الأحد، 24 أبريل 2016

شكسبير والأستاذ صلاح الحسني





بمناسبة ذكرى وفاة المسرحي والشاعر الانجليزي الخالد شكسبير  تفتحت قريحة الأستاذ صلاح الحسني عن ذاكرة ايام الدراسة بالكلية المتوسطة للمعلمبن بصلالة فجادت بهذا المقال الطيب على الفيس بوك . أحببت أن أشاركه هنا بعد إذنه. 
وليم شكسبير و ذاكرة طالب كلية
احتفل العالم الثقافي بالامس بتاريخ وفاة الشاعر و المسرحي الانجليزي وليم شيكسبير والذي بلا شك قد اثرت اشعاره و مسرحياته الادب والفن العالمي.
كانت الفرصة الاولى التي من خلالها تعرفت على وليم شكسبير هو من خلال اذاعة "هنا لندن" او "بي بي سي" كما يسميها الاغلبية..حيث بدأت الادمان على الاستماع لهذه الاذاعة الرائدة والعريقة ايام حرب الخليج الثانية 1990 ، فقد كان والدي - حفظه الله - يحافظ على الاستماع اليها لمتابعة مجريات الاحداث و تحاليل الاخبار حينها..وفي اللحظات التي لم يكن الوالد قريبا من الراديو كنت اهتم بالاستماع الى فاروق الدمرداش رحمه الله و هو يحكي عن مسرحيات وليم شكسبير ثم تطور الامر الى متابعة مجلة هنا لندن والتي كانت تقدم وتوفر لي الكثير من المعلومات عن وليم شكسبير وعن غيره من رواد الادب العالمي.
في عام 1992 انتقلت الى مدينة صلالة للدراسة في الكلية المتوسطة للمعلمين تخصص لغة انجليزية..حيث تشرفت بان اكون احد طلبة الاستاذ طلال الخطاطبةوالذي اخذ على عاتقه تدريس منهج الادب الانجليزي لنا.
حصة الادب عند الاستاذ طلال الخطاطبة كانت تنقلني من جو الدراسة الى جو الفن المسرحي، فمنذ اللحظة التي يدخل فيها الاستاذ طلال قاعة الصف كنت استشعر فعلا بابداعه في تدريس تلك المادة، فمن خطو اقدامه و مشيته الواثقة و ألقاءه التحية علينا ..الى وقفته في منتصف الصف حيث كنا تقريبا 18 طالبا نجلس على شكل حرف U كان الاستاذ طلال يقف في منتصف الصف..شامخا..وسيما و كأنك ترى امامك احد امراء مسرحيات شكسبير واحد فرسانها المغمورين..يقف الاستاذ طلال و يدا يمسك بها الكتاب فاتحا على الصفحة التي بها القصيدة التي اوردها باسفل المقال بينما تبقى اليد الاخرى تسافر في فضاء الصف يمنة و يسرة علوا و هبوطا تارة مضمومة الى صدره و تارة مفتوحة و متباعدة و هو يلقي علينا القصيدة و يقرأها ..
من ذلك المشهد التمثيلي في حصة الادب الانجليزي ترسخت قصيدة Shall I compare ..بت اكرر القصيدة و ارددها حتى مع نفسي..بات ذلك المشهد التمثيلي مشهدا راقيا لاجد نفسي متعلقا بالشعر اكثر وبالادب الانجليزي اكثر واكثر ..
?Shall I compare thee to a summer's day
Thou art more lovely and more temperate
Rough winds do shake the darling buds of May
And summer's lease hath all too short a date
Sometimes too hot the eye of heaven shines
;
And often is his gold complexion dimmed
And every fair from fair sometimes declines
.
By chance or nature's changing course untrimmed
But thy eternal summer shall not fade
;
Nor lose possession of that fair thou owest
Nor shall death brag thou wanderest in his shade
.
when in eternal lines to time thou growest
,So long as men can breathe, or eyes can see
.
So long lives this. and this gives life to thee
هذه هى السونيته رقم 18 الشهيرة التى يبدأ فيها شكسبير بعقد مقارنة بين جمال محبوبته واعتدال الجو فى يوم من أيام الصيف الأنجليزى ثم ينكر هذه المقارنة لأن الصيف فصل متقلب وينتهى الى ان محبوبته تكسر حدود الزمن لأن الشاعر قد خلدها فى قصيدته التى لابد أن يكتب لها الخلود فى رأيه وأن ينشدها الناس على مر الزمان.
ولهذه القصيدة ترجمتان
الترجمة الأولى
ألا تشبهين صفاء المصيف
بل أنت أحلى وأصفى سماء
ففى الصيف تعصف ريح الذبول
وتعبث فى برعمات الربيع
ولا يلبث الصيف حتى يزول
وفى الصيف تسطع عين السماء
ويحتدم القيظ مثل الأتون
وفى الصيف يحجب عنا السحاب
ضيا السما وجمال ذكاء
وما من جميل يظل جميلا
فشيمة كل البرايا الفناء
ولكن صيفك ذا لن يغيب
ولن تفتقدى فيه نور الجمال
ولن يتباهى الفناء الرهيب
بأنك تمشين بين الظلال
اذا صغت منك قصيد الأبد
فمادام فى الأرض ناس تعيش
ومادام فيها عيون ترى
فسوف يردد شعرى الزمان
وفيه تعيشين بين الورى
ترجمة : د/ محمد عنانى - جريدة المساء - 1962
الترجمة الثانية
من ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى
وفنون سحرك قد بدت فى ناظرى أسمى وأغلى
تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلى
والصيف يمضى مسرعا اذ عقده المحدود ولى
كم أشرقت عين السماء بحرها تلتهب
ولكم خبا فى وجهها الذهبى نور يغرب
لابد للحسن البهى عن الجميل سيذهب
فالدهر تغير واطوار الطبيعة قلب
لكن صيفك سرمدى ما اعتراه ذبول
لن يفقد الحسن الذى ملكت فيه بخيل
والموت لن يزهو بظلك فى حماه يجول
ستعاصرين الدهر فى شعرى وفيه أقول:
ما دامت الأنفاس تصعد والعيون تحدق
سيظل شعرى خالداً وعليك عمراً يغدق.
Top of Form


الثلاثاء، 19 أبريل 2016

الضرب تحت الحزام



الضرب تحت الحزام

هذا تعبير اختراع مصري حصرياً فما كنت أسمع به خارج المسلسلات المصرية.  ويقصد بهذا التعبير حسب فهمي المتواضع هو ضرب الوجود بقصد إنهاء الطرف الآخر دون أن تترك أثراً ربما؛ فالمنطقة التي تقع أسفل  البطن لا تتحمل الضرب ولهذا فأخف الضربات التي تأتي بغتة ودون حساب تؤدي غرضها وتصل للهدف دون أن تترك دليلاً على  الجريمة.  وهذا النوع من الضرب يأتي عند  التنافس مثلاً على وظيفة معينة، أو على قلب فتاة جميلة أو قلب المسؤول المباشر لك بحيث يكون لك وحدك دون زملائك الآخرين.  ومن ميزات هذا النوع أنه يأتي نتيجة عدم القدرة على التنافس الشريف معك.
كيف يمكن أن تكتشف هذا النوع من الضرب وأصحابه. ببساطة عندما تلاحظ مثلاً أن هذا الزميل يكثر من الحديث عن المسؤول والطعن فيه، وبيان عيوبه  ثم تراه بعد فترة يشرب الشاي في مكتب المسؤول فاعرف أنك تخوزقت حضرتك؛ خاصة عندما يكون معك المسؤول رسمياً جداً في حين أن صاحبنا يتظاهر بعدم صداقتك أمامه.  وهذا يؤكد أنك فعلا تخوزقت.  طبعا أمثال هذا النوع من البشر يعرفون أنهم سيكشفون يوما ولكن ما يهمهم هو اللحظة فقط.  
السؤال هو كيف يمكن لصديقك مثلاً أن يضربك تحت الحزام إن لم يجد شيئا مهما يضربك به؟ هنا يكون التكتيك الأيجاسلبي.  لا أدري إن كان أحد  سبقني إلى هذا التعبير من قبل. وأعني به أن يتحدث عنك أيجابياً مادحاً مشيداً بتنوع ثقافتك ورفعة أصلك وقوة مؤهلاتك وفي اللحظة التي يفتح المسؤول فاه منشرحا يلقي بقنبلته بقوله ورغم هذا ومن باب الحرص على المصلحة العامة فإنك لا تصلح لأن مؤهلاتك أعلى من الواقع المعاش وتعطي نتائج سلبية بالمكان، ويقترح نقلك أو إنهاء خدماتك لتكون بمكان أعلى يليق بقدراتك الفذة.  لا يهمه فعلا أين تكون المهم أن لا يراك أمامه بالعمل لأن وجودك امامه يشعره دائما كم هو صغير.
لهذا  يا عزيزي  القادم إلى ديار الاغتراب احرص كل الحرص من كثير التهلي فيك؛ لا أقصد طبعا المثل المعروف (كثرة التهليب تجيب الضيف الوسخ)  ولكني أيضاً أشير إلى أن بعض كثيري التهلي هم أنفسهم الوسخون وليس من صدق كثرة تهليهم. فهم يهلّوا بك كي تؤمن لهم وبعدها تجد نفسك خارج الحوش.

اللي يجيرنا وإياكم من الضرب تحت الحزام هذا.   

السبت، 16 أبريل 2016

الطالب الزميل الأستاذ صلاح الحسني




الطالب الزميل الأستاذ صلاح الحسني
الأستاذ صلاح هو أحد خريجي قسم اللغة الانجليزية في الكلية المتوسطة للمعلمين عام 1994، وأظنهم كانوا الدفعة الأخيرة في هذا التخصص في الوزارة حسب خطط الوزارة التي اشرت لها ب"الطريق إلى صلالة".
افترقنا وودعنا صلاح كما ودعنا غيره من الطلبة؛ إلا أنه تميز  عنهم بعد ذلك بسنوات.  فالتميز عن الغير  لا وقت له، ولكل إنسان طريقته في التميز طبعاً.
كان للانترنت الأثر الأكبر في إيصال الناس الباحثين عن غيرهم  أو الراغبين بذلك  بمن افترق عنها بحكم الظروف.  وهكذا كان بيني وبين الأستاذ صلاح، حيث تفاجأت بتعليق لطيف على السيرة الذاتية لي على مدونتي الخاصة " دوحة الخطاطبة" قبل أن يحذفها موقع مكتوب كما حذف جميع  المدونات؛ وذكرني بنفسه رغم عدم حاجتي لذلك طبعا فذاكرتي رسخ فيها صلاح والكثير من طلبة الكلية المتوسطة وازداد رجوعي لهذا التاريخ عندما قارنته بحقب تاريخية أخرى فأصبحت كثير الحنين  لتلك الفترة زملاء وطلاباً.
لم يكن الفيس قد ظهر أو انتشر وذاع صيته، فلم أكن من رواده، لهذا بقي اتصالي بصلاح مقتصراً على تعليق هنا أو هناك  على المدونة إياها؛ إلا أن كان اللقاء على الفيس أخيراً لأفاجأ به وقد فاقني  تمسكاً بالتاريخ القديم.  فعرفت عنه الكثير مما كتب على صفحته فلاحظت أنه
1)     كان تفصيلي السرد لأحداث تعينه بمرحلة الدراسة الأولى معلماً للغة الانجليزية فوجدت تشابها بيني وبينه بحبنا  للماضي.
2)     عندما ازددنا إعجابنا بهذا فاجأني بأخرى وهي احتفاظه بملاحظتي له على حصص التدريب العملي  وكذلك بالنسبة لملاحظات الأستاذ مسعود الجباهي بنفس الفترة.  ووضع لها صوراً على الفيس.  سأحاول تنزيلها هنا.  
3)     قبل أيام أرسل لي تسجيلا أخذ من وقته الكثير ليحوله من تسجيل عادي لملف MP3 وأرسله على الواتس آب لأسمع صوتي وأنا أودعه متمنياً له التوفيق  في عمله الجديد؛ أعادني ل اثنين وعشرين عاماً  مضت ؛ شعرت بقشعريرة نشوة وأنا أسمع صوتي.  ولا أخفيكم أنني بعد أن سمعت صوتي ولغتي العربية  حزنت على هذا العمر الذي مضى ولم أكن أكتب فيه أي شيء.  المهم أنني بكتاب " الطريق إلى صلالة" اكتشفت أنه لم يفتني الكثير.
4)     أنا واثق أنه ربما سيتحفنا بالصور لأضعها هنا على مدونة " من دفتر الغربة".

هل سمعتم بشخص بتميز ووفاء الأستاذ صلاح الحسني!!!  شخصياً  لم أجد من هو بتلك الصفات بعد؛ ربما إذا بقي بالعمر بقية أكتشف ذلك.


الأستاذ صلاح الحسني أحييك من كل قلبي.