صلاة الجمعة
لا تختلف طقوس صلاة الجمعة في صلالة عن طقوسها عندنا بالأردن، فالحضور الى
المسجد خاصة بالنسبة للشياب (الختيارية ) يبدأ مبكراً عند البعض طلباً لأجر البكور
إلى المسجد أو رغبة منهم في الحصول على موقعهم الأسبوعي المفضل بالصف الأول، حتى
أصبحت تعرف هذه الأماكن بأسماء أصحابها، ويتم السؤال عن الشخص من باب الاطمئنان
إذا لم يحضر. ومن الطريف بالأمر أنني سمعت
عند بداية دخولي إلى صلالة عن مسجد يطرد من الصف الأول من كان من خارج السرب،
وبقيت هذه الفكرة عندي إلى أن شاءت الظروف وأصبحت أصلي في ذلك المسجد فاكتشفت أن
القضية ليست طرداً بالمعنى الظاهر ولكنها تنبيه إلى أن هذا محجوز لأحد الناس دون
أو يقولوا ذلك جهاراً، ولهذا كنت أحافظ على الصف الثاني في صلاة الجمعة والتراويح
برمضان وأرفض الإنضمام إلى الصف الأول حتى لو دُعيت، وقد تنبه أحد الإخوة مرة إلى
رفضي المتكرر حيث أنني أصبحت معروفا لديهم فطلب مني بحزم أبوي أن أتقدم للصف الأول
فلم أشأ أن أرد طلبه احتراماً له. لذلك
تجد الصف الأول في هذا المسجد لبعض الشيّاب. كذلك يحرص البعض على الحضور مبكرا للحصول الى
عمود يستند اليه أثناء الخطبة.
لكن الاختلاف الرئيس بين الجمعة بالأردن والجمعة هنا (وهذا سبب لنا مفاجأة
أدت الى ملل بالجمعة الأولى) أنه لا يوجد ما يعرف عندنا بالدرس الديني الذي يسبق
أذان الظهر كما هو الحال عندنا. وقد حضرنا بأول جمعة مبكرين لنسمع الدرس فعرفنا
أنه لا درس هنا، إنما تجلس الناس مهما بكّروا بانتظار الخطبة، وربما يقضي البعض
وقته بقراءة القرآن. وبالمناسبة لا يوجد
بمساجد صلالة قراءة القرآن قبل الصلاة كما هو الحال بمساجدنا بالأردن، باستثناء
مسجد الشنفري الرئيس الذي يقرأ فيه مقرئ من مصر مدة ربع ساعة قبل أذان الظهر يوم
الجمعة وقبل أذان المغرب برمضان.
كذلك لا يوجد بعد الصلاة ما يُعرف عندنا بالأردن بختم
الصلاة جهراً مع الإمام، إذ يكتفي الإمام بالجلوس دون أن ينبس ببنت شفهة يختم
صلاته بنفسه متمتماً بأية الكرسي والتسابيح تاركاً المصلين كل يختم صلاته بطريقته،
باستثناء مسجد الشنفري (الشيخ خديوي) الذي يرفع صوته قليلاً أثناء الختم
والدعاء. وبالمناسبة فإني قد سمعت الشيخ
الشعراوي رحمه الله يقف ضد هذا الختم بصوت عالٍ أو أي نشاط يشغل المصلي عن صلاته وخاصة
إذا كانت صلاة المسبوق، كذلك لم يؤيد ما يعرف بمصر بالتسابيح على السماعة قبل صلاة
الفجر بفترة لأنها تزعج النائمين الذين لديهم أعمال صباح، وربما كان له نفس الموقف
من قراءة القرآن على السماعات قبل صلاة الفجر كذلك كما هو الحال بالأردن.
خطبة الجمعة
كانت خطبة الجمعة عند حضورنا تختلف من مسجد إلى آخر، حيث يخطب كل خطيب على
مزاجه بالمواضيع التي يراها مناسبة، لهذا كان التنافس على الحضور عند هذا الخطيب
كما حدثتكم سابقا، وربما شطح بعض الخطباء بخطبهم لأنني عندما عدت إلى صلاة بعد عام
1997 وجدت الخُطَب مكتوبة من الوزارة وتوزع قبل الجمعة. وقد كان بعض الخطباء يزيدون عليها ما يظنون أنه
نقص هنا أو إضافة هناك باستثناء خطباء الجمعة العمانيين، مما حدا بالوزارة لأن
تتابع بشكل جدي موضوع الإلتزام بهذه الخطب مع التأكيد أن يحملها الخطيب معه على
المنبر. وفي الحقيقة وبشكل شخصي لا أرى
غضاضة بالالتزام بهذه الخطبة، فهي خطب دسمة كتبها علماء أجلاء ومنهم خطباء المساجد
في صلالة، حيث كانوا يرسلون خطبهم للوزراة لتجعل منها بنكا للخطب وتختار منها حسب
المناسبات. عالعموم كان هذا إجراء حازما
تم تنفيذه بشدة. كذلك تم منع نقل الخطب والصلاة
بأنواعها بما فيها صلاة العيد على السماعات الخارجية للمسجد، وهذا شكّل مشكلة لمن
يأتي متأخراً للمسجد فلا يعرف إن كان الخطيب قد أنهى خطبته أو على وشك حتى يذهب
لخطيب أخر لم ينهها بعد حتى تحسب له صلاة الجمعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق