السبت، 4 فبراير 2017

تابع

الفترة الثانية من 1997 الى الآن
عند رجوعي لصلالة عام 1997 صليت بعض الجُمع بالسعادة ثم انتقلت للسكن إلى صلالة فأصبحتُ أصلي الجمعة هناك وبالتحديد بجامع الهدى، وتأثرت عندما لم أجد الشيخ زمزم ووجدت مكانه رجل فاضل وهو الشيخ محمود عبده، وعلمتُ لاحقاً أنه ليس أزهرياً ولكنه درس القرآن والفقه بطريقته الخاصة، وهو خطيب جيد وله شعبيته. 

ثم انتقلت للسكن ببيت حمران بمنطقة القوف فقررت العودة لمسجد المعشني والإمام الشيخ محمود غريب الذي غادرنا إلى مصر بعد خدمة تجاوت الثلاثين عاماً في صلالة.  حاولتُ بالفترة الأخيرة أن أتنقل لمساجد أخرى طمعاً بالأجر عند بعض الإخوة المشايخ الذين تعرفنا عليهم لاحقاً وهم جميعاً أهل خير وعلم وبركة وهم الشيخ خديوي إمام مسجد الشنفري والشيخ ربيع إمام مسجد سلمان الفارسي والشيخ عبد المنعم ابراهيم إمام مسجد بامزروع. وسآتي على الحديث عنهم لاحقاً بشكل مفصل.

أتاح لي السكن ببيت حمران شرف معرفة أناس أفاضل وهم الدكتور جمال داود الدليمي من العراق والأستاذ مروان العطية حيث توطت العلاقة بشكل كبير وخاصة بعد أن عرفتهم على الشيخ محمود غريب . شاءت الظروف أن ينهي الدكتور جمال عقده مع جامعة ظفار وينتقل للعمل بمملكة البحرين ، وبقينا مع الأستاذ مروان العطية وهو من دير الزور و
كان يدرّس بالكلية الوطنية العمانية التي تحولت لجامعة ظفار.  وقد كانت للأستاذ مروان جهود كبيرة في نشر مقالات الشيخ محمود على المواقع الدينية التي يشرف عليها. والأستاذ مروان باحث و جهوده كبيرة في مجال اللغة العربية والثقافة الدينية على تلك المواقع. وكثيراً ما كان السادة المشايخ يقصدون بيته للحصول على الكتب و استشارته ببعض الجوانب اللغوية, وغالباً ما كان ينتج عن تلك الزيارت عشاء سوري طيب حيث تَعرّف السادة المشايخ  على أنوع الكبة السورية.  

صلاة الجماعة

كان حرص الجميع على أداء صلاة الجماعة واضحاً جداً لكل من دخل صلالة وتقرب من الناس فيها سواء من المواطنين أو المقيمين، وقد كان هذا أول مشاهداتي عندما دخلت الكلية المتوسطة للمعلمين، فعندما تحين موعد الصلاة تجد المكاتب فارغة لأن الجميع بالمسجد، فلا يبقى أحد بمكتبه، والسبب هو أن جميع الهيئة التدريسية من المسلمين، لهذا سيجد غير المثابر على صلاة الجماعة نفسه وحيداً فينخرط بالجماعة حتى لا يبقى شاذاً عن القاعدة.

هذا الحال تغير عندما التحقت بالكلية التقينة، إذ أن نسبة كبيرة من الهيئة التدريسة كانت من غير المسلمين، لهذا وجد من بعض الإخوة ممن يصلي بمكتبه أو عندما يعود للبيت.  أما عن الطاقم الإداري والطلبه فهم مواظبون على الصلاة بالمسجد رغم صغر مساحته.

فصلاة الجماعة بصلالة كانت سمة مميزه لهذا البلد الطيب. وبما أن الشيء بالشيء يذكر، أن الصلاة جماعة هي إما مع الإمام الراتب، أو تتشكل أتوماتيكياً بعد الصلاة الرئيسية، إذ أن المتأخر يختار أحد المصليين ويضع يده على كتفه إشارة للإقتداء به ثم يصلي وهكذاً.  لذلك ليس بمستغرب أن تجد نفسك مأموماً وإماماً بنفس الصلاة.  بارك الله بهذا البلد الطيب الذي كان له الأثر الأكبر بانضباطي بصلاة الجماعة وحرصي عليها. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق