الاثنين، 3 أكتوبر 2016

الفصل الرابع

الفصل الرابع

الشعب العماني

أما عن الشعب العماني فمن البديهي القول أنه شعب عريق ذو حضارة زاهرة وتاريخ مجيد.  لقد كان أول ما لفت انتباهي عندما تجولت بالكلية المتوسط للمعلمين بصلالة خارطة قديمة مرسومة بيد الطلبة (ربما لاستعمالها كوسيلة تعليمية) على باب المكتبة القديمة قبل التحديث؛ وتُبَين هذه الخارطة حدود الدولة العمانية بما كان يُعرف بالدولة البوسعيدية وهي حقبة مهمة من التاريخ العماني، و تظهر الخارطة حدود عمان بتلك الفترة حيث وجدتها تمتد من بلوشستان بالباكستان إلى زنجبار بأفريقيا.  وعندما تعرفت أكثر على تاريخ هذا البلد العريق بالمناهج الدراسية التي أطلعت عليها بحكم متابعاتي لأبنائي بالمدرسة أيقنت أنني فعلا في بلد عريق وعريق جداً. لهذا تجد المزيج من الحضارات و الأطياف من الشعب و لكنهم جميعاً عمانيون. يفتخرون كلهم  بتاريخهم التليد ويباهون به الدنيا.


اللباس العماني

يتكون اللباس العماني الرسمي الذي يلتزم العمانيون بدوامهم من الدشداشة العمانية البيضاء والتي تختلف عن باقي أشكال الدشداشة الخليجية، حيث لا ياقة ظاهرة لها عند الرقبة، إنما هي فتحة دائرية يتم إغلاقها بزر ويتدلى منها (شربوشة) يحرصون على تعطيرها دائماً خاصة عند الشباب والشيوخ، كذلك لا جيب على الصدر وليست ضيقة على الجوانب وهي فضفاضة بجيبين كبيرتين على الجوانب للمحفظة و المفاتيح ولهم فيها مآرب أخرى. ويضعون على رؤوسهم ما يعرف عندهم بالمَصَرْ العماني وهو ذو ألوان وأنواع مختلفة النوعية والثمن ويربطونه كالعمامة فوق رؤوسهم بطريقة رائعة ومختلفة طبعاً فمنها الرسمية و الشبابية.  أما في حالة الطلاب بالمدارس أو بعد الدوام فيلبسون الكُمّة و هي كالطاقية، و هي أيضا بأشكال مختلفة.

وينتعلون النعال (كالشبشب أجلكم الله ولكنه من الجلد)، ولا يلبسون الحذاء أبداً، إلا إذا سافروا بمهمة رسمية ولبسوا اللباس الإفرنجي فيكون التغيير.  هنا لا بد من ذكر الطرفة التالية حول هذا الموضوع: ذات يوم وفي بداية الفصل الدراسي دخل عندي طالب متأخراً عن موعد المحاضرة، وبدأ بالاعتذار عن التأخير وكان الشائع عني أنني لا أحبذ الدخول للمتأخرين؛ فما كان مني إلا أن تقدمت منه وصافحته بحرارة، وقلت له يا ابني أنت لا تثريب عليك ويمكنك أن تتأخر كل يوم فازداد خجل الطالب وحرجه ظناً منه أنني أوبخه ولكن بطريقة غير مباشرة، فازداد حرجاً؛ فأوضحتُ له " يا ابني أنت يمكن اعتبارك من المجددين على اللباس العماني، وقبل أن يأخذ الجميع الدهشة سارعت بالتوضيح أكثر أنه أول شخص أقابله يلبس الحذاء (الكندرة) على الدشداشة العمانية.  فأدرك الطالب أنني أشير أن لباسه غير كامل حسب القوانين؛ هنا أوضح الطالب أنه كان يعيش بالكويت عند أقارب له، وحضر قبل الدوام بيوم ولم يستطع تجهيز الملابس فاستعار دشداشة عمانية من أهل بيته ونسي أن يلبس النعال لأن أخوتنا بالكويت يلبسون الحذاء مع الدشداشة.  طبعا كان الطالب من المتميزين الناضجين علمياً و فكرياً وأظنه كان أول طالب أدرِّسه يحصل على درجة فوق ال 90  بالمستوى الرابع (ADVANCED) بالمرحلة التأسيسية.   

أما اللباس الداخلي فيتكون من قطعتين العلوية الفانلة وهي من القطن ونصف كم فلا يلبسون الشبّاح كما شاهدت؛ أما القطعة السفلى فهي ما يُعرف عندهم بالوزار وهو أيضا من القطن أو مواد أخرى يلفونه حول وسطهم بطريقة فنية احترافية لا تؤدي إلى سقوطه.  و على ما أظن أن هذا حال كل الدول الساحلية بلبس الوزار.  و للأمانة فقد حاولت تقليدهم بذلك إلا أنني فشلت تماماً.

هناك أيضا لباس الأفراح والأعراس وهذا سأتحدث عنه بفصل العرس الظفاري لاحقاً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق