الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

لقاء الوزارة و استلام الوظيفة - تتمة الفصل الثاني

لقاء الوزارة و استلام الوظيفة

صباح السبت حضرت الحافلة لتقلنا إلى الوزارة، وهناك وجدنا نائب مدير دائرة إعداد و توجيه المعلمين بانتظارنا ووجدنا من الاحترام والتقدير عند هذا الرجل ما أذهب عنا كأداء السفر ونصبه ووعثائه. لقد كان غاية باللطافة ودماثة الخلق، فرحب بنا أجمل ترحيب فهنأنا بسلامة الوصول، وكانت جلسة تعارف قصيرة، لأنه أخبرنا بمكان عملنا بتلك الساعة فقد كان الجميع لا يعلم درجته ومكان عمله باستثناء الفقير إلى الله تعالى بتلك اللحظة التي عدت لأسلّم صورة من جواز سفري بعمان كما أسلفت سابقاً. لم نوقع عقوداً مع الوزارة ولم يطلبوا صوراً من المؤهلات بذلك اللقاء لأننا كنا معارين من وزارة التعليم العالي الأردنية، ولهذا كانت معاملتنا تختلف عن معاملة من جاء بعقد.

لقد كانت الدائرة جاهزة لاستقبالنا كما ظهر لنا فالكل يعرف ما عليه فعله. لهذا بدأ الدكتور نائب المدير بتوزيع الإخوة على بعض الموظفين، وبعدها يذهب الأخ مع موظف ما ولا يعود، ولهذا لم تتح لنا فرصة وداع الإخوة، ولم نرهم إلا بالمطار عند العودة للأردن بآخر العام. لقد كان الموظفون الذين يذهب معهم الإخوة هم السائقين الذي أقلوهم إلى كلياتهم بمختلف مناطق السلطنة القريبة من مسقط.

وعندما جاء دورنا قال الدكتور أنتما بصلالة و أشار الدكتور إلى أحد الموظفين " احجزوا لهم التذاكر لصلالة بسرعة قبل إغلاق المكتب واتصلوا بالكلية ليلاقيهم مندوب الكلية"، فارتاح زميلي وصديقي لذلك وأيقن أن مقولتي عن ديوان عام الوزارة آتت أكلها، فلقد عرفنا من الأستاذ جاسر عنانزه أن المسافة لصلالة ليست بالبسيطة. وقد تم الحجز و أرسلنا الموظف إلى السكن لنحضر حقائبنا ومن ثم إلى المطار لتكون رحلتنا إلى صلالة بعد المغرب. فجلسنا ننتظر.

لا أدري كيف مر الوقت ولكننا انتبهنا على صوت النداء الأخير للصعود فصعدنا، وهنا حصل معي أول مقلب على الطيران وهو إصرار احد الركاب على الجلوس الى جانب أسرته وهذا حقه طبعا الذي تنادي به الشرائع والعادات، ولكن المضيفة رفضت و أصرت على أن يجلس بمكانه حسب الرقم وطال الجدل الناتج عن سوء تخطيط موظف الحجز الذي بعثر العائلة كلٌ في مقعد. وأخيراً صعد موظف تبدو عليه المسؤولية من كشرته وكالعادة يريد كل شخص أن يفهم القصة من أولها، فقمت من مكاني وقلت بالانجليزية أنا مستعد لتغيير مقعدي إذا كان ذلك سيساهم بحل هذه المشكلة وهنا بادر آخر بنفس الفكرة وحُلت مشكلة الرجل وجلس إلى جانب أسرته. أذكر أن هذا الموظف المسؤول قد تقدم الي بعدها بالشكر بعبارة (sorry for the inconvenience).

حلقت بنا الطائرة إلى صلالة وبعد ساعة ونصف تقريباً جاء صوت المضيفة لتعلن أننا وصلنا صلالة، ولدى خروجنا من باب الطائرة كان الجو معتدلاً وليس كجو مسقط فأيقنت بأن حياتنا هنا ستكون مختلفة، وهكذا كانت والحمد لله.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق