الاثنين، 17 يوليو 2017

الخاتمة

الخاتمة

أما وقد أمد الله في عمري لأنهي هذا الكتاب أو هذه التجربة الإغترابية فإنني أحمده جلَ و علا على نعمائه، وأسأله أن يمد في عمري لأخرجه إلى حيز الوجود ليكون بين يدي القارىء  في وقت قريب.

وهنا وفي هذه الخاتمة أكرر شكري الخاص لكل من تشرفت بمعرفته بسلطنة عُمان عموما وصلالة تحديداً من عمانيين ووافدين (مغترين) من الجنسيات الأخرى عرباُ وغير عرب.  أشكرهم على دفء صداقتهم و على معونتهم لنا ببداية مشوار الاغتراب وخصوصاً الإخوة الذين ذكرتهم بالكتاب بأمكان متفرقة.  أما من أشرت اليهم ولم أذكر أسماءهم فهو من باب حتى لا أتهم بأنني ذكرت هذا ولم أذكر ذاك؛ فدفعاً للإحراج لم نذكر الأسماء.

وقديماً قيل بأن كل مراجعة لعمل ينتهتي بالقول لو أنني وضعت هذا مكان هذا، أو ليتني لم أذكر هذه الحادثة أو تلك، أو كيف نسيت هذا؟ .  نعم هذا شأن كل الأعمال.  ولأنه لا يوجد عمل كامل، ولا يوجد عمل لا تطل شخصية كاتبه بين السطور مهما حاول صاحبه أن يكون موضوعياً، فأنني أرجو المعذرة وكما يقول أهل صلالة : أعذورنا أو سامحونا على القصور.

وماذا  بعد؟

ربما يبرز سؤال ختامي هنا وهو " هل قلنا كل شيء؟ الجواب قطعاً لا؛ فالسوالف بين المحبين يا كثرها كما قلت بمقالي عن العلاقة بين السلطنة والأردن والذي افتتحت فيه هذا الكتاب.

لكن بقي هناك جانب اكتشتفه مؤخراً في صلالة وهو الحياة الخفية في الشوارع الخلفية ( ما شاء الله يصلح عنوان كتاب)؛ وأقصد به تلك المناطق التي يسمونها بصلالة (المقاصيص) التي لا تظهر بالشوارع العامة؛ كلها أسرار وغموض. فمن أراد أن يكتب عنها فليفعل.

أستدرك أيضا للقول بأنه ليست فقط المساجد والمصليات هي التي تجدها أين ما ذهبت بصلالة، لكن هذا ينطبق أيضا على المطاعم الصغيرة والخياطين ومحلات غسيل وكي الملابس إضافة للدكاكين الصغيرة والمقاهي طبعاً التي تنتشر بين البيوت.

ولأهل عمان وصلالة أقول سامحونا عالقصور واجعلونا بحِل

25/5/2015


الأحد، 16 يوليو 2017

تابع النصائح

على صعيد العمل

1)     لا يوجد شيء زيادة عن تلك الواجبات التي كنت تقوم بها ببلدك بوظيفتك مع الفارق أنهم هنا ملتزمون بتوقيت الحضور والانصراف؛  لا يسمحون بالتزويغ إلا إن استطعت إلى ذلك سبيلا دون أن ينكشف أمرك؛ لكن حتى لو كشف الأمر فلا إجراء  بحقك؛ فهؤلاء الجماعة من المؤمنين صدقا بمقولة قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق كما قلتها بمكان آخر من هذا الكتاب، فلا يلجأون للحسم والاقتطاع من الراتب وكثيراً ما كنا نسمع عبارة حرام اش ذنب عياله.
2)     عندما تغضب من موقف معين حدث لك مع رئيسك أو من واجبات إضافية في العمل تذكر وضعك ببلدك؛ فربما مررت بما هو أسوأ من ذلك.  اصبر ودائماً انظر للجانب  الحسن من أي موقف.  
3)     و في الندوات واللقاءات ربما يطلبون رأيك  فيما يجري؛ وهنا يجب لفت انتباهك إلى أنهم يسمعون للتوجيه والعمل أكثر مما يسمعون للنقد ويرفضون النقد الجارح بخصوص مستويات الطلاب أو بعض التصرفات العامة في مكان العمل.  نعم لك أن تنتقد جانباً معيناً ولكن هم يريدون الحل ؛  وهم يؤمنون بالمثل القائل أن توقد شمعة خير ألف مرة من أن تلعن الظلام.
4)     من الضروري عدم الاستماع إلى بعض القصص المبالغ بها مما سبقك في الاغتراب  من أبناء جلدتك أو غيرهم ممن ستعمل معهم بنفس المجال؛ ولا تحاول تقليده هذه التصرفات،  فمعظم القصص التي ربما تسمعها هي من باب (الخرط) أو كما يقول المثل "يعديك شر شب لا تغرب". ومن هذه القصص التي سمعت لها مثلاً بأن هذا الغضنفر  رفض الأمر الفلاني من رئيسه،  أو رفض حضور المشرف العلاني بحصته وممن يدري، ربما يقول أنه طرده أيضاً.  ولكن دلت التجارب أن أكثر الناس حديثا حول هذا هو أكثرهم طواعية وخنوعاً لرؤسائهم بالعمل.
5)     إن عملية التعمين ( توظيف العُمانيين) شأن وطني عُماني داخلي  وهو له طابع السيادية تماماً كما هو الحال ببلادنا؛  لا علاقة لك بهذا الأمر، فهذا حقهم، وهذه بلدهم فلا تحشر نفسك بهذا الأمر منتقداً أو محتجاً؛  فالأولوية بالتعين لهم والمناصب العليا والدنيا لهم طبعاً ولو كان المرشح بربع سنوات خدمتك. وكما أشرت سابقا لا داعي للاحتجاج فلو رجعت سنوات إلى وضعك ببلدك لربما تذكرت من تجاوزك بالمناصب وهو أقل منك خدمة؛  فماذا الزعل هنا؟
6)     و هم خير من يلتزم بنص العقود ويؤمنون  بأن العقد شريعة المتعاقدين،  فإن طالك بعض  الخير  فهذا فضل والإ فالعقد بينك وبينهم لا يظلموك.
7)     أما إذا قدر الله لك الذهاب فلتذكر أننا جميعاً ما أتينا إلى هذا البلد لنبقى للأبد؛ لهذا لا داعي لأن يرووا منك وجهاً آخر غير الذي عرفوك فيه عندما تنتهي خدماتك بمكان عملك.  ولا أتحدث طبعاً عن موضوع أننا جميعاَ سفراء لبلدنا وإنما أتحدث عن الموضوع الشخصي.
و أخيراً أهلا بك بين أهلك وربعك في صلالة. وكما يقولون  هنا يا حيا وسهلا.

الجمعة، 14 يوليو 2017

تابع النصائح

الشأن الداخلي العُماني

1)     ربما أصبح معلوماً وبعد الانتشار الإعلامي عن سلطنة عمان أنها دولة تعمل جاهدة على توطيد علاقاتها مع كل الدول و الشعوب؛ فهي تقف على الحياد في الكثير من المسائل العربية والإقليمية والدولية و إن كانت تمارس دور الوساطة في الكثير من الأحيان دون ضجيج.  لهذا لا تفضل السلطنة من المقيمين  على أرضها التدخل في سياستها الداخلية أو انتقاد موقفها من هذا الطرف أو ذاك.  فلنحترم رغبتها هذه.
2)     ولا بد من التذكير  أيضاً بضرورة عدم إثارة المواضيع السياسية الساخنة أو عدم السخونة في طرح المواقف؛ خاصة أن جماعتنا قادمون من عالم حراكي. فما ينطبق هناك في الأردن لا ينطبق هنا في سلطنة عمان. 

3)     وتنأى عمان كذلك بنفسها عن الدخول في الجدل السفسطائي المذهبي بين أصحاب المذاهب، وخاصة المحورين الرئيسين.  فهم في غنى عن كل هذا؛ فلهم مذهبهم ( مذهب الدولة الرسمي) وهو المذهب الأباضي. ولهم خطهم الواضح في هذا المجال، ولا يلزمون أحداً باتباعه طبعا كما هو الحال بأماكن أخرى. لهذا  يفترضون أيضا أن تبقى بعيداً عن الجدل المذهبي. الشأن الداخلي العُماني

1)     ربما أصبح معلوماً وبعد الانتشار الإعلامي عن سلطنة عمان أنها دولة تعمل جاهدة على توطيد علاقاتها مع كل الدول و الشعوب؛ فهي تقف على الحياد في الكثير من المسائل العربية والإقليمية والدولية و إن كانت تمارس دور الوساطة في الكثير من الأحيان دون ضجيج.  لهذا لا تفضل السلطنة من المقيمين  على أرضها التدخل في سياستها الداخلية أو انتقاد موقفها من هذا الطرف أو ذاك.  فلنحترم رغبتها هذه.
2)     ولا بد من التذكير  أيضاً بضرورة عدم إثارة المواضيع السياسية الساخنة أو عدم السخونة في طرح المواقف؛ خاصة أن جماعتنا قادمون من عالم حراكي. فما ينطبق هناك في الأردن لا ينطبق هنا في سلطنة عمان. 
3)     وتنأى عمان كذلك بنفسها عن الدخول في الجدل السفسطائي المذهبي بين أصحاب المذاهب، وخاصة المحورين الرئيسين.  فهم في غنى عن كل هذا؛ فلهم مذهبهم ( مذهب الدولة الرسمي) وهو المذهب الأباضي. ولهم خطهم الواضح في هذا المجال، ولا يلزمون أحداً باتباعه طبعا كما هو الحال بأماكن أخرى. لهذا  يفترضون أيضا أن تبقى بعيداً عن الجدل المذهبي.  

الأربعاء، 12 يوليو 2017

نصائح للمغتربين

الباب السادس

نصائح للمغتربين

لكل مغترب قرر القدوم الى سلطنة عُمان كل التهنئة بهذا الفوز الكبير؛ نعم كل التهنئة فالقدوم إلى سلطنة عُمان يستحق التهنئة فعلا؛ فهي بلد حياتها هادئة ولا ضوضاء فيها (والحديث عن ظفار) مقارنة بمدن الأردن عندنا خاصة بعد هذه الأمواج المتلاحقة من اللاجئين؛  وراتبها مبارك؛ حيث تعيش عيشة طيبة وتكتشف طبعا أنك خرجت بوفر طيب بآخر المطاف.  وسلطنة عُمان بلد آمن حيث لا تخشى على غنمك كما يقال إلا الذئب. وأهلها طيبون وأصحاب نخوة إن انتخيت بهم؛ فهم كحالنا أبناء قبائل.  وبعد كل هذا وغيرها من الأمور ستكتشفها عند حضورك  الا يستحق هذا الأمر كل التهنئة؟؟ 

 أهلا بك؛ فقد خرجت من بلدك إلى بلدك. ومع هذا لا بد من بعض النصائح  يمكن الأخذ بها فهي خلاصة تجربة شخصية أو مما عرفت أو سمعت عن ما حدث مع الغير.  ولا أعممها؛ فلك أن تأخذ بها أو أن تطرحها جانباً فهذا شأنك وإن كنتُ أفضل أن تأخذها على محمل الجد ولو في بداية وجودك في السلطنة.

حقائق لا بد من معرفتها قبل القدوم

1)     يجب أن تنطلق في بداية مشوارك الذي قد يستمر سنوات من الهدف الذي من أجله خرجت من بلدك الأول إلى بلدك الثاني و هو تحسين وضعك المادي في بلدك والحديث عن الموظفين طبعاً، أو التوسع في تجارتك إن كنت من أصحاب الأعمال.  لهذا  يجب أن تعمل جاهداً لتحقيق  هذه الأهداف.
2)     أما القاعدة الثانية التي يجب أن تنطلق منها هي قاعدة ( منك كثير).  نعم الأمور تغيرت والخليج لم يعد الخليج الذي كان زمان.  فلا يداخلك الغرور بأنك وحيد زمانك ونسيج وحدتك.  نعم منك الكثير وسوق العرض للتخصصات متوفر. ولا يوجد تخصص لا يتوفر منه الألاف.  إنما هي حاجتك التي قضى الله أن تُقضى لك في عُمان،  أو دعوة صالحة من الوالدين استجاب لها الله،  أو عمل صالح قمت به تبتغي وجه الله فكانت المكافأة.   لهذا  يجب أن تقدر فضل الله عليك وتصونه. 

3)     يسود مفهوم خاطئ جداً بأن المعلم الأردني هو من أفضل المعلمين وهو المطلوب  الأول بالخليج.  وبعد اغتراب هذه المدة بالاغتراب والتي تقارب الربع قرن تقريباً أجزم  أنني ما لمست هذا المفهوم أبداً.  نعم ربما يقولها المسؤولون مجاملة لبعض المسؤولين الأردنيين وأثق أنهم يقولون نفس الشيء للتونسيين والمغاربة وربما للمصريين.  وخير دليل على هذا الأمر أن معايير انهاء الخدمات  واحدة للجميع وتكاد تكون بنفس النسبة للجميع. لهذا لا داعي  للاعتماد على هذه المقولة أثناء عملك  إلا إذا أحببت أن تثبت صحتها  لك انت فقط.  ما ينفعك هو عملك فقط.   

الثلاثاء، 11 يوليو 2017

الجالية الأردنية بصلالة


الجالية الأردنية بصلالة

هنا قد يستغرب القارئ من العنوان هذا! وربما يسأل على طريقة الإخوة المصريين ( أمال كل الي كنا بنأول فيه من أول يبأى أيه).  نعم يا سيدي. هذا الجزء للحديث عن جسم آخر للوجود الأردني في صلالة لا يشملها النادي الاجتماعي الأردني الذي نجح المخططون فيه لجعله مجرد مضافة تقليدية تخص الأعضاء المشاركين فيه فقط.

نعم، كثرت الملاحظات حول قدرة النادي بأن يكون مظلة لكل الأردنيين في صلالة، وازداد الحديث عنها عندما لم تتمكن إدارة النادي من توصيل خبر رغبة سعادة السفير متعب الزبن بالاجتماع مع الأردنيين  كلهم، فلم يحضرها الا عشرون شخصاً تقريباً كما جاء من النادي وإن كنت اعتقد أن العدد أقل من عشرين.

لهذا ارتأى بعض الإخوة الاقتداء  بباقي الجاليات الأخرى.  ولقد سمعتُ أن هناك محاولة لتشكيل مظلة أكبر من النادي لتكون لكل الجالية أسوة بالسودانيين.  سمعتُ ذات مرة من الأخوة السودانيين أن لديهم ما يُسمى بالجالية السودانية، وهي تختلف عن النادي الاجتماعي، وقد أوضح لي أحدهم أن الجالية تتواصل مع السفارة والنادي مع وزارة التنمية الاجتماعية.

وقد دخل نادي النصر الرياضي على الخط فأسس تجمع الجاليات العربية بصلالة وأختار شخصاً عراقياً كمنسق لهذا التجمع.  ثم رأيت أحد الإخوة يقدم نفسه كجالية أردنية بأحد نشاطات نادي النصر بذلك.  وكانت أول غزواتهم أن قدموا العلم الأردني مقلوباً وبقي معلقاً على باب نادي النصر الى أن طلبتُ أنا شخصياً من إدارة النادي أن ينزلوه و هكذا كان.

أعتقد والعلم عند الله أن كينونة أخرى للاردنيين في طريقها للظهور وهي مسمى الجالية الأردنين لتكون مظلة عامة، فليس كل الأدرنيين راضين عن النادي، وهذه طبيعة الأشياء.  وبما أن الأمر هو شكل من أشكال الحرية الشخصية أرجو أن لا يقال لهم هذا النادي (تعالوا اشتركوا منو قاظبكوا) كما كان يقال لنا أيام صندوق المعلمين.  ربما لديهم ظروف تمنعهم من التواجد بهذا التجمع.

ختاماً لهذا الفصل أكرر ما قلته بكل مناسبة بأن هذا تجربة شخصية فقط مع احترامي لكل الأشخاص  ضمن جاليتنا العزيزة لكني ألتمس العذر للإخوة الباحثين عن شكل جديد للجالية الأردنية إذا استمرت إدارة النادي باختطاف النادي لمصلحتها الشخصية هي فقط، فعندما يظهر المكون الجديد وسيظهر عاجلا أم آجلا فلا يغضب من في النادي؛ بل عليهم البحث عن السبب في أنفسهم. 

ملاحظة:
في شهر اكتوبر 2015 (على ما أذكر) قدم الإخوة الرئيس ونائبة استقالتهم من إدارة النادي بشكل مفاجىء بعد أن مضى على تجديد البيعة لهم قبل  حوالي السنة. وبعد مشوار طويل تم انتخاب إدارة جديدة للنادي.  كان يمكن أن يكون لي دور بهذا لولا أنه لم تمدد خدمتي لعام آخر كما أخبرتكم.

تمنياتي للإدارة الجديدة بالتوفيق. وبارك الله بمن سبق.


السبت، 8 يوليو 2017

دور المعلمين بالنادي الاجتماعي الأردني بصلالة

دَور المعلمين في الجالية الأردنية

بغض النظر عن بعض التصرفات الفردية التي حدثتكم عنها ببداية موضوع الجالية إلا أن دور المعلمين الأردنيين يبقى الأساس وإن لم يكن ظاهراُ، وهو بداية التواجد الأردني بالخليج ولا يستطيع أن يزاود عليهم أحد.  ويمكن حصر تميز الأخوة المعلمين في النقاط التالية:

1)      يعتبر المعلمون الأردنيون المؤسسين لهذه السمعة الطيبة للأردن وأهله، وكثيراً ما سمعنا قصصاً عن إخلاص وتفاني وجدية المعلم الأردني، وآخرها القصة التي سمعتها من أحد الإخوة أن أحد الإخوة المعلمين بأواخر السبعينيات كان يُدرّس  بمنطقة بالجبل، وتتشكل مدرسته من مجموعة من الطلاب من مختلف المناطق التي تبعد عن المدرسة وكان يتجول بالمساء على تلك المناطق ويحمل معه بندقية كالتي يحملها أصحاب الجبل ليسأل لماذا تغيب طالبه فلان عن المدرسة في ذلك اليوم، وعندما يجد أن رغبة الأب أن يبقى معه ولده لمساعدته برعاية الحيوانات يطلب منه إرساله للمدرسة باليوم التالي ، وفعلا كان الأب يرسل ولده للدراسة خجلاً من الأستاذ.  هذا الأستاذ رغم أنه مجهول كالجندي المجهول إلا أنه  قدم خدمة جليلة للأردن يعجز عنها أصحاب المكاتب.  ولا أخفيكم أننا كأردنيين شعرنا بالفخر عندما سمعنا بالقصة.

2)       يعتبر المعلمون الأساس كذلك لكل تجمع ولا ينجح أبداً أي تكتل اجتماعي كالنادي الأردني بصلالة دون وجودهم والأمثلة على ذلك كثيرة.  فعندما تم الحديث عن تأسيس النادي كانوا متواجدين، وعندما تأسس صندوق المعلمين كانوا أيضا متواجدين.  وعندما استأجرنا المقر للنادي كان المعلمون هم المتواجدين فعلياً: فأبو مجاهد كان معلماً و كذلك من خلفه كان معلماً أيضاً، وهم من كان يتواجد بالنادي من أول دقيقة إلى آخر دقيقة يرحبون بمن حضر ويستحملون تعليقاته ومزحاته.

3)     كان لحصص التقوية أثر كبير في إشعال الشعلة الأردنية بالنادي حيث كان لوجود المعلمين أثر في تواجد الآخرين، وكان إغلاق هذه الحصص خطأ كبيراً وكان المقدمة لأغلاق مقر النادي كله لاحقاً.

4)      عندما تقوم الاحتفالات  ترى المعلمين هم الركيزة، فعريف الحفل هو معلم ، ويقرا القرآن معلم، ويلقي كلمة الاستقلال معلم ويلقي القصيدة معلم، في حين تحصد القطاعات الأخرى شهادات التقدير.

5)     و لو قُدر للجنة الثقافية أن تعمل كما خُطط لها لكانت الأمور بالنادي أكثر إشراقاً وسيكون للمعلمين الدور البارز فيها. 


الأحد، 2 يوليو 2017

تابع نشاطات النادي

تاسعاً:  مشاركة النادي بالمجتمع المحلي العُماني.

 منذ بداية تواجد الأردنيين حصر الأردنيون على الانخراط بالمجتمع العماني ضمن ما تسمح به العادات والتقاليد العمانية، فكانت علاقاتهم على شكل أفراد أو جماعات بسيطة ثم أخذت شكل النادي أما في عهد ما كان يُعرف بصندوق المعلمين فلم أسمع بدعوة للمشاركة بأي نشاط محلي، ولهذا لا استطيع الحديث عنهم.

ويمكن اعتبار مشاركة الأردنيين للإخوة العمانيين بالعزاء هي الأكبر،  وأذكر أن أول مشاركة لي شخصياً بالمجتمع المحلي كانت عندما ذهبنا كأردنيين لتقديم العزاء بوفاة شاب ابن أخت لأحد الموظفين بالكلية المتوسطة للمعلمين عندنا عام 1990،  ولا أذكر أنني شاركت بعدها بمثل هذه المناسبة إلا بعد ظهور النادي الاجتماعي الأردني، والسبب هو ما يسمى بالصدمة الثقافية (Cultural shock) التي حدثت بذلك العزاء،  فما الذي حدث؟

كان أول شيء حدث عند وصولنا أننا لم نجد أحداً نعزيه وخاصة زميلنا الكريم فشعرنا بالحرج ووقفنا نحن ومن تواجد من الزملاء بالكلية من الجاليات الأخرى ويبدو أنهم أيضا كانوا محدثي عهد بهذا الموضوع.  فشاهدنا شخص لا نعرف من هو  وقال تفضلوا فاعتذرنا عن الدخول وقلنا نحن نريد الأستاذ الزميل، فبحث لنا عنه فجاءنا وقدمنا له العزاء فطلب منا الدخول فحاولنا الاعتذار إلا أن زملاءنا دخلوا فلم نجد مناصاً من الدخول.  بعدها اختفى زميلنا الكريم ليشارك في تقبل العزاء وبقينا لوحدنا.  لم نرتح لهذا التصرف وكنا نتوقع أن يبقى الزميل معنا خاصة وأننا جئنا من أجله، ولكننا عذرناه لاحقا بعد أن عرفنا العادات والتقاليد.

كذلك كان لهذا العزاء فرصة لنا للتعرف على الأكلة الأولى في عُمان وهي أكلة المناسبات (القبولي) فعجبنا لهذا الأرز الذي لا يتكور كالكرة كما المنسف وتتساقط حباته بمجرد أن رفعنا اللقمة إلى الفم.  وعندما حاولنا أن نقترب من اللحم على طريقتنا الأردنية بأن نمسكها، باءت محاولتنا بالفشل فكانت صلبة لا تستطيع التعامل معها الا بكلتا اليدين، فنظرنا إلى بعضنا (نحن الأردنيين) واكتفينا بما حصلنا عليه من الأرز وقلنا الحمد لله.

ولأن شر البلبة ما يُضحك فقد صاح أحد الزملاء من جنسية أخرى وقال (مين معاه سكين) فسحب أحدهم (وكان معلماً للتربية الفنية) مشرطاً كان في جيبه وتدبروا أمر اللحم الصلب وأبلوا فيه بلاء حسناً.

كذلك كان للنادي موقفاً مشرفا رغم تواضعه ببعض نشاطات وزارة التنمية الاجتماعية وكذلك حاول تقديم بعض المعونة عند حدوث إعصار جونو مثلاً.  وكان للنادي حضور طيب بمهرجان صلالة السياحي أو ما يسمى مهرجان الخريف.

أما عن مشاركة الأردنيين أعراس الإخوة العمانيين فلم أسمع بأي نوع للمشاركة باستثناء مشاركتين لي طيلة وجودي بصلالة  حدثتكم عنها من قبل.




السبت، 1 يوليو 2017

تابع نشاطات النادي : الدبكة الأردنية

ثامناً:  الدبكة الأردنية

كما تعلمون لا يوجد تجمع أردني إلا وكان لزاماً أن يظهر فيه ثلاثة أشياء وهي الشماغ الأحمر والأغاني الوطنية والدبكة الأردنية.  لهذا كانت هذه الدبكة حاضرة بأول اجتماع يأخذ صفة الرسمية بالمركز الثقافي حيث سمعنا بآخر الاحتفال صوت يرغول مسجلٍ على شريط ثم خرج علينا أبو حسام قائدا للدبكة مع أولاده الأثنين ثم ابن للأستاذ ثم أبو معاذ وابنه يدبكون، ثم تحمستُ وقمت للدبكة وكنت يوماً أرتدي دشداشة ونعالا فلم أكن أتقن الضرب على الأرض كما ينبغي، وبعدها بلحظات تبعني الجراح ثم شخص آخر لا أذكر اسمه، وكان الحضور يصفق وربما كان يحرك رجليه حماسا دون أن يعبر عن ذلك على المسرح.  وهذه كانت بدايات الدبكة الأردنية بصلالة.

وبعد الأعجاب الذي نالته الدبكة تشجع النادي وأسس فرقة للدبكة  بقيادة أبو حسام مع مجمعة من الشباب إضافة لأحد الأستاذة ولا أدري ماذا كانت وظيفته بالفرقة إلا أنه كان يلبس لباس الفرقة الذي اشتراه النادي للفرقة والمكون من قميص أبيض وبنطلون أسود ولا أدري إن كان الحذاء من نفس الطقم.  و أتشرف أنني كنت مشاركاً في كل فرح أردني بهذه الدبكة إضافة لأشخاص آخرين يتحمسون  فيدبكون، وكان من الملاحظ أن عدد الدبيكة بازدياد كما أصبح يحدث بفندق الكراون بلازا عندما أحيا الحفل المطرب صالح كراسنة  فكان حضوراً أردنياً مميزاً.   وقد قام الفنان الكراسنة بوضع هذا الاحتفال على اليوتيوب، ومن أراد  المشاهدة فعليه البحث عن (صالح كراسنة في صلالة) ليرى بأم عينيه كيف يكون الفرح أردنياً.