بمناسبة ذكرى وفاة المسرحي والشاعر الانجليزي الخالد شكسبير تفتحت قريحة الأستاذ صلاح الحسني عن ذاكرة ايام الدراسة بالكلية المتوسطة للمعلمبن بصلالة فجادت بهذا المقال الطيب على الفيس بوك . أحببت أن أشاركه هنا بعد إذنه.
وليم شكسبير و ذاكرة
طالب كلية
احتفل العالم الثقافي بالامس بتاريخ وفاة الشاعر و المسرحي
الانجليزي وليم شيكسبير والذي بلا شك قد اثرت اشعاره و مسرحياته الادب والفن
العالمي.
كانت الفرصة الاولى التي من خلالها تعرفت على وليم شكسبير هو من
خلال اذاعة "هنا لندن" او "بي بي سي" كما يسميها
الاغلبية..حيث بدأت الادمان على الاستماع لهذه الاذاعة الرائدة والعريقة ايام حرب
الخليج الثانية 1990 ، فقد كان والدي - حفظه الله - يحافظ على الاستماع اليها
لمتابعة مجريات الاحداث و تحاليل الاخبار حينها..وفي اللحظات التي لم يكن الوالد
قريبا من الراديو كنت اهتم بالاستماع الى فاروق الدمرداش رحمه الله و هو يحكي عن
مسرحيات وليم شكسبير ثم تطور الامر الى متابعة مجلة هنا لندن والتي كانت تقدم
وتوفر لي الكثير من المعلومات عن وليم شكسبير وعن غيره من رواد الادب العالمي.
في عام 1992 انتقلت الى مدينة صلالة للدراسة في الكلية المتوسطة
للمعلمين تخصص لغة انجليزية..حيث تشرفت بان اكون احد طلبة الاستاذ طلال الخطاطبةوالذي اخذ على عاتقه تدريس منهج
الادب الانجليزي لنا.
حصة الادب عند الاستاذ طلال الخطاطبة كانت تنقلني من جو الدراسة
الى جو الفن المسرحي، فمنذ اللحظة التي يدخل فيها الاستاذ طلال قاعة الصف كنت
استشعر فعلا بابداعه في تدريس تلك المادة، فمن خطو اقدامه و مشيته الواثقة و
ألقاءه التحية علينا ..الى وقفته في منتصف الصف حيث كنا تقريبا 18 طالبا نجلس على
شكل حرف U كان الاستاذ طلال يقف في
منتصف الصف..شامخا..وسيما و كأنك ترى امامك احد امراء مسرحيات شكسبير واحد فرسانها
المغمورين..يقف الاستاذ طلال و يدا يمسك بها الكتاب فاتحا على الصفحة التي بها
القصيدة التي اوردها باسفل المقال بينما تبقى اليد الاخرى تسافر في فضاء الصف يمنة
و يسرة علوا و هبوطا تارة مضمومة الى صدره و تارة مفتوحة و متباعدة و هو يلقي
علينا القصيدة و يقرأها ..
من ذلك المشهد التمثيلي في حصة الادب الانجليزي ترسخت قصيدة Shall I compare ..بت اكرر القصيدة و ارددها حتى مع
نفسي..بات ذلك المشهد التمثيلي مشهدا راقيا لاجد نفسي متعلقا بالشعر اكثر وبالادب
الانجليزي اكثر واكثر ..
?Shall I compare thee
to a summer's day
Thou art more lovely and more temperate
Rough winds do shake the darling buds of May
And summer's lease hath all too short a date
Thou art more lovely and more temperate
Rough winds do shake the darling buds of May
And summer's lease hath all too short a date
Sometimes too hot the eye of heaven shines
;And often is his gold complexion dimmed
And every fair from fair sometimes declines
.By chance or nature's changing course untrimmed
;And often is his gold complexion dimmed
And every fair from fair sometimes declines
.By chance or nature's changing course untrimmed
But thy eternal summer shall not fade
;Nor lose possession of that fair thou owest
Nor shall death brag thou wanderest in his shade
.when in eternal lines to time thou growest
;Nor lose possession of that fair thou owest
Nor shall death brag thou wanderest in his shade
.when in eternal lines to time thou growest
,So long as men can
breathe, or eyes can see
.So long lives this. and this gives life to thee
.So long lives this. and this gives life to thee
هذه هى السونيته رقم 18 الشهيرة التى يبدأ فيها شكسبير بعقد مقارنة
بين جمال محبوبته واعتدال الجو فى يوم من أيام الصيف الأنجليزى ثم ينكر هذه
المقارنة لأن الصيف فصل متقلب وينتهى الى ان محبوبته تكسر حدود الزمن لأن الشاعر
قد خلدها فى قصيدته التى لابد أن يكتب لها الخلود فى رأيه وأن ينشدها الناس على مر
الزمان.
ولهذه القصيدة ترجمتان
الترجمة الأولى
ألا تشبهين صفاء المصيف
بل أنت أحلى وأصفى سماء
ففى الصيف تعصف ريح الذبول
وتعبث فى برعمات الربيع
ولا يلبث الصيف حتى يزول
وفى الصيف تسطع عين السماء
ويحتدم القيظ مثل الأتون
وفى الصيف يحجب عنا السحاب
ضيا السما وجمال ذكاء
وما من جميل يظل جميلا
فشيمة كل البرايا الفناء
ولكن صيفك ذا لن يغيب
ولن تفتقدى فيه نور الجمال
ولن يتباهى الفناء الرهيب
بأنك تمشين بين الظلال
اذا صغت منك قصيد الأبد
فمادام فى الأرض ناس تعيش
ومادام فيها عيون ترى
فسوف يردد شعرى الزمان
وفيه تعيشين بين الورى
بل أنت أحلى وأصفى سماء
ففى الصيف تعصف ريح الذبول
وتعبث فى برعمات الربيع
ولا يلبث الصيف حتى يزول
وفى الصيف تسطع عين السماء
ويحتدم القيظ مثل الأتون
وفى الصيف يحجب عنا السحاب
ضيا السما وجمال ذكاء
وما من جميل يظل جميلا
فشيمة كل البرايا الفناء
ولكن صيفك ذا لن يغيب
ولن تفتقدى فيه نور الجمال
ولن يتباهى الفناء الرهيب
بأنك تمشين بين الظلال
اذا صغت منك قصيد الأبد
فمادام فى الأرض ناس تعيش
ومادام فيها عيون ترى
فسوف يردد شعرى الزمان
وفيه تعيشين بين الورى
ترجمة : د/ محمد عنانى - جريدة المساء - 1962
الترجمة الثانية
من ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى
وفنون سحرك قد بدت فى ناظرى أسمى وأغلى
تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلى
والصيف يمضى مسرعا اذ عقده المحدود ولى
كم أشرقت عين السماء بحرها تلتهب
ولكم خبا فى وجهها الذهبى نور يغرب
لابد للحسن البهى عن الجميل سيذهب
فالدهر تغير واطوار الطبيعة قلب
لكن صيفك سرمدى ما اعتراه ذبول
لن يفقد الحسن الذى ملكت فيه بخيل
والموت لن يزهو بظلك فى حماه يجول
ستعاصرين الدهر فى شعرى وفيه أقول:
ما دامت الأنفاس تصعد والعيون تحدق
سيظل شعرى خالداً وعليك عمراً يغدق.
وفنون سحرك قد بدت فى ناظرى أسمى وأغلى
تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلى
والصيف يمضى مسرعا اذ عقده المحدود ولى
كم أشرقت عين السماء بحرها تلتهب
ولكم خبا فى وجهها الذهبى نور يغرب
لابد للحسن البهى عن الجميل سيذهب
فالدهر تغير واطوار الطبيعة قلب
لكن صيفك سرمدى ما اعتراه ذبول
لن يفقد الحسن الذى ملكت فيه بخيل
والموت لن يزهو بظلك فى حماه يجول
ستعاصرين الدهر فى شعرى وفيه أقول:
ما دامت الأنفاس تصعد والعيون تحدق
سيظل شعرى خالداً وعليك عمراً يغدق.