الجمعة، 30 يونيو 2017

تابع نشاطات النادي

رابعًاً : العزاء   

كما يعلم الجميع لا تسير الأمور على وتيرة واحدة،  فسبحان قاهر عباده بالموت.  فعندما كانت تحدث وفاة كان العزاء يتم ببيت الشخص نفسه الذي لا يتسع للجميع، ولهذا كان يقتضي الظرف أن يغادر الحضور بعد شرب القهوة بدقائق ليصعد من ينتظر إلى العزاء وهكذا حتى ينقضي واجب العزاء.  وكان أول حادثة وفاة شاهدتها بشهر سبتمبر أو أكتوبر 1990 لأبن لأحد المعلمين بحادث سير، ودفن في صلالة،  كذلك توفي أكثر من معلم قضاء وقدرا بأمراض مختلفة.  لكن يبقى الحدث الأكبر هو وفاة جلالة المرحوم الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي حدثتكم عنه سابقاً.


ضحايا التفجيرات الإرهابية

عندما هزت المجتمع الأردني التفجيرات الإرهابية بالفنادق الأردنية بالحادثة المشهورة كان لي شرف المبادرة بالطلب إلى اللجنة بالتحضير لصلاة الغائب مشاركة منا مصاب الأهل بالوطن العزيز، فتم تبليغ الجميع وحضر معظم الأردنيين وصلينا صلاة الغائب بالمسجد المقابل لمطعم أرابيلا، وقد كان لي شرف الإمامة بهذه الصلاة.  وبعد الصلاة قدم لنا الإخوة العمانيون العزاء بهذه المناسبة الأليمة. 

خامساً: النشاطات الثقافية  

كما أشرت سابقا بأن موضوع الثقافة لم يكن يحظى بالاهتمام الكبير من قبل إدارة النادي ولا أدري لماذا؟ أو ربما أدري ولكن لا أريد الحديث عنه، لكن ما أود ذكره هنا أن هناك مقولة (انتو غير) التي سببت شرخاً في الكيان الأردني قد تم استبدالها بعبارة ( ما حدا فاضي)  لهذا لم يكن للثقافة نصيب، فلم نسمع بقصيدة من شاعر أردني رغم وجودهم، ولم نسمع بمحاضرة ذات طابع أردني رغم وجود الخبراء، لأسباب واهية و غير مقنعة أولهما أن اللجنة ذاتها لم تكن مهتمة بذلك النوع من النشاطات، والسبب الثاني هو قلة عدد المطالبين بهذا النوع من الثقافة وآخر الأسباب وهي التي يتحجج بها وهي عدم تسديد السادة الشعراء للاشتراك الشهري. 

لم يكن يعجبني هذا السبب الأخير ولم أكن أراه مانعاً يعوق البدء بالنشاط الثقافي للنادي، و اذكر أنني قلت للجنة عندما تحججوا بهذا " اجعلوهم ضيوفا" أي افترضوا أنكم استضفتم شعراء أو محاضرين من خارج النادي فكان الجواب أن هذا نوعاً من الشُهرة لهم ويجب أن يسددوا اشتراكاتهم. لهذا كان نصيب الثقافة بالنادي كنصيب الرجل من المرأة عندما يشيب شعره و يقل ماله، حيث قال الشاعر

اذا شاب شعر المرء أو قل ماله                   فليس في ودهن نصيب. 




سادساً:  الندوات الدينية

 لقد كان النشاط الديني أفضل حالا من النشاط  الثقافي بالنادي، ويرجع السبب إلى أن حماس العضو الرئيس باللجنة وهو محمد الجراح لم يفتر بعد، لهذا نسقنا سوياً بالترتيب لتلك الندوات في شهر رمضان المبارك وجعلناها بشكل أسبوعي ودوري للرجال والنساء، وكان عدد الحضور متواضعاً وإن كان العدد يزيد بعض الشيء  عن عدد النساء الذي كان متواضعاً جداً ولم يزد عن أربع أو خمس نساء، في حين أن عدد الرجال كان يصل  إلى أكثر من عشرة وأقل من خمس عشرة.  وللأسف كان هذا دافعاً قوياً للتوقف عن هذا النشاط.  كذلك تم إعطاء محاضرة بمناسبة المولد النبوي الشريف حضرها العدد إياه.

سابعاً: النشاطات الرياضية

شكل النشاط الرياضي جانباً مهماً من نشاطات النادي الاجتماعي الأردني وذلك تمشياً مع الحس العالمي العام للكرة الرياضية ولأن رئيس بالنادي وصاحب الاقتراحات هو تخصص تربية رياضية.  لهذا تشكل الفريق الأردني وهو طبعاً ليس احترافياً وتم إجراء بعض المباريات الرياضية مع الجاليات الأخرى وأهمها الجالية المصرية.  كذلك قمتُ شخصياً بالتنسيق بين النادي الأردني وقسم اللغة الانجليزية حيث لعب مباراة ودية على ملعب الكلية.  وطبعاً ليس لي نصيب بموضوع الرياضة، فأنا لا أعشقها لا مشاهدة ولا لعباً إلا في حالة وطنية عندما يلعب أحد الأندية الأردنية على المستوى العالمي؛ عندها فقط أشاهد المباراة وأشجع وأهتف أنا والعائلة.  وهنا آخذ على النادي عدم دعوته لأعضاء النادي للاجتماع بمقهى أو صالة أو أي مكان آخر لمشاهدة تلك المباريات الوطنية، فالمشاهدة الجماعية أفضل من المشاهدة الفردية طبعاً.

وهنا أذكر للجالية الأردنية بشكل عام استقبالهم لأندية الرياضية الأردنية هنا والاحتفال بهم كما يليق بهم.  وكان الاستقبال الأول الذي شهدت لنادي الرمثا عام 1992 حيث لعب مع نادي ظفار وفاز عليه، واحتفلنا بهم في عشاء  بيت الحافة.  كان مصدر سعادتي بتلك الليلة أنني وجدت بالنادي لاعبين كبيرين بنادي الرمثا وهما راتب الداوود (الدكتور لاحقا) وأحمد الشنانية وكانا من طلابي بمادة الاستدراكي في اللغة الانجليزية بجامعة اليرموك عام 1983 أو 84.


كذلك حضر نادي الفيصلي ولعب مع نادي النصر ضمن بطولة آسيا أو الأندية العربية في عام 2001 على ما أذكر ثم أذكر أننا استقبلنا واحتفلنا بقدوم نادي الوحدات الرياضي ولعب في صلالة مع نادي النصر، وتم الاحتفال به احتفالا كبيرا هنا بالأغاني الوطنية والدبكة الشعبية  الأردنية. 

الأربعاء، 28 يونيو 2017

تابع نشاطات النادي

ثانيا احتفالات عيد الاستقلال


من الأمور التي ورثها النادي عن صندوق المعلمين الاحتفال السنوي بنهاية العام لتوديع المعلمين المنتهية إعارتهم، ورغم أنني لا أذكر أن شاركت بأي منها إلا أنني كنت أسمع أنهم يجتمعون ويوزعون الهدايا على المعلمين وينفض السامر ولا أدري أن كان هناك من يخطب فيهم شاكرا لهم جهودهم أو لا ، ولم أسمع عن عشاء أو أي صنف غذائي يقدم للحضور.

و عندما تحول التجمع الأردني إلى النادي سار على نفس الدرب، وقد اعترضتُ على ذلك عندما كان يُسمع لصوتنا لأننا ما زلنا بمرحلة التأسيس؛ وقلت لمن يهمه الأمر ليكون اللقاء الأول احتفالاً بعيد الاستقلال فلم ترق له الفكرة من باب عدم الاستعداد الكافي للموضوع.  وفعلا تم اللقاء الأول بقاعة مدرسة عائشة بنت أبي بكر واشتمل الحفل الذي كان تحت رعاية مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظ ظفار على كلمة وتكريم المعلمين وفقرة غنائية على العود للأستاذ ماهر حداد حيث تغنى فيها بكلام طيب عن الأردن وسهوله ودحنونه.  وهذا ما جعل فكرة أن يكون الاحتفال القادم تحت مسمى عيد الاستقلال ممكنة.  فما الذي  تغير ؟ الجواب ما يلي:

ربما سمع المنظمون بعد الحفل المتواضع بعض كلمات الثناء على الأغاني الأردنية فراقت لهم الفكرة خاصة أنها كانت موضع ترحيب. فتشجع أصحاب الإدارة  لهذا وأصبح احتفالاً سنوياً يتطور بشكل منظم وتشعر بالفرق بكل احتفال، وأصبح يقام تحت رعاية أحد مدراء العموم بمحافظة ظفار أو رئيس البلدية الشيخ سالم عوفيت  الشنفري الذي شرفنا بالحضور راعياً للاحتفال مرتين أولاهما بالافتتاح والثاني بعيد الاستقلال الحادي والستين.

كذلك شكل هذا النوع من الاحتفالات عنصراً مشجعاً للقطاعات أن تدعم النادي وتغطي احتفالاته، فكان الاحتفال يقام تحت رعاية الملكية الأردنية ويحضر مديرها من مسقط، ومن بنك عمان العربي بأكثر من مرة.  وقد كان لي شرف القاء كلمة بمناسبة عيد الاستقلال في أحد الاحتفالات في فندق حمدان.

يعتبر الاحتفال بعيد الاستقلال السنوي اللقاء الوحيد الذي يحضر فيه جميع الأردنيين المشاركين بالنادي طبعاً مع أسرهم، فيفرحون ويصفقون ويدبكون، وكان اللقاء بالعام الماضي 2011 يشمل العائلات المشتركين وعائلاتهم وأولادهم وهذا سهَّل حضور بعض العائلات غير المشتركة بالاحتفال.  وللتنويه فقد أحيا الحفل المطرب صالح كراسنة الذي أشجانا بأغانيه الوطنية التي جعلت الجميع يدبكون بحالة من الفرح لم نشهدها من قبل.

يعقب الاحتفال الذي أصبح يقام بالفنادق بوفيه عشاء فاخر للضيوف والحضور جميعا. و أصبح الاحتفال بعيد الاستقلال تحت العلم الأردني في كل عام، فكل عام والوطن بألف خير.

ثالثاً : المعايدات

أصبح النادي مكاناً للتجمع الأردني لتبادل التهاني بالأعياد، فلم يعد الأردنيون في حيرة  من أمرهم أي سيلتقون بالعيد.  فكما أسلفت سابقاً كان الإخوة في صندوق المعلمين يلتقون بالحديقة العامة للمعايدة حيث يتوزع الحضور على مجموعتين  الرجال والنساء، يشربون القهوة ويأكلون الحلوى ودمتم سالمين.  وعندما بدأت تتشكل مجموعات أولية قبل النادي سار هذا التجمع على الطريقة إياها ولكن بالحديقة العامة بالسعادة، وتطور الأمر ليجمع مبلغ من المال لصنع الطعام للجميع.  ولكن لم تستمر هذه التجمعات لما فيها من مآخذ إذ أن منها ما كان لا يؤدي الغرض المطلوب وهو التجمع؛ حيث كان يُعلن أن هذا اللقاء كاف للمعايدة العائلية لإعطاء الوقت الكافي لرب الأسرة أن يجتمع بأسرته، وفعلا التزم بعض الناس بهذا ولم يلتزم به آخرون.  فقد روى لي أحدهم أن أحد الحضور بالاجتماع العام بالحديقة فاجأ صاحبي بزيارة منزلية بعد انفضاض الاجتماع مباشرة كزيارة عيد. 

وبعد وجود النادي أصبح الاجتماع بدون أسر بمقر النادي وكان في أجمل صوره، فأنا من المعجبين جداً بجمعة الزلم، وقد كنت أشعر بالفخر أنني كنت انتمي إلى هذا التجمع الكبير وخاصة عندما أحضر لأرى سيارات الأردنيين وقد غطت الشارع المحاذي للنادي، وأرى العمانيين وهم ينظرون بفخر إلى هذا التجمع. يا لروعة الأردنيين عندما يجتمعون. 

الثلاثاء، 20 يونيو 2017

نشاطات النادي الاجتماعي الأردني بصلالة

نشاطات النادي

من الإنصاف الذكر أن وجود النادي الاجتماعي الأردني أفضل من عدم وجوده مهما كانت ملاحظاتنا عليه،  ومن الإنصاف كذلك أن نبين أن هناك عدة نشاطات اجتماعية للنادي لا بد من الإشارة اليها وهي:

أولاً: إظهار الهوية الوطنية الأردنية

رغم التواجد المتواضع للجالية الأردنية بصلالة مقارنة مع المصرية إلا أنها تبقى ذات سمعة جيدة ينظر الناس لها باحترام ربما بسبب العلاقات السياسية المتينة بين البلدين، لهذا كان من المهم جداً وجود مثل هذا النادي لوضع الجالية في مكانها الصحيح الذي سبقتنا فيه الجالية السودانية بسنوات.  وبوجود النادي أصبح يُشار إلى الأردنيين كجالية لهم كيانهم.  وقد تمثل هذا أحسن تمثيل عندما أصبح النادي يساهم في مختلف النشاطات الاجتماعية العمانية، وكذلك يحرص النادي على مشاركة أهل صلالة عزاءاتهم في حالات الوفاة حيث كنا نذهب كجماعة لتقديم العزاء فكان يقال هذول الأردنيين ، وكنا نسمع منهم من عبارات المديح والثناء ما يثلج الصدر عن تقارب العادات وعن العلاقة بين البلدين ونجلس مع أناس تدربوا عسكريا بالأردن ومنهم من درس بالجامعات الأردنية؛ يحدثوننا عن ذكرياتهم بالأردن وعن انطباعاتهم التي تشعرنا دائما بأننا في الأردن ننتمي إلى بلد كبير بأهله رغم صغر مساحته.

من أجل هذه النقطة المهمة كان لوجود مقر للنادي الأردني بصلالة أهمية كبيرة فهو يشير إلى الكينونة الأردنية ، ويصبح لهم مكاناً يمكن أن يتوجه إليه إي طالب لمعلومة أو استفسار عن جامعة أو مكان بالأردن.  وكان الموقع الأول  بمكان متوسط بصلالة وكان مكانا للقاء الأردنيين، ومما يشعر بالفخر أن تدخل هذا المبنى ليستقبلك الأخ أبو مجاهد (ببداية الأمر) بابتسامته الطيبة ويضيفك الشاي وتتجاذب أنت وإياه الحديث ويشارك بالحديث من حضر من المعلمين الذين كانوا يدرسون هناك.  وكثيراً ما كنا نضرب موعداً بالنادي إذا أردنا التوجه إلى مكان فيقال (نلتقي بالنادي).

وعندما اضطرت الظروف الرحيل إلى مكان آخر مقابل مسجد الزاوية  صغر المكان من بيت مستقل ليصبح شقة صغيرة بضعف الأجرة الشهرية ، وبدلاً من التفكير بزيادة دخل النادي تم إقفال حصص الدروس اليومية باعتبار أن النادي لا يستفيد منها مالياً؛ باستثناء حصص تحفيظ القرآن لمجموعة من النساء العُمانيات.  وبالرغم من صغر مساحة الشقة إلا أننا كنا نستعمل السطح للقاءات الدورية أو نشاطات أخرى للنادي.  وقد تم ترتيب مكان رائع لمن يريد للجلوس على السطح كمقهى ظاهرياً، وللتخفيف من وجود الضيوف بغرفة إدارة النادي، فرأى فيها البعض أنها طرد لهم أو ترفع، وما أن تم إغلاق باب الدروس حتى توقف بعض الناس (على قلتهم) عن التردد على النادي. وجاء خبر انتهاء عقد الأستاذ حسين أبو راس حتى تم إغلاق باب التواصل الاجتماعي عن طريق النادي، وأصبح حضور بعض أعضائه لوقت قصير ثم يذهبون، إلى أن تفاجأنا بخبر ترك المقر نهائياً.


لا نستطيع أن نعزي أنفسنا بالقول " لكل شيء إذا ما تم نقصان، فنحن لم نصل مرحلة التمام، بدأت الفكرة وتقدمت مرحلة جيدة ولكنها سرعان ما عادت إلى النقطة الأولى.  ثم عادت فقامت من جديد بوجود مقر للنادي ولكن بدون عضو متواجد فيه، وإنما اقتصر الأمر على هندي يضيف من حضر كاساً من الشاي.

الأحد، 18 يونيو 2017

الانتخابات الثانية وما بعدها

الانتخابات الثانية للجنة الدائمة لإدارة النادي

للذكرى فقد نجحت اللجنة المؤقتة السابقة بالاستمرار لفترة ثانية لأنها كما قالت كانت مؤقتة و بعد صدور القرار بالموافقة الرسمية أصبحت تتمتع بالحق في فترة ثانية لمدة سنتين، وفعلا تم لها ما أرادت وبعد مضي سنتين أخريين كان لا بد من إجراء انتخابات جديدة حسب تعليمات وزارة الشئون الاجتماعية.  وفعلا كان ذلك في شهر يناير حيث دعي لاجتماع  للجنة العمومية لمناقشة التقرير السنوي العام و إجراء الانتخابات.

ساد الاجتماع الكثير من النقاش حول بعض البنود اتسم بالجدية من قبل البعض ولم يعجب البعض الأخر باعتبار أن هذا النقاش (عيب) بحضور الضيوف من وزارة التنمية، ولا أدري ما سبب غضبهم لأن هذا النقاش كان حضارياً، ولو أنه كان من الأجدى الدعوة لاجتماع منفصل لمناقشة البنود والتي من أهمها موضوع انتخاب الرئيس بشكل منفصل, لقد كان الاجتماع يعكس صورة حية لمثيلاتها بالأردن، فقد كان هناك على ما يبدو تحضير مسبق لهذا باجتماع منفصل خارج النادي،  فقد تم إقرار فقرة انتخاب الرئيس بشكل مستقل رسميا بالتصويت حيث فازت الفقرة بالأغلبية. كذلك كان من ضمن الترتيب للانتخابات أيضا شأن آخر خارج النادي، فكيف كان ذلك.

منذ أن أعلن عن الدعوة للترشيح للجنة النادي تناقلت الأخبار عدم رغبة أي من أعضاء اللجنة الحالية لخوض هذه الانتخابات، ورغبتهم لرؤية وجوه جديدة تجدد الدماء بالنادي.  وكلما تقدمت الأيام زادت الأخبار هذه وكثر الحديث عنها إلى أن وصل الأمر إلى نهاية الفترة للترشيح ولم يتقدم لها إلا شخص و احد و هو الدكتور على سعادة (أبو فادي).

اعترف بأن لدي مشكلة خاصة في مثل هذه المواقف شبه السياسية والسياسية  وهي أنني كثيراً ما أصدق ما أسمع كما حدث بانتخابات الأردن عام 1989 وهي الرغبة بالتجديد، وللحديث شجون.  في تلك الانتخابات النيابية عزمت على عدم انتخاب أحد ممن جربناهم سابقا سواء وزراء أو نوابا، فلم أنتخب أحدا وانتخبت وجوها جديدة كليا حسب خبراتهم وحسب مؤهلاتهم ، و لم يفز أي شخص ممن انتخبت وعدنا إلى مقولة "عد رجالك و ارد المي (الماء)".

 حدث معي نفس الشيء في صلالة  وصدَّقتُ أن الإخوة الموجودين باللجنة لا يرغبون بأن يكونوا باللجنة مرة أخرى.  ولهذا صرحتُ بأنني ارغب بالترشح لموقع الرئيس؛ ومن الغريب أن كل من سمعني يفاجئني بقوله "و الله أبو علي مليح" فأرد عليه نعم هو كذلك ولكنه لم يترشح بعد، وأسمع أن لا نية لديه بذلك، فيضحك محدثي وينصرف، ولم أعرف سبب ضحكه إلا بعد الانتخابات.

كنت أجلس مع بعض الأردنيين بمقهى أتين نشاهد مسلسل نمر العدوان وفي أثناء ذلك طرحت عليهم الفكرة (وهي الترشح لموقع الرئيس.  فقال أحدهم "إذا كنتَ جاداً سأرى رأي الناس بذلك" فقلت له افعل، و عاد بعد يوم أو اثنين ليقول " و الله جماعتنا ما بنشد فيهم الظهر"، فأيقنت عندها أن الأمور محسومة لصالح الرئيس السابق الذي لا نية له بالترشح حتى قبل الاعلان عن نزوله للانتخابات،فخلعتُ الفكرة من رأسي ولو أنني تابعت الحديث عنها كلما قابلني أحد. 

شجع عدم وجود مرشحين للعضوية ثلاثة معلمين لأن يتقدموا بطلبات ترشيح وقد حرصوا على أن يتقدم بها كل فرد لوحده حتى لا يظهر الأمر وكأنهم تكتل وهم ليسوا كذلك.  لكن وفي اليوم الأخير تقدم سبعة أفراد بطلبات الترشيح و اتضح الأمر على أن هؤلاء هم الفائزون.

لا أخفيكم أنني ما زلت أعتقد أنه كان يجب أن يكون هناك وجه من الأردنيين الثلاث ضمن المجموعة لأن منهم الشاعر ومنهم الفنان وصاحب الخبرة في إدارة المعارض، وهذا ضروري جداً إذا أردنا تطوير نشاطات النادي كما كنا نأمل بأن يكون ثقافياً ايضاً.  وقد اقترحت على الرئيس أن يجلسوا جميعا لإجراء توافق ينتج عنه سبعة أشخاص دون انتخابات لأن وجود الانتخابات بهذه الطريقة سيضيف شقاً آخر بين أعضاء النادي، فوافق رغم أنني لم أكن على وفاق معه في تلك الفترة، وقال اتصل مع المجموعة، ورَتبْ وأنا جاهز فاتصلت معهم جميعا. واتضح لي أن هناك أيضاً موقف ضدي شخصياً من أفراد هذه المجموعة، فاعترض الأشخاص على فكرة التوافق ليَعود ويقول لا مانع عندما أخبره بموافقة الرئيس باستثناء الدكتور سعادة الذي قال ( أنا أريد الانتخابات) واعتذر لاحقا بأنه لم يعرف صوتي على التلفون.  هذا زاد من قناعتي بأن ألأمور محسومة طبعاً.  وكانت نتائج الانتخابات فوز التالية أسماؤهم ( مع حفظ الألقاب):

حسين الزعبي  رئيسا
محمد الجراح  نائبا للرئيس
محمد حبش
الدكتور علي سعادة
حسين ابو راس
موفق البدارين
ابو رشيد ( و لا أعرف اسمه الأول شأني شأن من انتخبه أو من زامله باللجنة، فلم يكن معروفا، لكونه كان يتنقل من مطعم إلى آخر)

ومن الفوائد الحلوة لهذه الانتخابات أنه لم تجر انتخابات أخرى بعدها فكانت الخاتمة (الله وكيلكو)، وإنما كانت الأمور تتم بطريقة التزكية وكثيراً ما كان يُقال أبو علي والجراح و          ( شوفولكوا) من تريدون معكم.  وهكذا تمت ببيت الحافة إذ تم الاتفاق على التالية أسماؤهم باجتماع بيت الحافة:

حسين الزعبي
محمد الجراح
على سعادة ( محاسب النادي)
فواز السفاريني
كرام السفاريني
موسى عمايرة

في شهر فبراير 2013 أعيد السيناريو إياه مرة أخرى وقال الرئيس والنائب انهم لا يريدان لأن قانون الجمعيات لا يسمح بأكثر من دورتين ولكنهم تجاوزوه بدورات؛ احتمال أن التفسير للقانون بأنه لا يسمح بدورتين ولكنه طبعاً سمح بأكثر من ذلك، وربما كانت تسير الأمور باتجاه البيعة لاحقاً، فتم اختيار سبعة من الأجاويد كلجنة لإدارة الانتخابات. بعد ذلك قام أحد الأشخاص وهو نفس الذي كان يلح على إدخال الشخصين إياهم من صندوق المعلمين آنف الذكر قبل عشرة سنوات، ليصر على وجود الرئيس ونائبه وأشيع بأن النادي لا يمكن له أن ينجح بدون هؤلاء، وفي الاجتماع التالي ظهرت نفس القائمة ونفس الرئيس ونفس نائب الرئيس ومجموعة أخرى من الأعضاء لا أعرف أسماء بعضهم. وكان توقعي للأمور أنه و بعد مائة سنة أن يبقى الرئيس و نائبه (إذا الله أعطاهم العمر الطويل) ومجموعه أعضاء غير معروفين. 

وهنا لا أريد أن أظهر وكأني أحمل الرئيس ونائبه وحدهم هذا الوزر ولكن يتحملها أعضاء النادي أيضاً بنفس الدرجة، فلكل قضية طرفان بدءاً بالسياسية وانتهاء بالنادي.  هنا لا بد من الإشارة إلى نقطة الاجتماع مع المؤسسين لتجميع الأصوات لتزكية الرئيس ونائبه.

بشهر يناير 2015 انتهت مدة اللجنة الادارية فأعلنوا كالعادة عدم نيتهم للترشح إلى آخر الأسطوانة إياها مما جعل أحد الأعضاء يترشح لمنصب الرئيس. وأعيد الطلب مرة أخرى فترشح آخر لمنصب الرئيس. تلقيت اتصال من السيد نائب الرئيس يدعونيي فيه الى اجتماع مع مجموعة أشخاص لأننا (والحمد لله من المؤسسين) حضرنا وحضر معنا من هو ليس من المؤسسين ولكن تمت دعوته لصفة فيه عرفناها لاحقاً. وكان الاجتماع في منطقة أتين حتى لا يأخذ الجانب الرسمي.

بدأ الرئيس الحديث بأنه كما تعلمون انتهت مدة اللجنة وقد ترشح السيدان الفاضلان فلان وفلان لمنصب الرئيس، فما رأيكم؟ كالعادة سكت الجميع وأخيراً نطق من كان ببواطن الأمور عالماً، وهو العضو غير المؤسس فقال "أنه لا نادي بدون الرئيس الحالي" وقال فيه الكثير بشكل مبالغ فيه لدرجة أثارت استغراب الحضور؛  فقد ولى الزمن الذي يقال فيه لولا فلان لذهب الناس أشتاتاً.

تحدثتُ بعده فقلت لقد أيدت الهيئة العامة قبل سنوات كثيرة أحد شروط الرئاسة حسب قانون التنمية الاجتماعية بأن مدة الرئيس سنتان فقط، لهذا أرى ضرورة الالتزام بالقانون؛ علق الرئيس على ذلك بأنهم تجازوا ذلك من دورات سابقة أي أن الرئاسة بآخر دورتين مخالفة للقانون؛ لكنه لم يشر إلى ضرورة التنفيذ لهذا القانون هذه المرة. عندها أشار غير المؤسس إلى ضرورة تغيير القانون من قبل الهيئة العامة فتعجب الحضور لهذا الطرح فقانون التنمية حكومي ولا نملك أن نغيره.

أخذتُ الحديث مرة أخرى بالتأكيد على أننا نريد الرئيس ونائبه ولكننا نريد الالتزام بالقانون. طرحت عليهم الحل وهي أن يترشح النائب للرئاسة ويحل الرئيس نائباً على طريقة بوتين بروسيا.  لم يعجب هذا الرئيس وإن كان نال هذا إعجاب بعض الحضور وتوقف النقاش عند هذه النقطة.  وختم الاجتماع بصينية هريسة، وتغير الحديث إيذانا بأن الحديث انتهى بأتين. لنجتمع باليوم التالي للانتخابات.  وهنا يبدو أن للحلو أثره الرهيب على الأردنيين داخل الوطن وخارجه؛ ففي الأردن تُقدم الكنافة وفي صلالة تُقدم الهريسة.

حضر الكثير من الأعضاء للانتخابات بالنادي ليفاجئنا الرئيس بالحديث عن مشاكل تواجه النادي مع الفرع الرئيس بمسقط وإشكالات هنا مع وزارة التمنية التي لم يحضر مندوبها بالاتفاق مع الرئيس وقال لا انتخابات اليوم حتى نحل المشكلة.  فقام المرشح الثاني لمنصب الرئيس فقدم نفسه وبرنامجه مما دفع المرشح الأول أن يقدم نفسه أيضا؛ وتقدم بعض الإخوة ورشحوا أنفسهم للعضوية؛ وانتهى الاجتماع فغادر معظمنا النادي، انتظاراً لدعوة أخرى بعد شهر للانتخابات.

بعد ساعة نزلت عبارات الشكر للمرشح الأول والثاني على مجموعة الواتس اب لتنازلهم للرئيس (المجتاوز للقانون عدة دوررات) ليكون رئيساً مرة أخرى حتى تحل المشاكل غير الموجودة أصلا؛ فكان الأمر إعطاء من لا يملك شيئاً لمن لا يستحق.  وتمت الدعوة لاجتماع بعد اسبوع لتزكية ذلك الأمر، فلم أحضره كما هي عادتي من سنوات بمقاطعتي اجتماعات النادي الرسمية احتجاجاً على عدم شرعية الرئيس.          


الجمعة، 16 يونيو 2017

النادي الاجتماعي الأردني بسلطنة عُمان

النادي الاجتماعي الأردني بسلطنة عمان.

كانت الموافقة من وزارة التنمية الاجتماعية بداية الطريق الفعلي لتحقيق الطموحات التي طالما حلمنا بها أثناء الجلسات  الليلية ونحن نتحدث عن النادي، فكان الكل يتحدث عن أهمية التجمع، وأهمية الحاجة إلى مقر يجمعنا، وآخر يتحدث عن أهمية الظهور أمام المجتمع العماني كجالية أردنية لها وزنها، ومنّا من تحدث عن المطالبة بفتح مدرسة  أردنية بصلالة. أمال كثيرة منها ما تحقق ومنها ما بقي آمال عسى أن تتحقق يوما ما. لكن الذي غاب عن بالنا بهذه أن أعداد الأردنيين بصلالة ليست بالعدد الكافي لتحقيق مثل هذه المشاريع، فلا بد له من دخل ، ولا يوجد بصلالة من أصحاب رؤوس الأموال من يتبنى فكرة النادي ويدعمه مالياً.  لهذا تبقى العين بصيرة واليد قصيرة إلى أن يتحقق ذلك.

مقر النادي و الافتتاح

لقد تم العثور على بناء مستقل يكون مقراً للنادي في صلالة الجديدة، قريبا من مسجد الهدى، وتم الافتتاح تحت رعاية الشيخ سالم عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار.  وقد كان الافتتاح متميزاً فعلاً تنظيماً و حدثاً مهماً، وقد شاركتُ باستقبال الإخوة الضيوف من العمانيين والجاليات الأخرى، لأن اللجنة كانت مشغولة مع الرئيس والضيوف الآخرين فكان لا بد من وجود من يرحب بالضيوف الآخرين. 

مع بداية مسيرة النادي الفعلية بدأ التخطيط لعملية موارد النادي، فليس من المعقول أن لا يجد النادي مصدر دخل آخر غير الرسم السنوي كدخل ثابت.  لهذا تم إدخال العصائر والمشروبات الساخنة، وهذا الإجراء كان مفاجئاً لبعض الأعضاء إذ اعتقد البعض أن هذه تقدم مجاناً.  وقد كنتُ شخصياً مع فكرة تقديمها مجانا لأني بصراحة كنت أعتقد أن النادي هو مضافة أردنية أولاً وثانياً لا أعتقد أن ما يدخل عن النادي من الشاي والقهوة يمكن أن يشكل دخلا كبيراً يمكن الاعتماد عليه.

لجأ النادي كذلك إلى فكرة دروس التقوية لمختلف المراحل بأجرة عادية، يتقاضى النادي مبلغ عشر ريالات بدل المكان ويأخذ الأستاذ الباقي.  وهذه يجب التوقف عندها من حيث الفكرة نفسها والتنفيذ.  فالفكرة كانت معقولة جداً وتخدم الأستاذ الأردني وتقاطر المعلمون للاشتراك بالتدريس في هذه الحصص.  وكان عدد الطلبة متواضعاً طبعا إذا ما قورن بالطموحات، فدروس التقوية هي نفسها ما يُعرف بالخصوصي وهو يعتمد بشكل رئيس على الدعاية للأستاذ في الخارج، وهذه يتفوق علينا فيها الأخوة المصريون، لهذا كان الحضور قليلاً بالنسبة لطلاب الثاني عشر(التوجيهي) ومعقولا بباقي الصفوف.  لهذا لجأت إدارة النادي إلى تكريم المشاركين بالحصص عند ظهور النتائج رغم تواضع معدلاتهم، في حين استثني أبناء المشتركين الآخرين من التكريم رغم تفوقهم الباهر كابنتي سمو التي حققت معدل 94,5 في ذلك العام.  فاللجنة ارتأت أن يكون التكريم لمن استفاد منه النادي ماديا فكرمها الله بِجَمْعٍ خيرٍ من جمعهم وهو تكريم المديرية العامة للتربية والتعليم لأوائل الثانوية العامة.

للأسف أجدنا نحن الأردنيين دائماً محطة للحسد، فبدأت الخلافات تدب لاحقاً بين المعلمين وإدارة النادي ولا أريد الخوض فيها لسببين  أولهما أنني وعدت بأن لا أذكر إلا ما يَسُر، وثانيهما أنني سمعت القصة من طرف واحد، وهذا يعني أن لدي نصف الحقيقة؛ وانتهت هذه المرحلة من التدريس وأصبح النادي خاوياً على عروشه.  وهنا لا بد من التنويه أن حصص التقوية ما كان يجب أن تُلغى بهذه السهولة حيث كان لها دور اجتماعي أكثر من الدور المادي للمعلمين أو النادي؛ فكان وجود المعلمين يجعل نوعاً من الحياة في النادي ويشجع الجميع على المرور إلى النادي لأنه يُدرك أن هناك من سيتحدث معه.

و بالإضافة لدور حصص التقوية هذه فأنه لا بد من التعريج عن دور الأستاذ أبو مجاهد الذي كان يعمل مجانا ( كما علمت) بالنادي آخر النهار ويلتزم بالجلوس فيه إلى الساعة العاشرة ليلاً، وبعد أن استقال لنقله خارج صلالة، استلم الراية من بعده الأستاذ حسين أبو راس، وكان له الدور الكبير  في استمرارية شعلة النادي،  وبذهابه اتجهت أمور النادي إلى التراجع من ناحية الدور الاجتماعي إلى وصل الأمر بهم إلى إغلاق المقر الدائم للنادي وبقيت لوحته يعلوها الغبار على أخر مقر للنادي.  فبدأنا فكرة في الهواء وانتهينا كما بدأنا وهذا تماشيا مع الآية القرآنية " كما بدأنا أول خلق نعيده" . و استمر ذلك لسنة أو أكثر لدرجة دفع بعضنا وأنا منهم إعادة النظر بقيمة الاشتراك، وتساءلنا عن جدوى الدفع لفكرة في الهواء لا أرضية لها.  وتم استئجار مبنى جديد بجانب بلدية ظفار للنادي، وهو الآن  بشكل يليق بالجالية فعلاً.


الأحد، 11 يونيو 2017

زلزال اجتماعي

زلزال اجتماعي

تمادى أعضاء صندوق المعلمين بمحاولة إظهار أنفسهم كجالية بأكثر من موقف قبل هذا الزلزال إلى أن حدث  أمر نبه الجميع إلى ضرورة الحركة فعلاً.  فقد حضر إلى صلالة شخص يحمل درجة الدكتوراه ليجمع التبرعات لبناء مسجد بالأردن.  وقد بدأ بجامع الشنفري، وقد سمعت أنه جمع مبلغاً جيداً بهذا المسجد.  وفي الجمعة اللاحقة توجه إلى مسجد الهدى وبعد انتهاء الخطبة قام الدكتور وطلب التبرع للمسجد.  عندها قام أحد أعضاء الصندوق وانفجر بوجه الدكتور طالب التبرعات وقال له أنت لا تجمع لمسجد وإنما تجمع لجيبك، لأن الحكومة الأردنية تغطي بناء المساجد بالأردن ( وهو يعلم طبعاً أن هذا ليس صحيحاً)  ونعته بأقذع الشتائم أمام الحضور ومنها أن هذا التصرف يسبب الخزي والعار للجالية.  وحدث هرج بالمسجد ومرج، فلم يجبه الدكتور كما نقل شهود العيان، وقال (حسبي الله ونعم الوكيل) ولم يجمع التبرعات.  وقد تم تهديده بالترحيل بصفتهم الاعتبارية كهيئة جالية ولها نفوذها.  ما أعرفه أن الدكتور صاحب التبرع  أختصر الشر لأن الجماعة قد عقدوا العزم على ملاحقته بالمساجد الأخرى إن أعاد الكرة.

تداعت أطياف مختلفة من الجالية الأردنية من موظفي قطاع عام وخاص لمناقشة هذا الحدث،  وخلصوا إلى أن ما قام به عضو اللجنة الكريم أساء للأردن أكثر من الإساءة التي يمكن أن تكون لحقت به من جراء جمع التبرعات؛  فالأردنيون ليسوا وحدهم من يجمع التبرعات.  وتمت دعوة لجنة صندوق المعلمين للحضور لمناقشة هذا الحدث فلم يحضر منهم إلا الرئيس الذي نقل أسف الجميع لما حدث وقال انه تصرف فردي ولا يمثل الصندوق كما هو حال السياسة هذه الأيام.  وطلب نسيان الموضوع، فلم ينل هذا رضى الحضور.  وصدر رغبة علنية بتشكيل لجنة للتأسيس لجالية تشمل جميع الأردنيين يتحدد فيها مهام الجميع، فلا يجوز أن تبقى الأمور عائمة فقال الرئيس الجالية موجودة، وهنا سمعها صريحة بأن الموجود ليس جالية.

تم تكليف السيد حسين الزعبي من قبل الموجودين للتفاوض مع لجنة الصندوق للخروج بتصور واضح وهنا لجأت لجنة الصندوق إلى المماطلة وأصبحت المقولة خلينا نجتمع مع جماعتنا ( يقصدون المعلمين) ولم يجتمعوا بحجة أن منهم من هو بالجبل ومنهم من هو خارج صلالة ولا يحضرون إلا كل أسبوع ومنهم من لا يحضر إلا بإجازة نهاية العام.  وهكذا بين صدٍ وردٍ ضاع الوقت بانتظار اجتماعهم، ولم يجتمعوا.

بعدها اجتمع المعنيون بالأمر وقررنا البدء رسميا بالإجراءات ، وهنا جاء منهم الرئيس والأساتذة ابراهيم الحاوي وغازي الحمايدة ليجتمعوا مع الحضور.  وكان الهدف من هذا الاجتماع هو شق صف المجوعة التي تطالب بالجالية لأنهم طلبوا اجتماعاً مع حسين لوحده وهناك تمت مفاوضته على أن يكون رئيساً لأن أبو صخر منهي إعارته و لا يريد (هاي الشغلة)، فرفض حسين هذا العرض لأنه كان موكلاً فقط بالحديث وليس باتخاذ قرار. عندها تم الحديث عن تأجيل الاجتماع حتى يحضر المعلمون من الجبل بالإجازة.

تتابعت الاجتماعات للمضي قُدُماً بإجراءات النادي إلا أن جميع هذه الإجراءات كانت تُقابل بمحاولة الإلتفاف عليها عن طريق التلميح إلى موضوع اللجنة والرغبة بأن تكون بالتزكية دون انتحاب وتضمينها أستاذين فاضلين محددين بالتشكيل الجديد ، وعندما لا يقبل هذا العرض لأن القاعدة الأردنية التي بدأت بالتوسع ترغب بالتجديد يكون الحل خلينا نشوف باقي الناس هروباً من الاستمرار بالحديث.

وعندما فشلت جهود الضم هذه تم تدوير عبارة (أنتو غير) واسطوانة القطاع الخاص القطاع العام وفرق الرواتب والرغبة بالسيطرة من القطاع الخاص وأحاديث غير مقبولة لتفتيت الجهود (للتوضيح فقط كان هناك سوء فهم بالنسبة للقطاع الخاص، إذ أنهم اعتبروا كل من هو غير معلم تربية قطاعاً خاصاً)، ولا أدري سر التمسك بكرسي لا يدير إلا عشرين عضواً. 

وقد تم استغلال زيارة السيد الملحق الثقافي الدورية للمعلمين في هذا الموضوع، وتم إقناعه بأن هذا النادي الجديد موجه ضد المعلمين.  فحضر إلى مطعم أرابيلا مستفهماً وشارك في الحديث عن الجالية ورأي السفارة (كعنصر ضغط).  وتكرر المشهد بالاجتماع الرسمي بقاعة المديرية العامة للتربية والتعليم حيث سمع سعادة المستشار من المعلمين أنفسهم ما يؤيد الرغبة بالتغيير.  وكان المفروض أن ينهي الأمر بهذا الاجتماع، إلا أننا فوجئنا بسعادته يحضر مساء إلى مطعم أرابيلا مع الأخوين المُشار لهما سابقاً وكان جُل همه أن يرى الأستاذين الكريمين المذكورين ضمن اللجنة.  وأذكر إنه طلب الاجتماع مع حسين والجراح والأستاذين الكريمين وكان على عشاء طبعاً على طاولة جانبيه انضم إليها من لم يكن مرغوبا فيه من الحضور؛ في هذا الاجتماع صرح الملحق بأن الأخ الجراح شخصٌ غير مرغوب فيه باللجنة؛ وطبعاً اقتضت أصول الضيافة أن لا يقال لسعادته أن هذا ليس شأنه.  وفي اليوم الثاني تحول هذا الطلب إلى رجاء بضم الأخوين الكريمين بالذات؛ لغاية هذه اللحظة لا أفهم سر إصرار سعادة الملحق على ضم هؤلاء لدرجة أنه وسّط شخصاً آخر ليؤثر علينا لنقبل بهم.

بعد زيارة سعادة الملحق ثم المضي بمشروع النادي، وحتى ندفع أي شك بنية الجميع تم الاتفاق على لقاء يشمل الجميع بقاعة فندق ظفار وقد تمت الدعوة للجميع بالمساجد كما تجري العادة هنا بصلالة في مثل هذه الظروف، وكان الهدف من هذا الاجتماع هو الخروج من عنق الزجاجة.  وهنا كان لا بد من التصويت على المشروعين: مشروع صندوق المعلمين و رسومه السنوية خمس ريالات ومشروع النادي ورسم تأسيسه عشر ريالات.  فكان سؤال الأستاذ محمود العتوم ( أبو مجدي) من مع الخمسة أو مع العشرة. وتم التصويت برفع الأيدي ففاز  مشروع أبو العشرة، فانسحب بعض الإخوة من مناصري صندوق المعلمين، في حين اختار آخر الانضمام إلى المشروع الجديد ودفع الرسوم وهي عشر ريالات. وقد بدأ الجميع بالدفع كذلك وتبادل الجميع التهاني بهذا الانجاز.  وقد تم تزويد الأخ محمد الجراح بنسخ من جوازات السفر وبطاقات المقيم للمضي بإجراءات تسجيل النادي.  وتم انتخاب هيئة تحضيرية لهذه الغاية وهم مع حفظ الألقاب:
حسين الزعبي رئيساً
محمود الخزاعلة نائبا للرئيس
محمد الجراح أمينا للسر
أبو مجاهد
وليد زريقات عضوا
محمد القيسي عضوا.
جعفر الصرايرة عضوا

تم الاتفاق بالاقتداء بقانون البلديات بالأردن بوجوب انتخاب الرئيس منفرداً، فلم يترشح أحد باستثناء الزعبي ولهذا فاز بالتزكية.

  طالت المدة ولكن بالأخير تمت الموافقة والحمد لله وتم الاتفاق باجتماع للهيئة العمومية على الرسوم السنوية وهي خمسة وعشرين ريالاً. وللتوضيح كذلك فإن معظم من عارض المشروع عاد وانضم إليه لأنه أحب أن يكون مع الجماعة.


الخميس، 1 يونيو 2017

ارهاصات تسبق النادي

بداية الإرهاصات للنادي الاجتماعي بصلالة

على ما أذكر أنه وفي بدايات القرن الحادي والعشرين أقامت الكلية معرضا باليوم المفتوح وقد خصصت جزءاً منه للجاليات الأجنبية بصلالة.  وتصادف أنني كنت أقف إلى جانب زميلي الأستاذ مصطفى شنتور ( من السودان الشقيق) وكان منسق الجاليات لهذا المعرض، وقد قال لي معتذرا لأنه لم يرسل كتابا للجالية الأردنية: "يا أستاذ طلال لو كان لكم جالية لدعوناكم" فشعرت بالحرج، وقلت له يا أخي "لنا جالية وإن كانت بدون مقر"،  فاعتذر وجهز كتابا ارتأيت إرساله مع الأستاذ سمير الخطيب حتى لا يبدو الأمر شخصياً، وفعلا سلمه الأستاذ سمير لجماعة صندوق المعلمين ولا أدري هل كان لأبي صخر أو الحاوي.  وفي الحقيقة أنني كنت قد عقدت العزم على إثارة هذا الموضوع أمام الإخوة الذين يتواجدون بمطعم أرابيلا، وهم من مختلف القطاعات.

وفي المساء وعند اجتماع الربع كلهم طرحت الفكرة وما جرى بيني و بين الأخ شنتور، وشعرت بأن فكرتي وصلت الجميع على ضرورة الانطلاق بفكرة الجالية إلى ما هو أبعد من صندوق المعلمين. وطُرِحت أفكار كثيرة وتشعبت ولكنها تجمع على هذه الضرورة.  وقد تم الاتفاق على مخاطبة جماعة الصندوق للالتقاء. 

لقد تم النقاش مجدداً بحضور الأستاذ أبو صخر بمطعم أرابيلا في غرفة داخلية.  ولا أذكر أن حضر أحد آخر من جماعة الصندوق، ولكن الذي اذكره أن المتحدث الرسمي كان ابو صخر، الذي بدأ حديثه بضرورة الانضمام للجالية ( بالمناسبة كان يطلق على الصندوق لفظ الجالية أحيانا) حتى يجوز الحديث عنها ولابد من الانضمام ودفع مبلغ الخمسة ريالات فدفع الحضور، ولكني لم أدفع لاعتقادي بأن الأمور لا تُحل هكذا.  وبعد ذلك اتكأ أبو صخر على جنبه وقال " والله احنا المعلمين مش فاضين لهالسوالف وعندنا أشغالنا؛ لكن روح يا حسين والجراح على الكلية وساووا اللي بدكوا اياه".  لم يكن هذا مقنعاً لأي من الحضور   ودار الحديث عن الجالية وما شابه ذلك ولكنه كان كلاماً عاماً، ولم يأت بجديد وإنما كان بداية الطريق.

حضر الإخوة حسين الزعبي ومحمد الجراح إلى الكلية ومعهم بعض الأشياء الأردنية والأعلام الأردنية والصور وأشياء تراثية أخرى مثل الثوب الأردني المسمى الشرش (تصادف وجود أم حسين الزعبي بصلالة فأحضر شرشها) وأحضروا المهباش ولا أدري كيف حصلوا عليه.  ومثَّلنا الأردن خير تمثيل بهذا الجهد المتواضع رغم شح الإمكانيات المتوفرة.  المهم أذكر أنني كنت معهم بكل التفاصيل بالمعرض بالكلية وكنت أداوم في الجناح والتقطت بعض الصور لي مع بعض الزملاء مرتديا الشماغ  والى جانب المهباش.

 

الصورة في المعرض الأردني الأول في الكلية التقينة و هي مع الاستاذ بيوش مثال من الهند

هنا أذكر تعليقاً لإحد الزملاء حول الموضوع وهو  ( لولا الأستاذ طلال ما صار المعرض) فصححه زميلٌ لم يتواجد بالمعرض رغم قربه منه إلا فترة التصوير مع راعي الحفل ( لولا حسين الزعبي ما صار معرض).  أنا أعرف أن الأستاذ الزميل كان يقصد لولا أن أخبرتهم.

ترك المعرض صورة رائعة بالكلية؛ أما خارج الكلية علت وتيرة الحديث حول أهمية وجود  مثل هذه المظلة للجالية الأردنية جمعاء، لإظهار حقيقة الجالية، فصار هذا الموضوع حديثنا اليومي كمدخل للحديث عن الجالية والكل يدلي بدوله من الحضور الذي كان يمثل مختلف الأطياف؛ فكان هناك معلمو التعليم العام والعالي ومحاضرو الكلية التقنية وجامعة ظفار والقطاع الخاص من موظفي الشركات.   وكان الحديث يتناول  بعض الأخبار حول بعض ممارسات أعضاء صندوق المعلمين الذي امتد إلى بعض خصوصيات غير المشتركين بصندوقهم باعتبارهم مسئولي الجالية.

كذلك كان أحد نتائج المعرض فتح قنوات اتصال مع الصندوق فأصبح يحضر بعض أعضائه إلى مطعم أرابيلا وخاصة أبو صخر.  ورجعنا لمقولة ( هاي الجالية موجودة تعالوا انضموا) ، وكان لهذا الأمر هدفان على ما أعتقد، وهما محاولة إعادة الحياة للصندوق الذي أصبح يقتصر على الأعضاء وأصدقائهم ، والهدف الثاني هو إضفاء الشرعية على الصندوق كممثل للجالية.  لهذا كان الحديث يصل إلى طريق مسدود في كل مرة.  كذلك كان هناك تلميحاً لم يرتق للتصريح بالرغبة لضم حسين الزعبي (لعلاقته الجيدة مع مدير التربية والتعليم) إلى صندوق المعلمين ظناً منهم أنه يمثل الغالبية وبانضمامه يمكن التأكيد على أنهم يمثلون الجالية الأردنية عموماً.  كانت النتيجة  معروفة وهي عدم نجاح المهمة هذه.