الأحد، 31 يوليو 2016

الطريق إلى صلالة

المقدمة
قالت لي إحدى صديقات الأنترنت كتعليق على سيرتي الذاتية بالمدونة مازحة (فالأعمار بيد الله) عندما يكتب الإنسان سيرته الذاتية أو مذكراته يكون يختم حياته. لا أدري إن كان تحليلها سيصدق أم لا، ولكني شعرت بضرورة تطوير فكرة السيرة الذاتية الاعتيادية لتكون إضاءة لجانب من حياتي العملية في محافظة ظفار/ صلالة في سلطنة عُمان؛ ففيها من التجارب الكثير حيث امتدت إقامتي في في هذه المنطقة قرابة الربع قرن من الزمن منذ عام 1990؛ والحياة تجارب.

لقد أردتُ لهذا المشروع في البداية أن يحمل عنوان " الطريق إلى عُمان"، ولكني لاحظت لاحقاً أن حديثي وذكرياتي ستكون كلها عن محافظة ظفار عموماً وصلالة على وجه الخصوص. لذلك تحول العنوان إلى " الطريق إلى صلالة". وبقي "الطريق إلى عُمان" عنوان الباب الأول من الكتاب. لهذا  سأعرّج على ما عرفته من معلومات عن بعض المناطق الأخرى من السلطنة مما سمعت من بعض طلابي من باقي مناطق السلطنة بالكلية المتوسطة للمعلمين في الفترة من 1990 – 1995 أو الكلية التقنية التي التحقت بها في 25 / 1 / 1997 إلى ساعة إعداد الكتاب.

وقد يسأل سائل عن الفائدة التي ستعود على قارئ هذا المشروع، وهنا أجيبه أن هذا بالإضافة إلى كونه نوعاً من أدب السيرة الذاتية إلا أنه يمثل دراسة اجتماعية وصفية للمجتمع الظفاري كجزء من مجتمع عُمان ككل بِعَيْنَي أردني مغترب كما عاشه؛ فإن أفضل التقييم برأيي المتواضع هو بِعَيْنَي غيرك. كذلك فإنه سيوثق للجالية الأردنية بصلالة في فترة تفوق العشرين عاماً، مع التعريج على باقي الجاليات حتى تكتمل الصورة.

ومن الناحية الأكاديمية سأكون شاهداً على تجاربي الأكاديمية من بداية التفكير بمشوار الاغتراب من الناحية العملية، فأشهد وأوثق لمراحل التعاليم العالي أردنياً وعُمانياً من وجهة نظر شخصية في فترة زمنية محددة، فقد كانت بداية المشوار مع تشكل وزارة التعليم العالي الأردنية. من هنا ذكرت بعض المشاهدات الأكاديمية وعلقتُ عليها مُقَيّماً لهذا كمنفذٍ لسياسات وضعها المخططون ولكن بشكل لا يخرج الكتاب عن خطه الاجتماعي العام. وما قلته يبقى وجهة نظر تحتمل الخطأ والصواب.

ولا شك أن لمشوار المغترب من بدايته إلى نهايته أبعاد نفسية قبل وأثناء الأغتراب وبعده؛ ولا بد أن يكون هناك بعض المطبّات العملية أثناء الخدمة؛ فكان لا بد من التعريج على بعضها بأسلوب مرح فيه من الفكاهة الكثير ولكنه لا يقول إلا حقاً؛ وقفزنا عن بعضها الآخر الذي ينكأ جراح الذاكرة ويقلب المواجع فيها.

كذلك رأيت من واجبي أن أشكر سلطنة عُمان عموماً وصلالة خصوصاً والكليات التي عملت بها والزملاء والطلاب الذين رافقناهم في هذا المشوار الطويل على حسن استضافتهم لنا طيلة هذه الفترة الطويلة فيها وقد تحملوا بعض نزقنا أحيانا مدركين أنه يصب في المصلحة العامة.  فكان هذا الشكر على طريقتي الخاصة بهذا الكتاب؛ وأرجو الله أن أكون وفقت في هذا الأمر.
...... 
جزء من المقدة طبعا