جمعتي الأولى بصلالة
عند بداية الاستعداد للجمعة طرح السؤال التالي على رفيقنا الاستاذ جميل
المناصرة " أين ستأخذ الشباب لصلالة الجمعة" فكان رده بأنه سيأخذنا
لمسجد قريب، وهنا دار الجدل الأردني عادة
بمثل هذه المواقف وهو أنه هناك شيوخ جريئة وأخرى غير جريئة والصلاة عند من يملك
الجرأة تختلف عن من لا يملك الجرأة ، وطبعا اختلفت المفاهيم هذه الأيام عن مفاهيم
تلك الفترة، وقد ساعد على الحديث عن موضوع الجرأة أن المنطقة العربية ككل والخليجية
كانت ما تزال تعاني من الغزو العراقي للكويت.
أخيراً وقع الاختيار على مسجد معاذ بن جبل بمنطقة العوقدين وكان الخطيب هو
الشيخ أحمد الحسان والكل يستمع إلى ما يقول ولكني بصراحة وجدت الخطبة تلك عادية جداً، ولا أدري كيف كان يتم تقييم جرأة
الشيخ. بالمناسبة وكجزء من تغيير المفاهيم
التي تحدث للمرء بعد بعد سن النضوج أجد أن
خطبة الجمعة ليست لتهييج الناس أو لتكون بوقاً لجهة أو حزب معين إنما هي لمناقشة
موضوع حياتي يهم أفراد المجتمع الذي يعيش به الحضور؛ فأنا أرى أولوية الحديث عن
السرعة الزائدة التي تسبب الكوارث بمنطقة ما يتقدم على خطبة حماسية الهدف منه جمع
التبرعات لجهة معينة بمكان ما.
استمر البحث بالجُمع اللاحقة عن مسجد يمكن أن لا يكون
تقليدياً ( هذا أفضل من القول مسجد به خطيب جريء)، وأخيراً قال أحدهم لماذا لا
تأخذهم لمسجد الشيخ محمود غريب وهو مصري
الجنسية، فذهبنا ووجدناه مكتظا على الآخر، وزاد الأمر سوأ أن الشيخ (رحمه الله) كان
يتأخر بالحضور للخطبة، أتحدث هنا عن فترة 1990 ،فلم يرق لي ذلك التأخير, طبعا أصبح
الشيخ محمود صديقاً لي لاحقا عندما حضرت لصلالة
بالفترة الثانية من إقامتي فيها كما سأحدثكم في مكان آخر من هذا الفصل.
أخيراً توصلنا لفكرة أن المساجد كلها لله، فليس المهم شيخاً بعينة بقدر أن نهتم
باداء الفريضة، فصليتُ الجمعة بالمسجد الجامع لقربه من منطقة السكن ثم صليتُ
بمجامع خالد بن الوليد عندما كان يخطب فيه الشيخ سعيد الرواس، ثم صلينا واستمرينا
بذلك طيلة إقامتي الأول بمسجد الهدى أو مسجد حمدان نسبة لليشخ حمد حمود الغافري
الذي اقامه. وكان خطيب الجمعة هناك الشيخ
زمزم من مصر الشقيقة ، وهو صاحب أسلوب شيق يتحدث بمختلف المواضيع ويدافع عن الفكرة
إذا تحمس لها ويقول (دي حط تحتها 100 خط أحمر).
وكثيرا ما كنا نقول مسجد زمزم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق