الثلاثاء، 19 أبريل 2016

الضرب تحت الحزام



الضرب تحت الحزام

هذا تعبير اختراع مصري حصرياً فما كنت أسمع به خارج المسلسلات المصرية.  ويقصد بهذا التعبير حسب فهمي المتواضع هو ضرب الوجود بقصد إنهاء الطرف الآخر دون أن تترك أثراً ربما؛ فالمنطقة التي تقع أسفل  البطن لا تتحمل الضرب ولهذا فأخف الضربات التي تأتي بغتة ودون حساب تؤدي غرضها وتصل للهدف دون أن تترك دليلاً على  الجريمة.  وهذا النوع من الضرب يأتي عند  التنافس مثلاً على وظيفة معينة، أو على قلب فتاة جميلة أو قلب المسؤول المباشر لك بحيث يكون لك وحدك دون زملائك الآخرين.  ومن ميزات هذا النوع أنه يأتي نتيجة عدم القدرة على التنافس الشريف معك.
كيف يمكن أن تكتشف هذا النوع من الضرب وأصحابه. ببساطة عندما تلاحظ مثلاً أن هذا الزميل يكثر من الحديث عن المسؤول والطعن فيه، وبيان عيوبه  ثم تراه بعد فترة يشرب الشاي في مكتب المسؤول فاعرف أنك تخوزقت حضرتك؛ خاصة عندما يكون معك المسؤول رسمياً جداً في حين أن صاحبنا يتظاهر بعدم صداقتك أمامه.  وهذا يؤكد أنك فعلا تخوزقت.  طبعا أمثال هذا النوع من البشر يعرفون أنهم سيكشفون يوما ولكن ما يهمهم هو اللحظة فقط.  
السؤال هو كيف يمكن لصديقك مثلاً أن يضربك تحت الحزام إن لم يجد شيئا مهما يضربك به؟ هنا يكون التكتيك الأيجاسلبي.  لا أدري إن كان أحد  سبقني إلى هذا التعبير من قبل. وأعني به أن يتحدث عنك أيجابياً مادحاً مشيداً بتنوع ثقافتك ورفعة أصلك وقوة مؤهلاتك وفي اللحظة التي يفتح المسؤول فاه منشرحا يلقي بقنبلته بقوله ورغم هذا ومن باب الحرص على المصلحة العامة فإنك لا تصلح لأن مؤهلاتك أعلى من الواقع المعاش وتعطي نتائج سلبية بالمكان، ويقترح نقلك أو إنهاء خدماتك لتكون بمكان أعلى يليق بقدراتك الفذة.  لا يهمه فعلا أين تكون المهم أن لا يراك أمامه بالعمل لأن وجودك امامه يشعره دائما كم هو صغير.
لهذا  يا عزيزي  القادم إلى ديار الاغتراب احرص كل الحرص من كثير التهلي فيك؛ لا أقصد طبعا المثل المعروف (كثرة التهليب تجيب الضيف الوسخ)  ولكني أيضاً أشير إلى أن بعض كثيري التهلي هم أنفسهم الوسخون وليس من صدق كثرة تهليهم. فهم يهلّوا بك كي تؤمن لهم وبعدها تجد نفسك خارج الحوش.

اللي يجيرنا وإياكم من الضرب تحت الحزام هذا.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق