبراء أثار نقطة مهمة وهي ضرورة تبادل أماكن الاجتماعات،فتم توجيه الدعوة اليتيمة لنا للذهاب هناك فذهبنا بحافلة الكلية فاستقبلنا الزميلات وأظن أن العميدة كانت بالاستقبال وأخذونا من طريق جانبي وأدخلونا لمكان الاجتماع، فاجتمعنا وخرجنا من نفس الطريق (ولا من شاف و لا من دري).

المرأة الظفارية زميلة

كان دخولي إلى الكلية التقنية بداية الزمالة  مع الأخوات كإداريات  فتعرفنا عن مكتب السكرتارية ثم تعرفنا على زميلة فاضلة حصلت على الدكتوراه لاحقا  في تقنية المعلومات وهي عميدة الكلية حالياً و هي الدكتورة مريم العوادي ثم انضمت الى قسم الدراسات التجارية مساعد محاضر ثم تطورت كثيراً وهي الآن في نيوزيلاندا تحضر للدكتوراه و هي الأستاذة أمل الشحري، الدكتورة أمل الشحري فقد أنهت الدراسة وعادت دكتورة، وقد صدقت نبوءتي فيها بأنها ستكون بمركز مهم قريباً فهي تتقدم بشكل مضطرد، وما لفت نظري فيها هو أنها من اليوم الأول لدوامها درست محاضرتها كاملة باللغة الانجليزية وكنت أسمعها بالخارج دون علمها (أخبرتها لاحقا)، إذ كانت غرفتها الصفية بجانب مكتبنا بقسم اللغة الانجليزية، وكانت تعمل كثيراً دون اكتراث لمنصب معين.

كانت الأخوات يلتحقن بالكلية في معظم الأقسام إلى أن التحقت زميلتان هما نور كشوب ومشاعل الصيعري، وأرسلن إلى بريطانيا لنيل درجة الماجستير وهذا شكل نقطة تحول لفهمي لوضع المرأة بالمجتمع الظفاري حيث أصبحت البنات تُرسل للخارج للعلم ونيل الدرجات العلمية.  ببداية عام 2011 _ 2012 انضمت دفعة كبيرة من الزميلات إلى قسم اللغة الانجليزية يحدوهن الطموح بأن يكن نقطة تحول في المركز في كل شيء وسيكون لهن ذلك.

تطور وضع المرأة الظفارية بالوظائف  بكل المجالات فأصبحنا نراها بالبنوك والمستشفيات والشركات ومنهن من يدرن أعمالا خاصة بهن.  كذلك قفزت المرأة الظفارية قفزات هائلة بالانضمام إلى المؤسسات والجمعيات العالمية وحصلن على منح للدراسة بالخارج على نفقة هذه الجهات.

 وبما أننا نتحدث عن القفز فقد فجرت الزميلة الجديدة (آنذاك) الشابة الأستاذة نوال ال جميل مفاجأة من العيار الثقيل عندما أعلنت أنها قفزت بالمظلة في أمريكا على نفقتها الخاصة وشاهدنا لها صوراً بذلك، آمل أن أتمكن من إضافة هذه الصورة إلى هذا الفصل بعد استئذانها.  وقد كان  هذا القفز كهواية دفعت تكاليفه من مصروفها الخاص.

تعدد الزوجات

يعتبر تعدد الزوجات أمراً طبيعياً هنا بالمجتمع الظفاري وربما يكون جزءاً من التراث وربما أيضا بريستيج اجتماعي كما يقول المثل الأردني ( الخيّر معه ثنتين وثلاث)، فربما يكون الرجل فقيراً ولكنه متزوج على أكثر من زوجة (للتوضيح هنا يقال متزوج على أخت فلان أي أنه متزوج أخت فلان فعلى هنا حرف جر زائد على ما يبدو).  فالزواج الثاني عادة كما عرفت ولا يعرف له سبب في بعض الأحيان فعندما كنا نسأل مثلا لما تزوجت الثانية أو الثالثة يكون الجواب :(كِذا) تقابلها بالأردني (هاظا اللي أجاك).

يُعلم الزوج زوجته الأولى بأنه قد خطب زوجة جديدة قبل الزواج بفترة، وإن كانت كما علمت تكون قد عرفت بحاستها الأنثوية أن الزوج مقبل على الزواج الثاني أو الثالث،  وهنا يكون أمامها أمران والخيار لها إما أن تبقى مع الزوج ويرضيها بما تشاء وفي هذه الحالة لها ما تشترط من النقد أو الذهب كمهر جديد، أو تشرط عليه أن لا يسكن الزوجة الجديدة معها بنفس البيت أو ترفض هذا الزواج وتخيره بينها و بين الزواج وطبعا سيختار الزواج الثاني ويطلقها؛ فتذهب ومعها أولاده إن كانوا صغاراً إلى بيت أهلها، وكذلك ينتقلون مع أمهم في حالة زواجها مجدداً من شخص آخر فيصرف الزوج الجديد على أولاد الزوج السابق، وربما يكون الزوج السابق نفسه قد تزوج الزوجة الثانية أرملة أو مطلقة ومعها أبناؤها فيعتني هو بأولاد غيره دون منية طبعا.

وبغض النظر اتفقنا مع هذا التوجه أو لا، إلا أنه يبقى إرثا اجتماعياً ولا يبدو أنه سيختفي قريبا، إذ لا أحد يتذمر من هذا الوضع لأنه لم يخلق عندهم مشكلة اجتماعية بعد كما هو بالأردن؛ لا أحد يتذمر من تعدد الزوجات ولا تتأثر العلاقات بين الأسر  بسبب الطلاق أو الزواج الثاني، ولا خوف على الأولاد من زوج الأم أو زوجة الأب فالكل سواسية مهما كان العدد بالأسرة؛ لهذا فالأمور كما يقولون طيبة، ولا داعي للقلق أو الخوف وربما يكون شعارهم كما قال الشاعر إيليا أبو ماضي :

 فتمتع بالصبح ما دمت فيه       لا تخف أن يزول حتى يزولا..


زواج صغيرات السن

 لا أتحدث هنا عن قاصرات بالمفهوم الشائع للكلمة كما يتداولها العالم ولكني اتحدث عن من هن أقل من 18 سنة.  ربما كان هذا الموضوع هو المأخذ الوحيد لي على موضوع هذا الفصل بشكل عام. فبالرغم أن هذه الظاهرة ليست منتشرة كثيراً إلا أنها موجودة ولا يمكن إنكارها.  لظروف معينة لم أفهما بصراحة؛ هناك بعض العائلات لا تمانع بتزويج بناتها بسن صغير أقل من 18 سنة، بغض النظر عن عمر العريس؛ وعمر العريس ليس مشكلة مهما كان عمر العروس. فيتزوج الصغيرة وربما تُطلق صغيرة أيضا، ويعاد تزويجها وهي لم تبلغ الثامنة عشر بعد. 

كما قلت هي ليس مشكلة عامة وتنحصر في بعض الحالات، وهناك وعي بدأ التزايد للحد من هذه الظاهرة.

هذا ملخص لوضع المرأة الظفارية هنا كما رأيته أو سمعت عنه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق