رابعًاً : العزاء
كما يعلم الجميع لا تسير الأمور على وتيرة واحدة، فسبحان قاهر عباده بالموت. فعندما كانت تحدث وفاة كان العزاء يتم ببيت الشخص
نفسه الذي لا يتسع للجميع، ولهذا كان يقتضي الظرف أن يغادر الحضور بعد شرب القهوة
بدقائق ليصعد من ينتظر إلى العزاء وهكذا حتى ينقضي واجب العزاء. وكان أول حادثة وفاة شاهدتها بشهر سبتمبر أو أكتوبر
1990 لأبن لأحد المعلمين بحادث سير، ودفن في صلالة، كذلك توفي أكثر من معلم قضاء وقدرا بأمراض
مختلفة. لكن يبقى الحدث الأكبر هو وفاة
جلالة المرحوم الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي حدثتكم عنه سابقاً.
ضحايا التفجيرات الإرهابية
عندما هزت المجتمع الأردني التفجيرات الإرهابية بالفنادق الأردنية بالحادثة
المشهورة كان لي شرف المبادرة بالطلب إلى اللجنة بالتحضير لصلاة الغائب مشاركة منا
مصاب الأهل بالوطن العزيز، فتم تبليغ الجميع وحضر معظم الأردنيين وصلينا صلاة
الغائب بالمسجد المقابل لمطعم أرابيلا، وقد كان لي شرف الإمامة بهذه الصلاة. وبعد الصلاة قدم لنا الإخوة العمانيون العزاء
بهذه المناسبة الأليمة.
خامساً: النشاطات الثقافية
كما أشرت سابقا بأن موضوع الثقافة لم يكن يحظى بالاهتمام الكبير من قبل إدارة
النادي ولا أدري لماذا؟ أو ربما أدري ولكن لا أريد الحديث عنه، لكن ما أود ذكره
هنا أن هناك مقولة (انتو غير) التي سببت شرخاً في الكيان الأردني قد تم استبدالها
بعبارة ( ما حدا فاضي) لهذا لم يكن
للثقافة نصيب، فلم نسمع بقصيدة من شاعر أردني رغم وجودهم، ولم نسمع بمحاضرة ذات
طابع أردني رغم وجود الخبراء، لأسباب واهية و غير مقنعة أولهما أن اللجنة ذاتها لم
تكن مهتمة بذلك النوع من النشاطات، والسبب الثاني هو قلة عدد المطالبين بهذا النوع
من الثقافة وآخر الأسباب وهي التي يتحجج بها وهي عدم تسديد السادة الشعراء للاشتراك
الشهري.
لم يكن يعجبني هذا السبب الأخير ولم أكن أراه مانعاً يعوق البدء بالنشاط
الثقافي للنادي، و اذكر أنني قلت للجنة عندما تحججوا بهذا " اجعلوهم
ضيوفا" أي افترضوا أنكم استضفتم شعراء أو محاضرين من خارج النادي فكان الجواب
أن هذا نوعاً من الشُهرة لهم ويجب أن يسددوا اشتراكاتهم. لهذا كان نصيب الثقافة
بالنادي كنصيب الرجل من المرأة عندما يشيب شعره و يقل ماله، حيث قال الشاعر
اذا شاب شعر المرء أو قل ماله فليس في ودهن نصيب.
سادساً: الندوات
الدينية
لقد كان النشاط الديني أفضل حالا
من النشاط الثقافي بالنادي، ويرجع السبب
إلى أن حماس العضو الرئيس باللجنة وهو محمد الجراح لم يفتر بعد، لهذا نسقنا سوياً
بالترتيب لتلك الندوات في شهر رمضان المبارك وجعلناها بشكل أسبوعي ودوري للرجال
والنساء، وكان عدد الحضور متواضعاً وإن كان العدد يزيد بعض الشيء عن عدد النساء الذي كان متواضعاً جداً ولم يزد
عن أربع أو خمس نساء، في حين أن عدد الرجال كان يصل إلى أكثر من عشرة وأقل من خمس عشرة. وللأسف كان هذا دافعاً قوياً للتوقف عن هذا
النشاط. كذلك تم إعطاء محاضرة بمناسبة
المولد النبوي الشريف حضرها العدد إياه.
سابعاً: النشاطات الرياضية
شكل النشاط الرياضي جانباً مهماً من نشاطات النادي الاجتماعي الأردني وذلك
تمشياً مع الحس العالمي العام للكرة الرياضية ولأن رئيس بالنادي وصاحب الاقتراحات
هو تخصص تربية رياضية. لهذا تشكل الفريق
الأردني وهو طبعاً ليس احترافياً وتم إجراء بعض المباريات الرياضية مع الجاليات
الأخرى وأهمها الجالية المصرية. كذلك قمتُ
شخصياً بالتنسيق بين النادي الأردني وقسم اللغة الانجليزية حيث لعب مباراة ودية
على ملعب الكلية. وطبعاً ليس لي نصيب
بموضوع الرياضة، فأنا لا أعشقها لا مشاهدة ولا لعباً إلا في حالة وطنية عندما يلعب
أحد الأندية الأردنية على المستوى العالمي؛ عندها فقط أشاهد المباراة وأشجع وأهتف
أنا والعائلة. وهنا آخذ على النادي عدم
دعوته لأعضاء النادي للاجتماع بمقهى أو صالة أو أي مكان آخر لمشاهدة تلك المباريات
الوطنية، فالمشاهدة الجماعية أفضل من المشاهدة الفردية طبعاً.
وهنا أذكر للجالية الأردنية بشكل عام استقبالهم لأندية الرياضية الأردنية
هنا والاحتفال بهم كما يليق بهم. وكان
الاستقبال الأول الذي شهدت لنادي الرمثا عام 1992 حيث لعب مع نادي ظفار وفاز عليه،
واحتفلنا بهم في عشاء بيت الحافة. كان مصدر سعادتي بتلك الليلة أنني وجدت بالنادي
لاعبين كبيرين بنادي الرمثا وهما راتب الداوود (الدكتور لاحقا) وأحمد الشنانية
وكانا من طلابي بمادة الاستدراكي في اللغة الانجليزية بجامعة اليرموك عام 1983 أو
84.
كذلك حضر نادي الفيصلي ولعب مع نادي النصر ضمن بطولة آسيا أو الأندية العربية
في عام 2001 على ما أذكر ثم أذكر أننا استقبلنا واحتفلنا بقدوم نادي الوحدات
الرياضي ولعب في صلالة مع نادي النصر، وتم الاحتفال به احتفالا كبيرا هنا بالأغاني
الوطنية والدبكة الشعبية الأردنية.