أصحاب الفضيلة المشايخ الآخرين
لا بد لي ومن باب الإنصاف كذلك أن أشير إلى باقي أصحاب الفضيلة الآخرين والأصدقاء
الذين تشرفت بمعرفتهم وهم فضيلة الشيخ ربيع إمام مسجد سلمان الفارسي والشيخ خديوي
إمام مسجد الشنفري والشيخ عبد المنعم هارون إمام مسجد بامزروع الذي انتقل إلى رحمة
الله بعد الشيخ محمود غريب بأسبوعين أو ثلاث بمصر، والشيخ محمود عبده إمام مسجد
الهدى، والشيخ عبد القادر الشربيني ( الشيخ قدري) صاحب الصوت الرائع وهو مقرئ
الإذاعة والتلفزيون المصري والشيخ بدر بمسجد الجامع صاحب التواشيح الدينية إضافة
لكونه مقرئاً للقرآن كذلك، والشيخ محمد
عودة إمام مسجد الغساني، ولا ننسى السليمانين.
هناك أصدقاء أردنيين كثر أدخلتهم على المجال الديني ولكن لم ألمس فيهم
رغبتهم بالاستمرار بهذا المجال، أما ألأصدقاء غير الأردنيين الذين تواصلوا معي
بالمجال الديني إضافة للصداقة الشخصية
فيتقدمهم الدكتور جمال داوود الدليمي (ابو خالد) من العراق الشقيق، فبعد أن
عرفته على الشيخ محمود أصبح من الموظبين على الحضور أكثر مني لدروس الثلاثاء، إلى
أن انتقل للعمل في مملكة البحرين في جامعة الخليج. بقينا على تواصل معه إلى أن خفت تدريجياً
لانشغال الجميع بأمور الدنيا.
كذلك كان الأستاذ مروان العطية (أبو اقبال) من دير الزور بسوريا الشقيقة هو
الآخر من الذي عرفتهم على أسيادنا المشايخ مع الدكتور جمال حيث كانا يعملان سويا.
وقد أصبح الاستاذ مروان كذلك صديقا للمشايخ، لقد بل تطورت العلاقة بينهم إلى أن
أصبحوا يتزاورون بدون أن أعلم إلا إذا رأيت اصحاب الفضيلة في المصعد صعوداً أو
هبوطاً فأعرف أنهم كانوا بزيارة لإبي أقبال.
وقد شجع على هذه التواصل بينهم عدة أمور أهمها أن الأستاذ مروان كان يشرف
على بعض المواقع الألكترونية وكان ينشر مقالات الشيخ محمود على هذه المواقع، ويأتيه
بالأخبار باليوم التالي عن عدد القرّاء لمقاله فتأخذه النشوة ويذكر هذا باليوم
التالي بخطبة الجمعة. كذلك كان لعلاقة
الأستاذ مروان العطية ببعض دور النشر والمكتبات فتزود أسيادنا المشايخ بالكتب
الكثيرة وكانوا يثنون على ذلك كثيراً. وكثيراً
ما كان الشيخ محمود يثني على أبو اقبال باعتباره عالم كبير، وهو لا شك بأنه عالم
ويحفظ من التراثيات والمواقف الدينية الكثير الكثير مما جعله مرجعاً لهم في هذه
الأمور ويحكي لنا الطرائف عن هذا ومنها مثلا أن الحجاج بن يوسف الثقفي وأثناء
استعداده لركوب حصانه بالجيش سأله أحدهم عن عدد كلمات "لكن" في القرآن
الكريم ، وكانت رجله في حلقة السرج،
فارتفع على ظهر جواده وقال بعد أن استوى على ظهر الجواد للسائل : لقد استعرضتُ نصف القرآن فلم أجد
فعليك بالنصف الآخر. وهذا يعني أنه استعرض نصف القرآن في زمن ركوب جواده. فأبو اقبال كان مرجعهم في مثل هذه المواقف وهو
فعلاً عالم جليل باللغة العربية وما يتعلق فيها من مواقف. وقد قال الشيخ عبد
المنعم هارون أن أبا إقبال هو من أخبره باسم من اختصر عبارة صلى الله عليه و سلم ب
(صلعم). فعلاقة أبو إقبال مع المشايخ كانت
من هذا الباب. وكان الشيخ محمود يبادل الجميل بالجميل، فكان يشيد بأبي إقبال
بالمسجد وبدروس الثلاثاء وندوة الأسئلة، وكثيراً ما كان يقول أن صلالة خسرت هذا
العالم الكبير. وقد استمرت علاقة أبي إقبال
حتى بعد انتهت خدماته من صلالة وعاد الى سوريا، فظلا على تواصل بالتلفون.
لا بد هنا من التوقف عند الشيخ ياسر الخطيب وهو شخص متعدد المواهب تعرفت
عليه في مسجد الشيخ محمود. هذا الشخص يدخل
قلبك حبه بالوهلة الأولى، وهذا جزء من محبة الله له. لقد عرفته بالبداية فن ندوة الأسئلة بالمسجد،
وتذكرت أنني أرى هذا الرجل في مناسبات معينة وهي دفن الموتى، وكنت أعتقد أن هذه
مهنته بالبداية إلى أن اتضحت الصورة لاحقا فهو يقوم بها لوجه الله فقط، إذا علم
بمسلم توفى يبادر هو بالذهاب إلى المسجد فيغسل الميت ويكفنه ويشارك بتشييعه إلى
المقبرة ويدفنه لوحده أو بمشاركة بعض الأشخاص وكل هذا لوجه الله، وقد كانت الناس
تتبرع بالأكفان للأشخاص لديه، فإذا تعذر الحصول على الكفن تجده لديه. وهنا لا بد
من الإشارة إلى أن الشيخ محمود وبعد أن تقدم به العمر كان يمازح الشيخ ياسر الخطيب
قائلا "روح يا شيخ ربنا يغنينا عن
خدماتك" إشارة لخدماته مع الموتى، وكنا نضحك كثيراً لهذا.
و بعد أن توطدت علاقتي به سمعت أنه يمارس الحجامة المرخصة وقد افتتح لهذا
"مركز البشرى للحجامة". وقد ذهبت إليه مرة واحتجمت هناك فهو ماهر في هذه
المهنة ويدلك على التوقيت الشرعي المناسب للحجامة عندما تخبره بأنك تريد أن تحتجم إقتداء
برسول الله صلى الله عليه وسلم.
كذلك هو صاحب علم وكانت له مداخلات مفيدة بندوة
الأسئلة بمسجد المعشني مع الشيخ محمود غريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق