الصحبة والصداقة في ديار الاغتراب
حقيقة لم أجد تشبيهاً يمثل الصحبة أو الصداقة في ديار
الاغتراب أفضل من ركاب على متن حافلة تسير إلى هدف معين مع توقفها بمواقف معينة.
وأثناء توقفها ينزل منها بعض الركاب ويصعد آخرون.
ربما يدور حديث تقتضيه طول المسافة إلا أن هذه العلاقة تنقطع بمجرد نزول
أحد الركاب من الحافلة ليحل محله آخر. فننسى من غادر وينسانا طبعاً.
يختلف الأمر في حالة وصول بعض الركاب نهاية خط الرحلة
بعد أن يكونوا بدءوها سويا؛ إذ ربما يجلسون سويا يتذكرون الرحلة ومصاعبها
وما كان من أمرها ثم ما يلبث الجميع أن يغادروا المحطة، ربما يتصافحون أو يلوح
أحدهم بيده للأخر مودعاً. هنا طبعا لا أشير بإصبع الاتهام لأحد فحال الراكب
المغادر لا يختلف عن الجالس فالعلاقة متوازية .
تبقى هناك حالات لا تنطبق على المثل أعلاه وهم ممن يمكن
أن يصنفوا من باب " بضحكوا بوجه اللي جاي وبضرطوا للمقفي".
و الأمر لا يحتاج للشرح؛ هي حالة الاستفادة ما أمكن من بعضهم بعضاً على كل
المستويات وبعد حصول المراد يتم التضريط حسب من ينهي أهدافه منم الصحبة أولاً.
لهذا جاءت إحدى توصياتي في كتاب الطريق إلى صلالة بعد خبرة طويلة بأن يهتم كل واحد بشأنه الخاص وما عليه من الباقي، ويبقى ضمن
الخطوط العريضة التي أشرت إليها في ركاب رحلة الحافلة.
ويبقى الخل الوفي أحد المستحيلات الثلاثة.
وسلامتكو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق