الأحد، 1 يناير 2017

الكلية

الكلية

كانت بداية معرفتي بالتعليم العالي بهذه المحافظة عندما التحقتُ إلى الكلية المتوسطة للمعلمين التابعة لوزارة التربية والتعليم العمانية عام 1990.  وكانت هذه الكلية جزءاً من منظومة تابعة لدائرة إعداد وتوجيه المعلمين يرأسها بتلك الفترة الأستاذ جابر العبري، وتتألف من خمس كليات وهي الكلية المتوسطة للمعلمين بالقرم بمسقط، والكلية المتوسطة للمعلمين بالرستاق  والكلية المتوسطة للمعلمين بعبري (إناث)، والكلية المتوسطة للمعلمين بنزوي والكلية المتوسطة للمعلمين بصلالة، وكانت كلها بأبنية مستقلة باستثناء الكلية المتوسط للمعلمات بصلالة حيث كانت جزءاً من مدرسة.

 و قد اتضح لي كما علمت لاحقا أن الهدف من هذه الكليات هي تخرج معلمين عمانيين مؤهلين لإحلالهم محل العمالة الأجنبية كخطوة للتعمين بالمرحلة الإلزامية، ضمن برنامج طموح يمتد لعشرة سنوات.   و اختارت وزارة التربية النموذج الأردني بالمناهج، فالخطة أردنية و المناهج تم تصميها أردنياً، والكتب تم تأليفها من قبل أردنيين.  وبما أن الهدف كان للتعمين فقد كانت خطوات التعمين هذه تتم حسب الحاجة ونتج عنها محدودية المقبولين، إذ لم تكن الأعداد كبيرة، فقد كانت الدفعة (اللغة الانجليزية) التي درسّناها عام 1990 ثمانية عشر طالباً، وأخذ العدد يتناقص إلى أن وصل الصفر بالسنة الأخيرة فلم يكن لدينا أي طالب تخصص لغة انجليزية، وكان جدولنا من اللغة الانجليزية ثقافة عامة. وفي السنة قبل الإخيرة ستة طلابا فقط لا غير. وكان تفسير هذا هو أن الحاجة في العام القادم هي لهذه الأعداد فقط.

وبما أن الهدف هو التعليم والتدريس فقد كانت المناهج تركز على الجانب العملي أكثر من المحتوى الفعلي للمادة؛ وكان الهدف كما يبدو هو تدريب الطلاب وتأهيلهم بالمواد التي سيدرسونها لطلاب المرحلة الإلزامية الابتدائية.  وفي حالة اللغة الانجليزية تعني الصفوف الرابع والخامس والسادس بتلك الفترة حيث كان يبدأ تدريس اللغة الانجليزية بالصف الرابع.  لهذا كان كلُ فصل يحتوي على ما يُعرف بالتربية العملية، تبدأ بالمشاهدة لمعلمين أصليين في المدارس بالفصل الأول ومن ثم مشاهدة أقرانهم من السنة الثانية، ثم يبدأون بإعطاء الدروس اعتباراً من الفصل الثاني ولمدة سنتين. وبعد كل حصة يعطونها نجلس معهم و نناقشهم ونوجههم للأفضل.
لكن هذا لا يمنع أن تكون هناك مواد أكاديمية أخرى فهم طلاب تخصص لغة انجليزية.  فهناك مساق اللغة الانجليزية العام وهو متطلب كلية لكل التخصصات. وهناك مساق قواعد، ومساق صوتيات ولفظ، ومساق تذوق نصوص أدبية وهذا كان من نصيبي طيلة وجودي بالكلية لأنني أحضرت مادة المساق معي من الأردن، ومساق وسائل تعليمية، ومساق الاختبارات وتصميمها. وكان هناك مختبر لغة انجليزية ماركة فيليبس للاستماع.

أما عن التخصصات فكانت : التربية الإسلامية واللغة العربية واللغة الانجليزية والدراسات الاجتماعية والعلوم والرياضيات والتربية المهنية للذكور والتدبير المنزلي للإناث؛ و هذه هي التخصصات الموجودة بالمدارس. 

وبما أن التربية هي الأساس فقد كان قسم التربية والمنهاج هو الأكبر من حيث عدد المدرسين؛ ففي الوقت الذي كانت بعض الأقسام تحوي ثلاث مدرسين فقط كان قسم التربية يحوي على عشرين مدرساً تقريباً.


صورة لي غير واضحة المعالم  مع طلاب قسم اللغة الاجليزية شاءت الصدف أن يزودني بها الأستاذ عبد الله المعمري سنة 2015 وهو أحد طلابي بالكلية المتوسطة للمعلمين في عام 1993عندما التقيته بمركز اللولو للتسوق. وهو أحد الشباب  بالصورة. وفيها أيضا الأستاذ سعيد المشيخي الذي شاءت الصدف أيضا أن يزاملني في الكلية التقنية بعد هذه المدة الطويلة.  وهناك تواصل بيني وبين بعض الشباب من طلابنا بتلك الفترة سواء من كان بصلالة أو بالشمال؛ والفضل لهذا العالم الفضائي وهو الانترنت.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق